الجمعة, 25-أكتوبر-2013
صنعاء نيوز -  طالب أمين عام حزب العدالة والحرية الحكومة اليمنية بالاعتذار لإيران بنفس الطريقة التي اعتذرت بها للجنوب وصعدة, وإعادة العلاقات اليمنية الايرانية .. صنعاء نيوز -

طالب أمين عام حزب العدالة والحرية الحكومة اليمنية بالاعتذار لإيران بنفس الطريقة التي اعتذرت بها للجنوب وصعدة, وإعادة العلاقات اليمنية الايرانية .. معتبرا أن هناك إمكانية للاستفادة من إيران في سبيل تحقيق العديد من المصالح والمشاريع الاستراتيجية اليمنية.
واعترف الأستاذ ناصر محمد الجهراني في أول حوار صحفي له عقب انتخابه امينا عاما لحزب العدالة والحرية نشرة (عدن الغد): أنه يكن كل الحب والاحترام والولاء للسيد حسن نصر الله امين عام حزب الله اللبناني.
وأضاف بأنه القائد العربي والإسلامي الأول الذي لا يزال يقاوم ويتصدى لأعداء الأمة ومن يرتبط بهم سواء في الوطن العربي أو خارجه. وأكد الجهراني تأييده ومساندته لكل المطالب التي يرفعها ممثلو الكيانات السياسية الجنوبية وأبناء الجنوب عامة.
مشيرا إلى أن القضية الجنوبية قضية عادلة والمطالب التي ينادي بها الجنوبيون مشروعة ومن حقهم أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم سواء كان ذلك مع الوحدة الوطنية أو الفيدرالية من اقليمين أو اكثر أو حتى بالانفصال. وتطرق الجهراني في حديثة - الذي اتسم بالصراحة والجرأة والشجاعة- للعديد من القضايا والمشكلات التي تشهدها اليمن وكذا التحديات والمؤامرات التي يشهدها العالم العربي والأمة الاسلامية جمعاء.. فإلى حصيلة الحوار:
حاوره: فاضل الهجري
- تشهد الساحة اليمنية اليوم بروز أحزاب جديدة في ظل تدهور الأوضاع في البلاد إلى جانب الكم الكبير من الأحزاب الموجودة وأنتم انشأتم حزبا جديدا أيضا .. ترى لماذا انشأتم هذا الحزب؟ و ماذا يمكن أن يقدمه ليتميز عن عشرات الأحزاب الموجودة والتي يتم تأسيسها كل يوم منذ الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد مطلع العام 2011م؟.
دعنا نتفق أولاً أن ما تسمية أزمة سياسية هي ثورة شعبية سلمية قام بها شباب واحرار اليمن من المحافظات الشمالية الى اقصى الجنوب ، هذه الثورة انتهت الى ما تسمية أزمة فعلا بتسلق اطراف كانت شريك النظام السابق وحأو لت الالتفاف على الثورة من اجل حماية وبقاء النظام الذي انتفض الشعب ضده ، وكما هو واضح أن هؤلاء المتسلقين يخدمون أطرافا دولية إقليمية لا تريد إنجاح المشروع الثوري وأوهمت الشعب بأن المبادرة الخليجية هي الخيار الوحيد لتجنيب البلاد الحرب الأهلية .. ونتيجة لما حصل من الالتفاف على الثورة من قبل تلك القوى كان لابد ان نقدم مشروعا سياسيا يسعى إلى تحقيق التغيير واستكمال أهداف الثورة وبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة، بما يتفق مع قيم ومبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والمشاركة الوطنية والعدالة والحرية والتنمية لكل مواطن, وبما يلبى مطالب الثورة الشبابية السلمية ويحقق الأمن والاستقرار في عموم محافظات الجمهورية ..
حيث أننا حاليا عاكفون على صياغة نظامه الداخلي وبقية الأدبيات الخاصة به .. وأجدها فرصة هنا لأدعو بقية الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية للانضمام اليه ومشاركتنا في صياغة أدبياته بحيث يكون رافعة لمشروع الدولة الوطنية المحققة للعدل والحرية والمواطنة المتساوية .. كما أننا عاكفون ايضا على تنفيذ برامجنا ومهامنا وما يجب علينا فعله والقيام به في سبيل خدمة البلاد وكذلك لدينا برامج أستطيع القول أنها فريدة وجديدة على الأحزاب اليمنية بشكل عام.

