صنعاء نيوز - وأخيرا وبعد أن أجل موعد انعقاده مرات ومرات أنعقد مؤتمر جينيف2 بحضورك المشاركون فيه.

الجمعة, 24-يناير-2014
صنعاء نيوز -
وأخيرا وبعد أن أجل موعد انعقاده مرات ومرات أنعقد مؤتمر جينيف2 بحضورك المشاركون فيه.وأوضح الصور والمشاهد عن هذا المؤتمر والنتائج التي ستتمخض عنه, تنحصر في ما كشف للجماهير وللعالم عن الأهداف الحقيقة لهذا المؤتمر والاطراف الفاعلة فيه. ومن هذه المشاهد:
السرعة التي أقر فيها الائتلاف في القبول بما لم يقبل به خلال ثلاث سنين: حيث قرر الائتلاف الوطني مشاركته في مؤتمر جينيف2 بعد عام ونصف من إصراره على الرفض. ففي اجتماعه الأخير أقر موافقته على المشاركة في مؤتمر جنيف2 المقرر عقده في 22 من الشهر الجاري, وبموافقة 58عضواً ومعارضة14 وامتناع 2عن التصويت وصوت بورقة بيضاء, ومقاطعة 44 عذواً جلسة الاقتراع. ونسبة الموافقة كانت أقل من 50%.
واشفع قرار الائتلاف بتصاريح: كإعلان رئيس الائتلاف أحمد الجربا: أن مشاركته ستكون دون مساومة على أي من ثوابت الثورة. وأن الائتلاف يدخل جنيف بعد مشاورات طويلة وليس لكي ننسى مرحلة سابقة، بينما النظام يدخل مكرهاً، وأن طاولة جنيف2 هي مدخل لتحقيق أهداف الثورة، وأنه سيحضر جنيف2 ليضمن السلام للشعب السوري. وأن الائتلاف يريد جنيف2 لمواجهة الإرهاب ، وأننا لسنا قلة ولا ضعافاً ومعنا أحرار العالم، وطاولة جنيف بالنسبة لنا هي ممر باتجاه واحد، وهو تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا أدنى تعديل. وسليم ادريس دعا المشاركين التمسك بأهداف الثورة السورية المتمثلة بـرحيل بشار الأسد, وأن لا يكون له أي دور في مستقبل سوريا, ورحيل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية, وتشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة، وإطلاق سراح المعتقلين وخاصة النساء، وفتح ممرات لإدخال المساعدات الغذائية. وأنه يدعم أي حل يضمن انتقالاً سياسياً للسلطة بما يحقق أهداف الثورة السورية.
وكرنفال قرقعة التصريحات وضوضاء المواقف على أبواب وممرات مؤتمر جينيف2 بدأت بشد أنظار العالم لهذا المؤتمر: فوزير الخارجية الأمريكي جون كيري سر وطرب لهذا القرار وسارع لوصفه بقوله: أنه تصويت شجاع، وبلاده ستواصل دعم المعارضة السورية بعد أن اختارت أفضل طريقة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض. والتحق بكيري وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ليقول: أن قرار الائتلاف المشاركة في مؤتمر جنيف2 خيار شجاع, وهذا الخيار هو خيار السعي الى السلام. ولم يتأخر وزير الخارجية الألماني فرانك ولتر شتاينماير حيث تلى بيانه, والذي جاء فيه: قرار الائتلاف بريق أمل للناس في سوريا، واي تقدم مهما كان طفيفا لانتقال القوافل الإنسانية او للتوصل الى اتفاق وقف إطلاق نار على مستوى محلي سيكون نجاحاً. وبارك وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ قرار الائتلاف بتصريح جاء فيه: اشيد بقرار الائتلاف الوطني المشاركة في مؤتمر جنيف 2. وسارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليدلي هو الآخر بدلوه, فأدلى بتصريح قال فيه: قرار الائتلاف الوطني المعارض، المشاركة في جنيف2 بقرار شجاع لتاريخي. أما الاتحاد الأوروبي فقد رحب بالقرار, واعتبره قرار مهم للغاية.
وشهدنا خلال المؤتمر الكثير من اعمال الشعوذة والسحر, والمواقف الخجولة أو المرتبكة: فرأينا من يسبخ مع التيار كي ينقذ نفسه من الغرق. وآخر يزيد من حجم مطالبه التي يعلم سلفاً أنها لن تصرف. وأخر رآها مناسبة لفشة خلقه فراح يهاجم ويهدد أو يشتم ويتوعد. وآخر يلقي باللوم والملامة على غيره. وآخر يتهم طرف أو أطراف محددة.
