صنعاء نيوز - لا وطن يعيش بدون بطولة. ولهذا تزول الأوطان التي لا تبقي على البطولة لحظة زمنية مستمرة. ولا يمكن إستعادة العراق حتى تتحول البطولة إلى طريقة حياة.

السبت, 11-يناير-2014
صنعاء نيوز/د.مصطفى سالم -


لا وطن يعيش بدون بطولة. ولهذا تزول الأوطان التي لا تبقي على البطولة لحظة زمنية مستمرة. ولا يمكن إستعادة العراق حتى تتحول البطولة إلى طريقة حياة.
الإنتفاضة الشعبية في الأنبار التي تستند على تحرك العشائر العراقية لابد أن تتحول إلى ثورة شعبية ، لأن الإرهاب الحكومي الطائفي المدعوم من واشنطن وطهران لا يمكن ممارسة الأحتجاج السلمي أمامه، ولا يمكن حصر المواجهة بموقف عشائري.
إن الفعل الثوري لا يتجسد في الحالة العراقية إلا عبر الفعل الشعبي للدفاع عن النفس والاخرين.
و الفعل الشعبي السلمي سيتم مواجهته من قبل الميلشيات الحاكمة بالرصاص ولذا بات التصدي لجرائم الحكم الطائفي وميلشياته يتطلب الثورة الشعبية.
ويمكن القول أيضا أن الإعلام القليل الداعم لانتفاضة الأنبار لا يتقدم على هذه الأنتفاضة حتى مع طابعها العشائري الظاهر، وما يجب أن تنتبه له القنوات الفضائية الداعمة الثورة هو كيفية المشاركة في الثورة عن طريق إداء وإعلام يسبق حتى الثورة.
عندما تصادعت المواجهة بين الشعب والحكم الطائفي سقط الإعلام المرتبط بالحكم أو السفارة الأمريكية او بإيران أو بعض دول الخليج العربي.
في نفس الوقت لابد أن يجسد حزب البعث دوره الميداني في مناطق أخرى من أجل استنزاف العدو. ومن الحكمة أن يكون شعار الأنتفاضة أكبر من أن يظهر الأنتماءات الحزبية، أو الفكرية للمنتفضين، من أجل التحول إلى ثورة شعبية شاملة هدفها الأساسي إزالة كل ما نتج عن الاحتلال الأمريكي.
وبدون أن تتحول الأنتفاضة إلى ثورة شعبية سيكون كل شيء قد تحقق من خلالها أمام خطر التراجع، أو مصيبة صفقة مع الحكم الطائفي الشيعي الذي تم تنصيبه من قبل قوات الاحتلال الأمريكي بالتوافق مع إيران.
لا بد من الإقرار أن العرب الشيعة ليس لهم حضور كتأثير و كفكر في مرجعية الشيعة لأسباب لا تتعلق فقط بعزل نوري مالكي لدورهم ، بل لأن الشائع لديهم الآن أن الحكم الشيعي بكل عيوبه وجرائمه يمثل إطارا يمكن من خلاله الوصول إلى حالة مختلفة على الأقل لهم، وهؤلاء لا ينتبهون أن مشكلة العراق تكمن في هذه النظرة.
وبنظرة واقعية يبدو التعويل على المحافظات الشيعية وهما لأنها لم تتحرك ضد قوات الاحتلال الأمريكي منذ عام 2003 ولغاية الانسحاب المعلن، ولأن المرجعية الشيعية وهي إيرانية كانت وراء القتل على الهوية، والتعاون مع الاحتلال الامريكي، بل إن هذه المرجعية تقف وراء الحاكم الذي يقتل أكبر عدد من العرب السنة لأن العقيدة التي تروجها هي إن هذا القتل يصل بالقاتل إلى آل البيت.
هذه الفكرة برزت بعد الأحتلال الأمريكي بشكل سافر مع حضور الميلشيات الشيعية من إيران على ظهر الدبابة الأمريكية.