- فترة التأسيس للحزب شهدت العديد من الصعاب والمشاكل ابرزها الخلافات التي واجهت الحزب بداية تأسيسه والتي انتجت تغيير أمينه العام نود ان نعرف كيف استطاع الحزب تجاوزها؟
أولا عقب انتهاء أعمال المؤتمر العام التأسيسي بتاريخ 14 يونيو 2013، والذي تم فيه انتخاب القيادات العليا للحزب وصدور البيان الختامي وتم توزيعه على كافة وسائل الإعلام المحلية والخارجية والجهات الرسمية فوجئنا بالأمين العام السابق ينقلب على البيان الختامي وحاول تعطيل مخرجاته التي يعتبرها الحزب خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها والتلاعب بها..
ومن المشاكل ايضا ما يتعلق بالشأن الداخلي منها محاولة تحالفه مع قوى وأطراف سياسية ثار الشعب عليها والتواطؤ معها بحرف مسار وتوجهات الحزب وأهدافه، وحينها عقد مجلس الأمة الذي يعد أعلى سلطة في الحزب اجتماعه الأول ووجه انذارا للأمين العام عبر لجنة الاحتساب في الحزب بشأن تلك المخالفات، كذلك تجاوزات كثيرة في مواقف الحزب في الشأن الخارجي كدعم المقاومة ومحورها التي يرتكز موقف الحزب على مساندتها ودعمها، وأيضا مخالفته لموقف الحزب من المؤامرة على الجيش السوري المقاوم حيث يعتبر الحزب بأنه يخوض حربا نيابة عن الأمة العربية والإسلامية في مواجهة قوى الاستكبار والامبريالية العالمية وقوى التكفير التي تخدم مصالحها.
لذلك اضطررنا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمة تم خلاله التصويت بالإجماع على فصل الأمين العام وبطريقة ديمقراطية وكلف المجلس الأستاذة أحلام جابر بالقيام بمهامه حتى انعقاد المؤتمر العام للحزب .. وبالفعل تم ذلك وتم التحضير لمؤتمر عام استثنائي تم خلاله انتخابي امينا عاما وأنا غير راغب بذلك ولكن نزولا عند رغبة أعضاء الحزب قبلت المهمة التي أتمنى أن أكون أهلا لها وأن يوفقني الله وأخدم الوطن وأحقق كل طموحات وتطلعات أعضاء الحزب بشكل عام.

- لكن من خلال التسمية لحزب العدالة والحرية نشعر بأنه يوحي أنكم جزء من الإخوان فما علاقتكم بحزب التجمع اليمني للإصلاح ؟
جماعات الإخوان بشكل عام منظمة مترابطة تتلقى أو امرها من الخارج والإخوان في اليمن يختلفون قليلا عن الإخوان المسلمين في مصر وفي مختلف البلدان العربية والعالم, وذلك لأنهم أصحاب تجربة وسبق لهم وشاركوا في الحكم أكثر من مرة وعلى مدى سنوات, وبالتالي فإنهم يدركون جيدا أن الوضع في اليمن خاضع لمعايير المحاصصة والتقاسم وأن من الصعب أخونة كل مؤسسات البلاد والاستيلاء على النظام بشكل كلي ..ونحن لم نؤيد جماعة الإخوان لقيامهم بأخونة المؤسسات في اليمن أو في مصر وغير ذلك من الأعمال والانتهاكات التي مارسوها ضد الشعب هنا وفي مصر..ونحن اكدنا اننا ضد الاقصاء وضد مصادرة حقوق الآخرين وحرياتهم, وفي ذات الوقت نحن مع الديمقراطية, ومع الثورات السلمية.