والمؤتمر شكل فرصة لمن أراد أن يعيد صياغة سياسته ومواقفه: فوزير الخارجية التركية وعقب المؤتمر السادس للسفراء الأتراك الذي عقد في مدينة مرسين قال: إن المعارضة السوري تجابه الإرهاب والنظام السوري معاً، وان هناك تعاون واضح بين عناصر داعش والنظام السوري، وان النظام يقصف مواقع المعارضة أولاً لأنه لا يجرؤ على الهجوم براً، وبعد القصف تدخل عناصر الدولة الإسلامية. وأوغلوا يكرر ما صرح به في وقت سابق من الشهر الجاري، حين قال: إن هناك شراكة بين النظام السوري و داعش، وأن بلاده لا تدعم الاصوليين، وأنه يدعوا جميع العناصر الأجنبية للخروج من سوريا. وأن الذين امتنعوا عن اتخاذ موقف تجاه النظام السوري كانوا يتذرعون بالإرهاب، والآن النظام السوري يتعاون مع الإرهاب، أما المعارضة السورية تواجه كل منهما على الجبهتين، وأنه ينبغي قراءة هذه اللوحة بشكل صحيح قبيل مؤتمر جنيف2.وتصريحاته تدل على أنه قلق ومحبط ومجبر أن يغير مواقفه بناء لمطالبة الرئيس عبد الله غول حكومة أردوغان بإعادة تقييم موقفها بخصوص الشأن السوري. وصمت أردوغان ليس له من تفسير سوى أنه نأى بنفسه بعد أن انعطف بسياسته180درجة واتجه نحو طهران وموسكو وبكين.
ومصداقية المؤتمر اهتزت مسبقاً: فمسرحية دعوة وسحب دعوة الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لإيران باتت لغز محير. فالأمين العام لا يحق له أن يدعوا إلا من أتفق على دعوته, وهذا التصرف من بان كي مون ربما كان لإفشال المؤتمر والتهرب مسبقاً مما عليه قد أتفق. وإيران بهذا التصرف تحررت من كل ما يجبرها الالتزام بما يتفق عليه أو قد يتقرر.
ووفد لائتلاف يحضر المؤتمر وهو في معركة مع داعش: فالثناء عليه بمحاربته للإرهاب الذي يحاربه النظام. سيدفع بعض الأطراف لجره لاتخاذ مواقف أكثر فأكثر في محاربته للإرهاب. وهذا ما سيزيد من تجزئة المعارضة, وتباين مواقفها من مجريات المؤتمر.
وجهاد مقدسي سارع ليشجع الائتلاف على اتخاذ مثل هذا القرار: والدليل تصريحه الذي قال فيه: المؤتمر هو المنصة الدبلوماسية الوحيدة لحل الأزمة. وأن على الطرفين الذهاب بمسؤولية عالية لوضع الخطوة الأولى للحل السياسي وفقاً لنص جنيف1، وليس وفقا لتصريحات الأطراف الفاعلة في الملف السوري. وجهاد مقدسي لا يتكلم إلا بما يؤمر به أو يفرض عليه , وكنا نتمنى أن يخبرنا بمن أمره ليدلي بهذا التصريح.
وبان كي مون بات محرج بعد أن سحب دعوته التي وجهها لإيران: لأنه بموقفه هذا يكون قد وضع المنظمة الدولية في موقف محرج لم تشهده من قبل طيلة تاريخها.
والخوف هو من ينشر سحبه ويمطر خوفاً وقلقاً على أروقة المؤتمر, لهذه الأسباب:
خوف واشنطن وحلفائها الأوروبيين والعرب انفلات الإرهاب من عقاله، وانتشاره في دول الجوار، ومن ثم أوروبا وأمريكا. لتتحول إلى حرب كونية يخوضها الارهاب ضد العالم، وفق ما أكدته تقارير استخباراتية أمريكية وغربية، فوجدت واشنطن نفسها أمام أسوأ خيارين أهونهما أشد مضاضة ومرارة. وهذا ما عبر عنه مسؤول امريكي أن الأزمة السورية ستسمر لعقد من الزمن.
وبعض التقارير التي سربت, تتحدث أن البغدادي أمير داعش أمر أتباعه بتدريب المقاتلين القادمين من أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا وتجنيبهم القتال، ليتمكنوا بعد التدريب من العودة للجهاد في بلدانهم الأصلية. وهذا الأمر بالتحديد أشعل المصابيح الحمر في أوروبا وغيرها من بلدان العالم.
والحكومة المصرية كشفت عن أن ما يناهز 200 إرهابي عادوا إلى مصر ليحاربوا ضد انقلاب السيسي. وأن العديد من المقاتلين الأوروبيين عادوا لبلدانهم بعد أن اكتشفوا أن الجهاد في سورية بلا هدف ولا أفق.
وتركيا أعلنت عن اعتقال تكفيريين, وأنها صادرت شحنات سلاح داخل أراضيها. وربما لهذا السبب قررت إغلاق حدودها الجنوبية.
وواشنطن تدعم العراق, وتمنحه الغطاء السياسي لتصفية داعش من العراق.
