صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني -
شكراً للأشواك، علمتني الكثير.. العبارة للفيلسوف الهندي طاغور، الذي لو عاش بيننا لما شكر الأشواك ولا شظايا الزجاج طالما أدمت أقدام اليمنيين، لكنهم كما هو واضح لم يتعلموا شيئاً..
· لم نتعلم شيئاً من القتل وعواقبه، ولم نتعلم من القطع والتقطع وتأثيراته، ولم نتعلم من الخطف والاختطاف وما يتركه من ندوب على وجه الوطن.
· حرائق وفتن واختطاف وإزهاق أرواح تخترق أسماعنا صباح مساء، لكننا نتعامل معها بالنظرية الشعبية القائلة "مسمار ليس في قدمك اعتبره في الجدار".. ولأن الأرض ما تزال تدور و"ما أمسى عند جارك يصبح في دارك" لا ندرك عواقب وأخطار فرجتنا على مصائب الآخرين إلا عندما نصبح نحن الخبر وتبدأ النار بإحراق أطراف ملابسنا!
· خذوا حادثة اختطاف واحدة، وليسأل كلُّ واحد منا نفسه إلى أيِّ حد شعر بقرصة الألم جراء اختطاف الشاب محمد منير أحمد هائل بواسطة مسلحين من تعز، اقتادوه ببساطة إلى يريم وسلموه هناك إلى مسلحين من مأرب؟ الغالبية الساحقة منا استقبل الخبر وكأن حادثة الاختطاف تمت في الصومال أو في إحدى جمهوريات الموز.
· كم مسئول أب استحضر في قلبه الحالة النفسية التي تخيِّم على والد هذا الشاب؟ وكم من الأمهات الناشطات سياسياً تخيلت نفسها مكان أم محمد منير؟ كيف للسيدة الوزيرة حورية مشهور أن تنام ملء أجفانها دون أن تغادر صنعاء إلى مأرب على متن هيلوكس أو حتى سيارة مصفحة لتقول للخاطفين" ياعيباه"، كما اعتادت أن تفزع وتجزع مع آخرين حتى وهم متهمون بالقتل؟ وهل كان يجب على الشاب محمد منير أن ينام في خيمة ثورية حتى يجد من ينتصر له من هذه القيادات الحزبية والرسمية التي رأى بعضها في خطف محمد قرصة أذن لعمه المحافظ الذي تجرأ وقال بأن مدنيته أقوى من أسلحة المبندقين؟
· محافظ تعز يريد إرساء قيم مدنية وحضارية.. ويريد بقية أركان العائلة التجارية تكريس مفاهيم تجارية تنافسية وغير طفيلية ولكن.. لا تواجد شوقي هائل على رأس السلطة المحلية بتعز كان مهضوماً عند البعض، ولا هم اعتقوا المتفرغين للمال والأعمال، بدليل ما حدث لبعضهم خلال فترة زمنية قصيرة.
· وفي نفس القضية، لا الحكومة أقلعت عن المواءمة عن الكلام الجميل والمواقف القبيحة، ولا القبائل الثورية التي حاصرت المعسكرات جاهزة لحصار مظاهر الإساءة للقبيلة وأعرافها.
· ويا جميع هؤلاء الذين هبطوا على مفاصل التنظير والقرار بالباراشوت، الشعب خارج اهتمام القيادة والحكومة والبرلمان والحوار ..لكن ألف باء المسؤولية تفرض تذكير كل صاحب قرار متواطئ مع العيب أن لا دين بلا مروءة، وبأن الشعب اليمني لم يفوض أحد لنصب نفسه ممثلاً على خشبة المسرح الرديء.