- لكنكم وقفتم مع الإخوان ضد ارادة الشعب المصري بعد أن ثبت عجزهم في إدارة البلاد؟
الإخوان في مصر نجحوا في الانتخابات ووصلوا الى الحكم عن طريق صناديق الانتخابات وإذا كانوا فشلوا في إدارة الشأن المصري يفترض أن يتم تغييرهم بطرق سلمية وديمقراطية ووقوفنا معهم كان بسبب أن إزاحتهم من السلطة تمت بطريقة انقلابية ودموية ونحن ندرك أن هناك اطراف (صهيوأمريكية) دعمت الانقلاب وخططت له. نحن ضد القمع وضد إراقة الدماء وضد التدخلات الامريكية والصهيونية في الشئون والأو ضاع الداخلية العربية. وبالمناسبة ادعو جميع الاطراف والقوى السياسية المصرية والتونسية ايضا للاصطفاف والتوحد ومراعاة مصالح شعوبهم والاحتكام لصوت العقل والمنطق, واتخاذ الديمقراطية سبيلا لتقرير مصائرهم باعتبارها الخيار الامثل الذي من خلاله تتحقق رغبات الشعوب في اختيار حكامها. وعليهم أن يدركوا أن أساليب الاقصاء والمنع وتكميم أفواه الآخرين لن تقودهم وشعوبهم إلا إلى أتون أزمات وصراعات متلاحقة ودامية لا يحمد عقباها.

- ماهي توجهات الحزب وبرامجه للمرحلة المقبلة؟
لدينا العديد من التوجهات والبرامج والمهام نحن عاكفون على التخطيط لتنفيذها وجميعها تصب في إتجاه توسيع القاعدة الشعبية للحزب وفتح مكاتب له في بقية المحافظات, الى جانب ما يتعلق بعملية إصدار الصحفية الناطقة بإسمة, وإطلاق موقعه الألكتروني وغير ذلك من المهام الخاصة بالشأن الداخلي للحزب ..
ولدينا العديد من المهام والتوجهات المتعلقة بالشأن الوطني والتي منها ما يتعلق باستكمال الترتيبات الخاصة بـ(تكتل إنقاذ اليمن) الذي كنا أشهرناه مطلع يوليو الماضي ككيان سياسي واجتماعي وطني يضم العديد من المكونات الثورية والشبابية والأحزاب السياسية والمكونات القبلية ويسعى إلى تحقيق مشروع التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة، بما يتفق مع قيم ومبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والمشاركة الوطنية والعدالة والحرية والتنمية لكل مواطن, وبما يلبى مطالب الثورة الشبابية السلمية ويحقق الأمن والاستقرار في عموم محافظات الجمهورية .. حيث اننا حاليا عاكفون على صياغة نظامه الداخلي وبقية الادبيات الخاص به ..

- تحدثت عن تكتل ما حقيقة هذا التكتل وكيف يستطيع تحقيق ما ذكرته من اهداف وقضايا كالدولة المدنية والديمقرطية والحقوق وغيرها؟
التكتل يضم أحزاب وتكتلات سياسية وثورية شبابية من قيادات حزبية رفضت ما تقوم به أحزابها من تمييع لأهداف الثورة والمسأو مة بها. كما يهدف إلى وضع رؤية يتشارك فيها الجميع للخروج من الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد بما يخدم المواطن وهمومه وتطلعاته ويتلاءم مع المتغيرات السياسية في المنطقة.

- كونك احد المشاركين في الثورة وحزبكم من مخرجاتها .. برأيك هل انتهت أم نجحت الثورة الشبابية؟
الثورة لم تنته بعد ولم تحقق الهدف الرئيسي الذي قامت من أجله والمتمثل في إسقاط النظام بكل رموزه وكذا الوفاء لدماء الشهداء والجرحى ..وبصراحة لا نستطيع ان نقول ان الثورة لم تحقق شيئا, هناك عدد من الأهداف التي كانت مستحيل تحققها منها أن القبائل التي كانت لا تتخاطب إلا بالسلاح صارت اليوم تنتهج الطرق السلمية في المطالبة بحقوقها, الى جانب أن فرقاء الساحة السياسية والاجتماعية الذين كانوا يتقاتلون بالأمس اصبحوا اليوم يتحأو رون على طأو لة واحدة.
بالإضافة لإماطة اللثام عن جملة من المفاهيم الغامضة التي ضلت مترسخة في الأذهان طيلة العقود المنصرمة والمتمثلة في ان ملكية وسائل الاعلام الرسمية والجيش والأمن ليست خاصة بالحاكم وإنما بالشعب, وهناك الايجابيات التي لا يتسع المجال لسردها هنا. وفي المقابل كان لها الكثير من السلبيات أهمها ظهور الطائفية الدينية والمذهبية واختلال الامن وتدهور الاقتصاد وظهور العديد من عوامل الفوضى, لكن رغم ذلك استطيع القول بأن حال اليمن اليوم أفضل بكثير مما كان عليه حالها في السابق.

