صنعاءنيوز - قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى، إن الأمر الملكى الكريم بسجن من يشارك فى أعمال قتالية خارج المملكة واعتبار "الإخوان" تنظيما إرهابيا جاء ليؤكد تميز هذه البلاد وخصوصيتها، وكونها جماعة واحدة رعايتها ورعيتها على قلب رجل واحد لم تفرقها الجماعات ولم تقسمها الأحزاب والطوائف والانتماءات على حد قوله.
وأضاف "السديس" لـ"الأنباء السعودية" أن بيان وزارة الداخلية أتى ليكون ترجماناً فعلياً وتطبيقاً عملياً لمضامين الأمر الملكى الكريم ودلالاته السنية، ويعكس صورة مشرقة للمنهج السعودى وثوابته الأصيلة، فلهذه البلاد المباركة فى عنق كل مسلم، فضلاً عن أبنائها يد سلفت ودين مستحق فهى قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وفيها الحرمان الشريفان، موئل العقيدة ومآزر الإيمان.
وتابع الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى: "كما جاء هذا البيان ليحمى شباب المملكة الذين استغل بعضهم ـ مع شديد الأسف ـ فى تنظيمات وأجندات خارجية تجرهم بإسراع إلى بؤر الصراع ومواقع الفتن بدعاوى عريضة لا زمام لها، فهو بيان رحمة وشفقة وأبوّةٍ حانية، وولاية حادبة على أبنائها وإتاحة الفرصة لهم أن يعودوا إلى رشدهم ويحاسبوا أنفسهم ويفيئوا إلى مجتمعهم ولا يصغوا آذانهم ويسلسوا قيادهم ويسلموا عقولهم لشبه المغرضين والمرجفين وشائعات المضلين والمحرّضين، ويراجعوا أنفسهم ويعودوا إلى بلادهم ومجتمعهم ويسعهم ما وسع علماءهم الراسخون، وهنا يحذّر المواطنون من التعاطف مع الأجندات الخفية والجماعات الإرهابية.
وأشار "السديس" إلى أن هذا البيان أقام الحجة وأوضح المحجة فى بيان وحدتنا الدينية ولحمتنا الوطنية، وأكد منهجية الدولة ـ رعاها الله ـ فى الاعتدال والوسطية، والإسلام بشموله وكماله وعالميته أسمى من أن يختزل فى مفاهيم حزبية أو مسالك طائفية، قال تعالى: ( إن هذه أمتكم أمة واحدة).
وأكد أن هذا البيان جاء بلسماً للجراح وصمام أمان وطوق نجاة وسيكون له بإذن الله أثره البالغ، ومآلاته السديدة فى إطفاء نار الفتن والخروج من المحن، وحفظ أمن واستقرار هذه البلاد، وإننا لنأمل من الجميع التجاوب المشكور والتفهم المعهود المذكور لمضامين هذا البيان والالتزام به وأن نكون يداً واحدة وصفاً واحداً مع علمائنا الربانيين وولاة أمرنا الميامين، كما قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
وختم الدكتور السديس تصريحه بالتأكيد أنه بعد هذا البيان لم يبق عذر لمعتذر، ولا شبهة لمتأول وقد آن الأوان مع هذا الاستهداف الخطير لأمننا واستقرارنا ووحدتنا وبعد هذه المهلة الكافية والبيان الشافى أن نلتزم جميعاً مضامين هذا البيان الموفق، وأن تضبط مصادر التلقى والفتوى فى المرجعية المعتبرة حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها وتذوق الأمة مرارة الخلاف والتحزب والانقسام، وإننا لمتفائلون فى أن يكون له الصدى الواسع وأن يلقى القبول والتأييد بإذن الله، سائلاً الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وقيادتها وعقيدتها، وأن يكفيها شر الأشرار، وكيد الفجار ويرد عنها كيد الكائدين، وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين بمنه وكرمه، وأن يجمعها أمة واحدة على الكتاب والسنة، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، ويوفق سمو ولى عهده ونائبه الثانى لما يحبه ويرضاه، إنه جواد كريم. |