وإيران استبقت المؤتمر بتصريحات غير مشجعة: ومنها قول وزير خارجيتها: أن من يراهن على تغيير الأنظمة في المنطقة بالقوة إنما يراهن على الوهم. وتبعه رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني بتصريح قال فيه: إيران مستعدة لأن تبذل روحها من أجل حزب الله.
وموقف وزير الخارجية الأميركية في المؤتمر كان موقف رمادي: وخاصة عندما راح يكرر اسطوانته المشروخة والمملة. وكأنه يريد توسعة هامش المناورة لديه ولدى إدارته. بحيث يمكنه من القبول بحل وسطي يفي بخدمة مصالح بلاده ومصالح إسرائيل في المنطقة معاً. أو يقفز إلى موقف أشد صلابة ولو على حساب مصالح بلاده كي يغير وجه المنطقة.
ومبادئ مؤتمر جينيف1 التي اعتمدها مؤتمر جينيف بات موضع أخذ ورد: فهناك أطراف تصر عليها, واطراف لا تقبل بها, وأطراف تسعى لتعديلها على قياسها ومزاجها.
والرئيس الروسي بوتين يهدد بتغيير خارطة المنطقة إذا أصرت واشنطن على مواقفها: وبناء على هذا التهديد عقد لوزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران للتنسيق بخصوص جينيف2. وموسكو التي أزعجها سحب دعوة إيران, دفعت بوزير خارجيتها أمام المؤتمر ليقول: هاجسنا يتمثل بإنهاء المأساة في سورية. وروسيا تؤيد تطلعات الشعوب العربية بحياة أفضل. ومحاولات فرض وصفات جاهزة للإصلاحات يعرقل التقدم نحو الحل. ولن نقبل بأية مصالحة تفرض من الخارج. ولا يمكن التوصل إلى أي حل بالقوة بل بالحوار.
ومواقف كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا جاء باهتاً, ولم بكن بلهجات الشدة المعتادة.
والمديح لسويسرا مطلوب أما مديح بعض الزعماء من قبل بعض الوفود فأمر مستغرب: فالمؤتمر عقد لحل المشكل السوري, وليس أن يكون أشبه بسوق عكاظ فيما مضى.
ومعاناة السوريين الحياتية والمعيشية وكذلك وضع المهجرين في داخل سوريا وخارجها لم تحظى سوي بكلام لامعنى له. فلم يتطرق أحد عن الاموال الضرورية واللازمة لمساعدة السوريين, أو من يطالب الدول باستقبال المهجرين وتقديم المساعدات الضرورية لهم.
والاعلام انشطر لثلاثة أجنحة: جناح يفسر مجريات المؤتمر على أنه انتصار لوفد الحكومة السورية وهزيمة نكراء لوفد الائتلاف. وجناح يفسره على أنه هزيمة لوفد الحكومة السورية وانتصار تاريخي لوفد الائتلاف ولأحمد الجربا شخصياً. وجناح ينتقد كلا الوفدين معاً.

وبروز بعض المظاهر الانفعالية غير المقبولة مطلقاً: فعصبية و برودة البعض كانت شبه مفتعلة, لأثارة غضب أطراف بعينها. وعدم تقيد الوزير السوري بالوقت أثارت بان كي مون عدة مرات, ورضوخ أعضاء المؤتمر لعدم التقيد بالوقت المخصص سببه الخوف من أن يتخذها الوزير السوري حجة فينسحب من المؤتمر. كما أن البسمات على وجوه بعض أعضاء الوفود لم تكن لها من داع, لأنها استفزت السوريين ولم تحترم مشاعر ذوي الشهداء والمخطوفين والمعتقلين والمفقودون والمهجرين ممن يعانون الفاقة والبرد القارس.
يبدوا أن معاناة السوريين ستطول. ومؤتمر جينيف2 الحلقة الثانية من مسلسل طويل وممل, وكما عقد جينيف1بعد حوالي العام والنصف من بدأ الازمة, وعقد جينيف2 بعد ما يعادل هذه المدة من الأول, وقد يستغرق كل مؤتمر لاحق ما يعادل تقريباً نفس هذه المدة. فالحلول باتت مرتبطة باتفاق الدول الكبرى. وبعضها ربما يماطل ليربط الازمة السورية بمشكلة الشرق الأوسط. ومماطلته ربنا أنسته أن الشعب السوري إذا تفجر غضبه سيفجر منطقة الشرق الأوسط برمتها, وسيقذف بالأمن والسلام العالمي كريشة في مهب الريح, والتي قد تندلع بسببها حرب عالمية لن ينجوا من لهيب نيرانها أحد. لهذا نقول للمجتمعين في جينيف إياكم أن تضيعوا الفرصة فالوقت من ذهب.
الجمعة: 24/1/2014م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
[email protected]
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 01:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-26291.htm