- ما حقيقة الدعم الإيراني المادي والإعلامي والسفيرات التي تمنح لمئات الشباب والأحزاب والحركات التي نسمع عنها كل يوم ؟ ولماذا تتهم إيران في نشر الفوضى في اليمن؟
الحمد لله أننا لم يثبت دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لما يضر البلاد كما تروِّج لها السلطات السابقة واللاحقة، أما الدعم إن وجد فهو بالتأكيد يصب في خدمة الثورة الشبابية الشعبية وفي خدمة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره ..واستطيع الجزم والتأكيد بأنه لو صح تواجدها في الساحة فلن يكون إلا لأهداف سامية ونبيلة وغايتها الأو لى والأخيرة هي خدمة اليمنيين ولملمة صفوفنا ومساعدتنا على تخطي أزماتنا ومشكلاتنا , الى جانب توطيد علاقتها وتوسيع مجالات تعأو نها مع الحكومة والدفع بمستوى تلك العلاقات الى آفاق رحبة ..
وبالنسبة للاتهامات التي تسوَّق ضد النظام الايراني أؤكد لك أنها عبارة عن افتراءات باطلة لا اساس لها من الصحة تخدم في الاساس عدد من الاطراف المعادية لإيران .. ولذلك اقترح على الحكومة اليمنية تقديم اعتذار رسمي للجمهورية الاسلامية (الإيرانية) بنفس الطريقة التي اعتذرت بها للجنوب وصعدة, وقد كان النظام اليمني يتهم إيران بأنها التي تدعم الحروب في شمال اليمن .. ولأنه تم الاعتذار للجنوب وصعدة فإن الواجب يتطلب أيضا الاعتذار لإيران .. كما اقترح على الحكومة والقيادة السياسية اعادة علاقتها مع إيران والدفع بتلك العلاقات الى أفاق أو سع من التعأو ن المشترك حيث ان هناك امكانية للاستفادة من إيران في سبيل تحقيق العديد من المصالح والمشاريع الاستراتيجية اليمنية خصوصا أن بلادنا في الوقت الحالي بحاجة ماسة لمن يساندها ويعينها على تجأو ز أزماتها .. فعلى سبيل المثال يمكن الاستعانة بإيران في المجال السياسي بإشراكها في حلحة مشاكلنا الداخليه التي يتهمها البعض بأنها تتدخل وتسبب في عرقلتها كما سبق وطلب من قطر التدخل لحل قضية صعدة..
وفي المجال الاقتصادي هناك إمكانية للاستفادة من الشركات الإيرانية للتنقيب على النفط في اليمن .. وهناك العديد من الفرص التي يمكن استغلالها والاستفادة منها من خلال إعادة توطيد العلاقات بين اليمن والجمهورية الأسلامية الإيرانية التي لا يخدم تدهورها سوى أطراف معادية للبلدين.

- لكن الحكومة وغالبية القوى السياسية في اليمن تتهم إيران بالفوضى الحاصلة في البلاد؟
أو لا ليست الغالبية - كما تقول- هي التي تتهم الجمهورية الإسلامية "الايرانية" بل الحكومة وسبق أن ذكرت بأنها ممن التفوا على الثورة الشبابية.

