صنعاء نيوز -
الأخ الدكتور صالح باصرة
وزير التعليم العالي- رئيس هيئة التحرير للموسوعة اليمنية الكبرى المحترم
تحية طيبة.. وبعد
قرأنا أنكم قد دشنتم قبل عدة أيام، في المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات"، أعمال الورشة الفنية الموسعة لمناقشة محاور الإطار العام المقترح لمشروع "الموسوعة اليمنية الكبرى".
ونود أن ننتهز هذه المناسبة لنضع أمام معاليكم النقاط التالية (نأمل أن تؤخذ بعين الاعتبار):
أولاً:ـ مباركتنا لهذا الجهد الثقافي الوطني الرائع لمركز الدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات"، الرامي إلى كتابة "الموسوعة اليمنية الكبرى"، وهو الجهد العلمي الذي سيُُسهم فيه أكثر من500أستاذ وباحث، كما أشرتم.
ثانياً:ـ كما تعلمون أيها الأخ الكريم، وأنتم الأكاديمي المخضرم، إن كتابة التاريخ يُعتبر مهمة و"أمانة" عظيمة. وأن التاريخ ينبغي أن يُكتب بحيادية.. وإنصاف.. ونزاهة.. من قبل أكاديميين وباحثين محايدين مؤهلين.
وللأسف، فإن تاريخ بلادنا في العقود الخمسة الأخيرة قد كتب، إلى حد بعيد، من قبل طرف واحد، من قبل الطرف المنتصر (إذا هناك منتصر؟) وبـ"انتقائية". وهناك تزوير وتشويه للتاريخ وتعتيم على ذكر كثير من الحقائق والرجال الكبار في بلادنا.
ثالثاً:ـ نخشى أن بعض مراكز البحوث والدراسات في وطننا، وعدد من الأساتذة والباحثين والإعلاميين، ينساقون، بإدراك أو بدون إدراك، في اتجاه "تصنيع" و"تفصيل" التاريخ والوقائع التاريخية.. بدلاً من كتابة التاريخ والبحث عن الحقيقة.
ولتوضيح ذلك، وكمثال على ذلك، ما علينا إلا أن نلقي نظرة على ما يُكتب في بعض المناسبات الوطنية، فسنجد أنها تظهر نفس الوجوه.. وتتكرر نفس المقالات والمقولات المؤدية إلى أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر هما البداية والنهاية في تاريخ اليمن الحديث.
نعم الثورتان محطتان رئيسيتان في تاريخ اليمن الحديث.. إلا أن من الظلم لليمن وتاريخه ورجالاته ونضاله الطويل أن نختزل كل شيء بهاتين المحطتين.
الأكيد أن26سبتمبر و14أكتوبر هما "تتويج" لنضالات طويلة وانتفاضات مبكرة عديدة في طول البلاد وعرضها توقاً وأملاً في مستقبل أفضل لهذا الوطن.
رابعاً:ـ نعتقد أنه قد آن الأوان (بعد ما يقرب من نصف قرن على الثورة) أن نطوي صفحة آل حميد الدين والاستعمار البريطاني والسلاطين.. ونعكف ويعكف الـ400أستاذ وباحث على ما فعله "الثوار" بهذا الوطن العظيم في العقود الخمسة الماضية.
أين نجحنا؟ وأين أخفقنا؟
وما هي الدروس المستفادة؟
هذه هي مهمة الجامعات ومراكز البحث والدراسات المحترمة..
خامساً:ـ وعليه نأمل منكم أيها الأخ الأكاديمي المحترم، أن تكونوا موجهين علميين.. أمناء.. لكتاب هذه "الأمانة التاريخية"، أي كتاب "الموسوعة اليمنية الكبرى"، ليتحروا الصدق والبحث عن الحقيقة من مختلف الأطراف، وليس من طرف واحد فقط، والابتعاد عن "الانتقائية" وعن "تفصيل" و"تصنيع" التاريخ اليمني، ومراعاة أساليب ومناهج البحث العلمي المُتعارف عليها في الجامعات ومراكز البحث والدراسات المحترمة.
إن هذه "أمانة" في عنقكم.. وعنق أساتذتنا الكرام من دكاترة الجامعات والباحثين والإعلاميين.
نرجو لكم التوفيق والنجاح في هذه المهنة العلمية الثقافية الوطنية العظيمة.
وتقبلوا أطيب تحياتنا..
أخوكم
محسن محمد أبوبكر بن فريد
الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن
"رأي"
[email protected]