صنعاء نيوز - البيروقراطية.. الفساد المزمن.. البطالة.. وعدم المساواة الاجتماعية.. ملفات طويلة وتحديات كبيرة تنتظر رئيس إندونيسيا القادم الذى توجه لحسم اختياره

الخميس, 10-يوليو-2014
صنعاء نيوز/شيماء مأمون -
البيروقراطية.. الفساد المزمن.. البطالة.. وعدم المساواة الاجتماعية.. ملفات طويلة وتحديات كبيرة تنتظر رئيس إندونيسيا القادم الذى توجه لحسم اختياره أمس مائة وتسعون مليون مواطن اندونيسى،
ولا سيما بعد أن شهدت الساحة فى البلاد مجموعة من المستجدات السياسية فى الفترة الأخيرة، بعد الفوزالكبير الذى حققه حزب النضال الديمقراطى الإندونيسى فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى ابريل الماضى، ليدفع بمرشحه جوكو ويدودو فى سباق شرس مع برابو سوبيانتو .
فساد الماضى يلاحق المستقبل


‎ برابو سوبيانتو رجل الدولة المحنك شغل العديد من المناصب القيادية فى الدولة الاندونيسية خلال حكم الديكتاتور السابق سوهارتو، الذى أطاحت به ثورة شعبية عام 1998, وقد كان لسوبيانتو دور كبير فى إخماد الثورة وارتكاب عمليات خطف وتعذيب مما أدى إلى إقالته من الجيش، ثم تولى بعد ذلك منصب نائب رئيس الجمهورية بعد ان اختارته رئيسة إندونيسيا السابقة ميجاواتى سوكارنو نائبا لها، برابو سوبيانتو البالغ من العمر( 63 عاما) عضو حزب حركة إندونيسيا الكبرى (غيريندرا) عمل بعد تقاعده من الجيش فى مجال التجارة مما جعله يحظى بدعم الأوساط الاقتصادية، علاوة على دعم الحزب الديمقراطى الحاكم فى إندونيسيا له، خاصة أن الحزب الديمقراطى لم يستطيع أن يلحق سباق الرئاسة لكونه لم يحصد سوى عشرة بالمائة من مقاعد البرلمان فى الانتخابات التشريعية السابقة محتلا بذلك المرتبة الرابعة بين الأحزاب . ووفقا للدستور الإندونيسى يتحتم على أى حزب الحصول قبل تقديم مرشح فى الأنتخابات الرئاسية أكثر من 20% من مقاعد البرلمان قبل تقديم مرشح فى الانتخابات الرئاسية وهو ما لم يحدث فى حالة الحزب الحاكم، ويعزو الكثير من المحللين هذا التراجع إلى عدم الاستقرار الداخلى فى الحزب، وتهم الفساد التى لاحقت كبار قادته .


وقد اعتمد سوبيانتو على القاء الخطب ذات النزعة القومية فى طرح برنامجه القائم على إعادة النظر فى الاتفاقيات التجارية، وتقييد الاستثمار الأجنبى فى البنوك وزيادة الضرائب على التعدين ، علاوة على قضايا أخرى مثل الأمن الغذائى والطاقة والبنية التحتية وتشجيع الاستثمار والحفاظ على ثروات البلاد . ويمكن القول ان ماضى سوبيانتو كرجل من رجال سوهارتو يدعو إلى القلق ويعزز ذلك أيضا دعم الحزب الحاكم له بكل ما يشوبه من فساد.


ويدودو أمل إندونيسيا الجديد


جوكو ويدويود او «جووكي» كما يناديه مؤيدوه خرج من قلب المجتمع الاندونيسى ليشعر بحال المواطن البسيط محاولا الارتفاع بمستواه, وقد ظهر ذلك جليا خلال الأعوام السبعة التى رأس فيها حكم العاصمة جاركاتا حيث عمل على تطويرها وخلق حلول للمشاكل التى كانت تواجهها بسبب الأسلوب الجديد الذى اتبعه والمتمثل فى زياراته المفاجئة للأحياء الفقيرة وحصول المواطنين الأكثر فقرا على العلاج الصحى والتعليم، وقد كان لجووكى الفضل فى تقليص البيروقراطية المحلية حيث إن التفويض هو طريقته فى الحكم .


ويعد جووكى (53 عاما) أمل الناخبين فى الوصول إلى مستقبل أفضل، وقد برز جووكى على الساحة السياسية عندما كان عمدة لمدينة سولو مسقط رأسه، حيث نفذ بها الكثير من السياسات التى تهتم بالمواطن البسيط فى المقام الأول، ويعتبر ملف القضاء على الفساد الحكومى أساس برنامج جوكو الانتخابى .


منافسة شرسة


وبالرغم من تمتع جووكى بنزاهة اليد فإن خبرته السياسية ليست بحجم خصمه الشرس برابو سوبيانتو ونائبه هاتا ذوى الخبرة الكبيرة فى المجال الحكومى ،علاوة على ذلك يمكن القول إن المناظرات الرئاسية قد كشفت عن نقاط ضعف لدى كل من جووكى وسوبيانتو بعد أن حاول كل منهما استغلال هذه النقاط لصالحه .


‎وبجانب ذلك قامت حملة سوبيانتو باستخدام أساليب دعاية غير نظيفة تركز بالأساس على العرق والدين ضد غريمه جووكى، مما أدى إلى تقدم الأول على الأخير فى استطلاعات الرأى، جووكى أكد أنه يتعرض لحملات تشويه ممنهجه، ويعزز ذلك تحذير المحللين من أن جووكى ربما يهزم من خلال تزوير منظم خاصة أن برابو يلقى دعما كبيرا من الأوساط الاقتصادية والسياسية الاندونيسية، كما أن قيام حزب «جولكار» ثانى أكبر الأحزاب الإندونيسية يدعم سابيانتو بعد أن أعلن الحزب فى السابق تدعيمه لجووكى قد جعل المنافسة على أشدها خاصة أنه فى حالة عدم حصول أى منهما على نسبة الخمسين بالمائة من الأصوات سوف تجرى جولة إعادة أخرى فى سبتمبر المقبل .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 02:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-29989.htm