عبد الله الصعفاني -
:نحن نعيش في دولة فعلية موحدة ولا نعيش في دولة قيد الدرس فتخاف الكلمة!
هذا أولاً .. أما ثانياً: فلسنا في مملكة وليس عندنا ملك، لكن بيننا من يصر على أن يكون ملكياً أكثر من الملك الغائب.
* فخامة الرئيس يرعى الديمقراطية ويرى بأن علاج أخطاء الديمقراطية هو المزيد من الممارسة الديمقراطية.
ووزير الإعلام يعلن بين الوقت والآخر عن اعتزازه إلى دنيا الكلمة وبأن الحرّية مكفولة بقوة الدستور.
* غير أن بعضنا لا يفهم أو لا يريد .. فتراه يعقب على صاحب رأي بخلطة عجيبة من النفاق والإنغلاق والعدوانية، ظناً أن في ذلك ما يرضي من يمثل السلطة وزيراً كان أم غفيراً.
* وفي ندوات رصد التطور الإعلامي ومتابعة ملامح التقدم والتراجع ليس مقبولاً أن يصر بعضنا على أن الندوة ليست إلاّ
"نشرة" منجزات؛ لأن الأصل هو أن نخلي عهدنا من الموازنات كبيرة أو صغيرة "بالإنجاز".
* ثم إن سنة التطور تقتضي التوقف العميق أمام مظاهر القصور بهدف إصلاحها، فضلاً عن الحاجة لتقييم المناخ التشريعي والقانوني إيجاباً وسلباً للوفاء بشروط تحقيق نهضة في المستقبل، وهذا ما لا يفهمه من يضيقون بالرأي الذي يخالف تصوراتهم، وكأن الآراء يجب أن تكون في قالب واحد قد يكون مطلوباً في "فرن للروتي"، لكنه غير مقبول في ملتقيات حوار ونقاش تفرض التنوع في الرأي والوقوف المتواضع أمام مرآة الحقيقة للتعرف على ملامح الإشراق والفشل بذات الجدّية!
* ولقد قرأت ورقة زميلنا سمير اليوسفي "متغيرات الصحافة اليمنية في ظل التعددية السياسية والحزبية"، المقدمة إلى الندوة التي نظمتها وزارة الإعلام، فإذا الورقة تحّرك الراكد وتحدث على سطح الماء الكثير من الأشكال الهندسية التي تؤكد على الحرية وعلى المسؤولية والمساواة، وعدم محاكمة الضمائر أو الوصاية على العلاقة بين الله الكريم وعباده من خلال تهم التفكير التي ما إن يخمد لهيبها حتى يندلع أوارها من جديد.
* إن أية ندوة ليست مجرد كتاب سنوي بالمشاريع "وإنما هي نقاش مستفيض ومعمق يجعلنا نقترب من الإنجاز والإخفاق.
ونرى الصورة الكاملة ليتسنى التقويم وتسجيل المزيد من الإضافات الجميلة وهو ما تفرضه سنة التطور.
* أنت وأنا وهم نعشق الحرّية..ونحترم المسؤولية.. ونقدر الإنجاز وليس من لوازم الحياة أن نؤكد الولاء للنظام أو رجالاته بركوب "عربة الزوامل"، وإعلان الضيق من الكلمة المسؤولة والرأي المحترم "الجريء"!
|