صنعاء نيوز - هذا ملخص غير مخل لما تشهده الساحة بمختلف الصعد؛ هبة شعبية في الجنوب تتصاعد وتنزلق إلى مسارات غير آمنة بعد أن استغلها الحراك الجنوبي لإزالة الركود

الثلاثاء, 24-ديسمبر-2013
صنعاء نيوز -
كل الطرق السالكة –على ما يبدو- تقود إلى انهيار الدولة وتمزقها.
هذا ملخص غير مخل لما تشهده الساحة بمختلف الصعد؛ هبة شعبية في الجنوب تتصاعد وتنزلق إلى مسارات غير آمنة بعد أن استغلها الحراك الجنوبي لإزالة الركود الذي أصابه وإحراز خطوة متقدمة للانفصال، وحرب طائفية تتسع يوماً بعد آخر في الشمال حتى شملت خمس محافظات (صعدة، حجة، الجوف، عمران، وصنعاء "مديرية أرحب")، ومخاوف من اندلاع جبهة سادسة في المناطق الوسطى (محافظة إب) وحكومة ثبت فشلها وعجزها وغلبة فسادها، وحوار وطني ميت سريرياً منذ انتهاء موعده المحدد قبل ثلاثة أشهر.
مخرجات الهبة في الجنوب والحرب الطائفية في الشمال –وفقاً لمراقبين- لن تكون أقل من فرض الأقلمة (أقاليم) غير المدروسة والمزروعة بألغام تجعل من الاقتتال داخل كل إقليم وبين الأقاليم هو السائد، قبل إقرارها من حوار استغرق ثلاثة أشهر كأشواط إضافية لغرض إقناع المتحاورين بعدد الأقاليم المطلوبة، ولكن دون جدوى.
وفي ظل حكومة فاشلة وفاسدة عجزت حتى عن تأمين مقراتها ويراد التمديد لها عامين إضافيين، بكامل علاتها، فليس لمن يراقب المشهد اليمني إلا أن يرسم ملامح سوداء تاركاً التفاصيل للقدر.
رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أشار إلى ذلك في اجتماعه الاستثنائي الأحد مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار وأكد أن مؤشرات الأوضاع غير مطمئنة، وأننا قد وصلنا نقطة قرب المنحدر الكبير، وأن الانهيارات الأمنية والاقتصادية ينبغي أن لا تتجاوز ما وصلت إليه.
ومؤخراً لجأت حكومة باسندوة لسحب أرصدة مالية من قطاعات إيرادية لضمان سداد رواتب الموظفين لشهر ديسمبر، وكانت قد رهنت أصول شركات النفط لبنكي سبأ والتضامن قبل أشهر، وتستعد لرهن وبيع قطاعات أخرى لذات الغرض "تسديد رواتب الموظفين لشهر يناير المقبل".
ويرى السياسي البارز وأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبدالملك المتوكل أن كل ما تشهده الساحة اليمنية وما وصلت إليه من منعطف خطير جداً وغير مسبوق هو ثمن هروب مختلف القوى السياسية، وعلى رأسها القائمون على أمور الحوار الوطني من بناء الدولة البناء المؤسسي الذي يضمن الوصول إلى دولة ديمقراطية عادلة شعارها (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
وأضاف المتوكل: ما تشهده الساحة والأوضاع المأساوية التي تتفاعل يوماً بعد آخر تنذر بمخاطر فوضوية تنتهي بانهيار الدولة لا سمح الله، ولكنها –هذه الأوضاع- تدل دلالة قاطعة لمن لا يريد أن يفهم أنه لن يستطيع طرف بعد اليوم أن يحكم اليمن منفرداً، وتابع: وأنا قد قلت ذلك ذات يوم لأمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي أنه إذا كنتم تفتكرون أن بإمكانكم حكم اليمن منفردين فأنتم مخطئون، اليمن لن تهدأ ولن تستقر الأوضاع ما لم تبنَ الدولة على أسس صحيحة وبمشاركة جميع أبنائها بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم.
من جهته قال رئيس تنظيم الأحرار والنائب في البرلمان الشيخ عبده بشر إن الأوضاع للأسف تسير بخطى متسارعة نحو الانهيار، مشيراً إلى "أننا قد نصل لحظة الانهيار الشامل ما لم تتدارك القيادة السياسية ذلك، ومعها عقلاء مختلف القوى السياسية".
وقال بشر لـ"اليمن اليوم": لقد أثبتت حكومة الوفاق خلال العامين الماضيين وبما لا يدع مجالاً للشك فشلها وأنها ربما الأسوأ بين حكومات دولة الوحدة، فالأوضاع المعيشية والأمنية مستمرة في تدهورها، فيما محاولات (أخونة) مؤسسات الدولة من قبل الإخوة في قيادة حزب الإصلاح، وكأنه لا يهمهم إلى أين تسير الأوضاع السيئة بالوطن وأننا بفعل هذه السياسيات وفي ظل العجز الحكومي والفساد المتنامي ندفع بهذا الوطن دفعاً إلى اللاوطن.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 01:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-25545.htm