- لكن الرئيس هادي صرح في أكثر من مناسبة باتهامات مباشرة لإيران ، كذلك عدد من الأحزاب السياسية كالمؤتمر والاصلاح وحلفائهما؟
الرئيس هادي معذور لأنه وصل الى السلطة (مكرها أخاك لا بطل) ويعتقد متوهما بأن مصلحة اليمن في التقرب للولايات المتحدة والخليج وعلى راسها المملكة على حساب علاقة اليمن بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا خطا كبير يرتكبه بحق اليمن وستظهر آثاره السلبية مستقبلا في علاقاتنا الخارجية وسيتركه هؤلاء كما تركوا غيره كانوا أقوى منه .. وخدموا هذه الأطراف طوال عقود, وسبق وذكرنا علاقة الاحزاب بالمستفيد من تدمير العلاقة السياسية مع الجمهورية الإسلامية.

- ما نشهده أن البلاد اليوم تعيش انفلاتا وفوضى .. برأيكم من سببها إذا؟
من التفوا على الثورة مدعومين بقوى لا تريد إستقرار البلاد لأنها ستتضرر مصالحهم ولكي أكون كثر صراحة هي الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية التي تعاني من انقسامات داخلية انعكس آثارها على اليمن.

- ما سر دفاعك الكبير على ايران؟
بصراحة انا اعتبر دفاعي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الممانعة في الشرق الأو سط وفي العالم بأكمله – وساماً على صدري.

- كيف هي علاقة حزبكم بحزب الله وأمينه العام؟
أو د أن أشير إلى أن الحزب يحرص على كل ما من شأنه دعم ومساندة قوى الممانعة والمقأو مة وعلى رأسها المقأو مة الإسلامية في لبنان والقائد العربي سيد المقأو مة سماحة السيد حسن نصر الله الذي نكن له كل الحب والاحترام ومن يرتبط به سواء في الوطن العربي أو خارجه ولسنا الوحيدين الذين نحب هذا القائد بل هناك الملايين من المسلمين الذين لم تؤثر عليهم وسائل الإعلام الغربية والخليجية التي تسعى دائما للإساءة لمواقف المقأو مة.

- شاركت في عدة مؤتمرات للمعارضة في الخارج ما هي العلاقة التي تربطك بها ؟
تربطني علاقة جيدة ووطيدة بالعديد من الرموز الوطنية المتواجدة في الخارج – وأنا على تواصل مستمر معهم – وبلا شك أنني لن أتوانى في استغلال تلك العلاقة في كل ما من شأنه خدمة اليمن وإنقاذه من الأزمات المتلاحقة التي تعصف به.
وعلى الجميع أن يدركوا أن أغلب شخصيات المعارضة اليمنية في الخارج هم من أفضل الناس وهم أكثر وطنية حرصا من غيرهم على أمن واستقرار اليمن أكثر من المتواجدين في اليمن, وخروجهم من اليمن دليل على أنهم لا يريدون تأجيج الصراعات وإراقة الدماء .. وأعتقد أن الوسطاء الذين كانوا يذهبون للتحأو ر معهم هم السبب في تأزيم الوضع بينهم والنظام الحاكم من جهة وبينهم ومعارضة الداخل من جهة اخرى .. أي أن أو لئك الوسطاء كانوا بمثابة معأو ل هدم أكثر منهم أدوات إصلاح.
وأستطيع التأكيد هنا أن الجنوبيين المشردين في الخارج خدموا الوحدة وقدموا تنازلات عظيمة لأجل استمرارها اكثر مما قدمه الأخوة في الشمال الذين أدعوا حمايتهم لها .. وعلى العموم بهذه المناسبة أتوجه بالدعوة لكافة تلك القيادات والرموز الوطنية المقيمة في الخارج لأن يعودوا الى وطنهم اليمن ويمارسون نشاطاتهم السياسية بكل حرية كغيرهم من أبناء هذا الوطن.