العلاقة المشوهة للفرس الشيعة مع آل البيت تتقدم على العلاقة مع الله، لذا ينظر الفرس الشيعة بكراهية للسنة وخصوصا العرب منهم وهو ما يمثل حجم الـتأثير الذي أستطاع الفرس من تركيبه داخل العقيدة الشيعية حتى داخل العرب الشيعة.
ومن الخطورة تحويل الانتفاضة إلى صراع "سني - شيعي"، لكن دون أهمال إن الحكم الطائفي في العراق وبالتحديد حزب الدعوة يستند في نشر الكراهية للعرب السنة للعقيدة الفارسية الشيعية.
وبقاء تقدم رجال الدين السنة والعشائر للمشهد قد يكون دافعا للبعض للإنخراط في الانتفاضة أو الأمتناع عن ذلك لأسباب مختلفة، لكنه سببا أيضا في تردد أو إمتناع العرب الشيعة للانخراط بهذه الانتفاضة.
لم يصل الوعي لغاية الآن في صفوف العديد من أتباع العرب الشيعة للفصل بين مصلحة الوطن وقرارات المرجعية الشيعية.
ويمكن ملاحظة أن المقاومة العراقية التي طردت الاحتلال الأمريكي بقت بشكل شبه كامل سنية من حيث المنخرطين في صفوفها.
ومشكلة الشيعة العرب انهم يعتقودن انهم شيعة قبل أن يكونوا عربا، بينما الشيعي الفارسي يؤمن بانه فارسيا وما التشيع إلا وسيلة لبقاء عداء الفرس للعرب.
لكن لابد من تحويل انتفاضة الأنبار الى ثورة عراقية في المحافظات الست التي كانت وراء هزيمة الاحتلال الامريكي. ولكي تتحول إلى ثورة لابد أن يكون هناك ثوار، ولابد أن تكون هناك أهدافا ثورية تتعلق ليس فقط بمسح كل ما نتج عن الأحتلال، بل وتكريس رؤية لعراق العدالة وديمقراطية.
أوضح تسليم قوات الاحتلال الامريكي بعد غزو العراق عام 2003 الحكم إلى ميلشيات شيعية موالية لإيران، إن التقارب الأمريكي الإيراني كان قائما منذ زمن طويل، وما يحدث من تقارب معلن أنما يؤكد نهاية مرحلة التعاون الصامت.
وهذا التقارب المخفي سابقا هو الذي جعل واشنطن تغض النظر عن دعم حكومة نوري مالكي الطائفية لبشار الأسد رغم ان نوري مالكي هي من نصبته على حكم العراق.
وبسبب الدعم الأمريكي والإيراني لحكومة نوري مالكي الطائفية ألتزمت الأنظمة العربية كلها للوقوف إلى جانب عمليات قتل العرب السنة ، لاسيما حكومات عربية حيث يروج إعلامهما لما يدعية نوري مالكي من تبريرات لجرائمه.
وبالمحصلة الاخيرة فأن إيران و دول عربية كلهم تسعى لبقاء العراق ضعيفا، لأنهم أساسا يجدون قوتهم في معادلتها مع جيرانهم وليس التعادل أو التفوق على إسرائيل، بينما كان المشروع العراقي الذي قاده الشهيد صدام حسين يسعى ليكون العراق متفوقا على إسرائيل وهو ما جلب عداء الغرب والجيران له.
ما يجب أن يعرفه قادة الانتفاضة إن أنظمة صنعتها المخابرات الامريكية في الوطن العربي الكبير لا يمكن التعويل عليها، وهي عدو يجب التعامل معه بحزم. لكن ليس من المطلوب أن تفتح الثورة جبهات واسعة وبالمقابل يجب أن لا تتعاون مع هذه الانظمة التي هي جزء من عملية تدمير العراق، إن الخيانة التي تأتي بعد أطمئنان كارثة وخسارة للأمل.
التوافق مع المشروع الأمبريالي الأمريكي لأنظمة عربية وغيرها أهم لديهم من أن يفنى العراق أو أي شعب عربي اخر.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 06:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-25941.htm