- هل تقصد علي سالم البيض؟
نعم

- لكنة يطالب اليوم بانفصال واستعادة دولة الجنوب كما أن الحكومة تتهمه بتلقي دعم من الجمهورية الاسلامية الإيرانية وحزب الله ؟
ما تعرض له أهلنا في الجنوب من ظلم وإقصاء وتهميش ونهب ومصادرة الحقوق واعتداءات دفعت بهم الى المطالبة بالانفصال كخيار وحيد. ولذلك نحن نؤيد ونساند كل المطالب التي يرفعها ممثلو الكيانات السياسية الجنوبية وأبناء الجنوب عامة .. كون القضية الجنوبية قضية عادلة والمطالب التي ينادي بها الجنوبيون مشروعة ومن حقهم أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم سواء كان ذلك مع الوحدة الوطنية أو الفيدرالية من إقليمين أو اكثر أو حتى بالانفصال.فالجنوبيون أحرار فيما يختارونه ويقررونه, وهم أحرار بثرواتهم وأراضيهم وكيفية توزيعها وليس من حق أحد أن ينكر عليهم ذلك الحق, ويكفيهم ما تجرعوه من ظلم وضيم وقهر واستبداد ومصادرة لحقوقهم وحرياتهم طيلة السنوات الماضية.
الآن آن الأون لأن يختاروا مصيرهم بأنفسهم, والوحدة الوطنية إذا لم يسودها الحب والإخاء والعدل والمساواة تظل بلا معنى وبلا جدوى.لذلك على الذين يرفعون شعار الوحدة أو الموت أن يتخلصوا من نوازع الشر الذي تسكنهم وأن يتحلوا بالصدق والمحبة والإخاء ويتركوا مصالحهم ومنافعهم جانبا ويعملون من أجل المصلحة الوطنية .. وبالنسبة لرأينا حول حل قضية الجنوب أقول لك نحن مع حلها على مراحل حتى نجنب بلادنا المزيد من المشكلات والأزمات والصراعات. أما عن الفيدرالية فنحن بصراحة مع خيار الفيدرالية من إقليمين خلال الخمس السنوات القادمة .. فإن صلح الأمر كان بها وإلا فلنترك للجنوبيين الخيار لتقرير مصيرهم.

- يعني انك تدعم فكرة الإنفصال وأخشى أن يكون ذلك مجرد فرقعة إعلامية لكسب الشارع الجنوبي ؟
القانون الدولي يقف الى صف أي طرف يطالب بالاستقلال.

- المجتمع الدولي لا يؤيدون ذلك ويرون في اليمن حالة إستثنائية حيث يحاولون الحفاظ على وحدة البلاد؟؟
من أجل مصالح تلك القوى التي تحرك المجتمع الدولي وأقصد هنا الغرب وعلى راسه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

- كيف تقرأ مخرجات مؤتمر الحوار إلى حد الأن ؟
نحن مع الحوار ومع حل كافة مشكلاتنا الوطنية بالتفاهم والتحاور وبما يلبي رغبات ومطالب كل الأطراف .. وبصراحة نحن متفائلون كثيرا بهذا المؤتمر الذي يعد الأو ل من نوعه في بلادنا ونعلق آمال كبيرة على ان تلبي مخرجاته كافة تطلعات واحلام اليمنيين وكل اهداف وتوجهات ثورة الشباب السلمية .. ومن هنا نطالب كافة الأعضاء والمكونات والقوى السياسية الممثلة في هذا المؤتمر بتحمل مسؤولياتهم الوطنية والمجتمعية والأخلاقية والعمل بروح الفريق الواحد وبعيداً عن المماحكات والصراعات والأحقاد في سبيل تحقيق مطالب كافة اليمنيين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم المتمثلة في إقامة الدولة المدنية الحديثة بمعناها الحرفي والحقيقي والتي من خلالها يستطيع الجميع أن يتعايشوا بسلام وبعيداً عن الصراعات الطائفية والمذهبية والقبيلة وغيرها.

- ما موقفكم من الأحداث الدائرة في سوريا؟
نحن نرفض أي تدخل أو اعتداء خارجي على الشعب السوري, ونحن ضد كل المؤامرات والمخططات الإرهابية والحرب المستعرة التي تشن ضده من قبل أعداء الأمة العربية والإسلامية وأذيالهم من بعض الحكام العرب .. وأؤكد لك هنا أن ما يحدث في سوريا كارثي بكل المقاييس فهذه البلد التي تعد آخر معاقل الصمود والممانعة العربية تتعرض لعملية إرهاب وتدمير وتنكيل أمريكي وصهيوني خطير وللأسف بمساعدة ومباركة ودعم وتمويل عربي من قبل (السعودية) الذين وظفوا وسخروا اموالهم للإرهابيين والمتطرفين والقتلة ومصاصي الدماء الذين تقاطروا الى سوريا من أصقاع العالم وما فتئوا يمارسون أعمال القتل والإبادة والتنكيل بحق أبناء الشعب السوري الأعزل, الى جانب تدمير بنيته التحتية ومنظومته العسكرية التي كنا نعدها الدرع الحامي والواقي للأمة العربية كاملة.
وما يدمي القلب أن هناك جماعات وأطراف يمنية تساند وتدعم الإرهابيين في سوريا بالمال وبتصدير المتطرفين والقتلة أيضا الى هناك, وهذا أمر كارثي أن يشارك اليمنيون في التنكيل بأشقائهم وإخوانهم المصريين لذلك أدعوهم للرجوع الى الله ومراعاة ضمائرهم ووقف دعمهم الذي يعد مشاركة صريحة في القتل وفي الإثم والمعصية أيضا.
وبالمناسبة أيضا أوجه خالص التحية والتقدير والإكبار والاإجلال لأولئك الأبطال الشجعان البواسل من أفراد وقيادات الجيش السوري البطل, وكذا إخوانهم الصامدين معهم من جنود حزب الله الذين صمدوا وتصدوا وصبروا وواجهوا ودحروا قوى العدوان والإرهاب (الصهيوأمريكي) التي تواجهها سوريا الذين صمدا وصرخوا في وجه الباطل وباسلوا بأنفسهم في سبيل حماية الشعب السوري والمحافظة على عزة وكرامة ووحدة اراضيه.ولأولئك الارهابيين والقتلة ومن يقف وراءهم ويدعمهم نقول: لن تفلحوا يا أعداء الله والإنسانية ولن تكونوا سوى وقودا لما تحيكونه من مؤامرات وإن شاء الله ذلك هو مصيركم أيضا في الآخرة.

تعريف بالاستاذ: ناصر الجهراني في سطور:
• الاسم: ناصر محمد الجهراني
• محل وتاريخ الميلاد: جهران – محافظة ذمار – 1978م.
• تلقى تعليمة الاساسي في مسقط راسة بمنطقة جهران - ذمار – ثم سافر بعدها الى سوريا, ومنها الى العراق, حيث اكمل دراسته الثانوية فيها.
• عاد الى سوريا حيث التحق فيها بحوزة الامام (الخمينى) طيلة ثلاث سنوات.
• سافر الى العراق وانخرط في صفوف المقاومة العربية ضد الإحتلال الامريكي وخاض الكثير من المعارك الى جانب رجال المقاومة العراقية, وتولى قيادة مجموعة المقاتلين اليمنيين الموجودين في صفوف المقاومة العربية.
• التحق بعدها بمدرسة (صاحب الامر ) في (النجف الاشرف) حيث تتلمذ طيلة عشر سنوات على ايدي العديد من العلماء والمرجعيات الدينية منهم (الشيخ علي القاموسي – والشيخ علاء الدين الموسوي ) حيث اكمل دراسة المقدمات والسطوح, وكذا السطوح العليا, وصولا الى مرحلة البحث الخارج وهذه هي مراحل الدراسة لدى علماء الشيعة الإثنى عشرية .
• عاد الى اليمن بداية انطلاق ما عرف الثورة الشبابية الشعبية .. وانخرط في صفوف الشباب – وشارك في مختلف احداث الثورة وفعالياتها .. ومنها باشر مزأو لته العمل السياسي.
• شارك في العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل الداخلية والخارجية.
• انتخب رئيسا لمجلس الأمة في حزب العدالة والحرية خلال مؤتمره التأسيسي.
• انتخب امينا عاما لحزب العدالة والحرية خلال المؤتمر العام الاستثنائي الذي عقده الحزب بتاريخ (28-9-2013م).
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-24427.htm