صنعاء نيوز - منذ اللحظة الأولى لولادة أو إصابة طفل بإعاقة ما، سرعان ما تتحول الصدمة الأسرية إلى حالة من اثنتين، الأولى قبول بالأمر الواقع

الثلاثاء, 02-ديسمبر-2014
صنعاء نيوز -

تصوير : بسمة فتحي
منذ اللحظة الأولى لولادة أو إصابة طفل بإعاقة ما، سرعان ما تتحول الصدمة الأسرية إلى حالة من اثنتين، الأولى قبول بالأمر الواقع، مصحوب برضا بقضاء الله وقناعة بأن فى هذا الابتلاء رحمة، وأن فى خدمة وتلبية احتياجات هذا الطفل جزاء عند الله يفوق كثيراً مجرد ولاية الأمر، بينما الحالة الثانية تتمثل فى الرفض الفورى الصادم ليس لفكرة الإعاقة فحسب، بل أحيانا لوجود الطفل نفسه، لأسباب بعضها مجتمعى متعلق بعادات وثقافات متخلفة، والآخر مادى متعلق بعدم القدرة على الإيفاء بأى احتياجات خاصة.

وإذا كان فى القبول أوالرفض خيار أسرى يحسم أحدهما عوامل مختلفة، فعلى مستوى المجتمع الأمر يختلف، حيث لاتوجد خيارات ليبقى الرفض سيد الموقف لأطفال هم فى أشد الحاجة لمعاملة شديدة الخصوصية.

«المصرى اليوم» رصدت فى معايشة استقصائية داخل مدارس للتربية الفكرية، ومع أسر أطفال معاقين، كيف يستقبل المجتمع طفلاً معاقاً، وكيف يتعامل معه نفسياً ويؤهله تعليمياً، وهل تكون المحصلة مبشرة لإنسان سوى النفس رغم الإعاقة، أم نذير شؤم بمجتمع معاق الجسد والنفس.

«القرار 264».. الدمج حبر على ورق فى المناطق النائية

مدارس «دمج ذوي الاحتياجات الخاصة »
رغم مرور ما يقارب من 4 سنوات على قرار وزارة التربية والتعليم رقم 264 لسنة 2011 بتطبيق نظام الدمج الكلى للطلاب المعاقين ذهنياً بدرجات بسيطة، فإن الواقع يؤكد أن القرار رغم أهميته وخدمته لقطاع كبير من المجتمع لم يطبق بالشكل الذى ينبغى به باعتراف القائمين على عملية الدمج داخل المدارس الحكومية.

وينص قرار الدمج الكلى للمدارس، على دمج الطلاب الذين يعانون من إعاقات ذهنية بنسبة بسيطة ومحددة بالمدارس الحكومية العادية بنسبة لا تزيد على 10% أى بمعدل 4 أطفال لكل فصل.

وحسب القرار فإنه تم إنشاء لجان دمج على مستوى محافظات الجمهورية متصلة بلجنة الدمج الرئيسية بالوزارة تكون مهمتها تنفيذ ومتابعة عمليات الدمج بالمحافظات، وأعلنت الوزارة وقتها عن تجهيز 20 مدرسة عن طريق اليونسيف مقسمة بين القاهرة وسوهاج لاستقبال الأطفال من هذه الفئة ودمجهم مع زملائهم العاديين بالمدارس. المزيد

5 خطوات تكشف حقيقة إصابة الأبناء بإعاقة ذهنية

نجوى إبراهيم ، إخصائية التشخيص الإكلينيكى وتعديل السلوك
قالت نجوى إبراهيم إخصائية التشخيص الإكلينيكى وتعديل السلوك إن المشكلة الأساسية فى قضية طلاب التربية الخاصة بشكل عام سواء الملتحقين بالتربية الفكرية أو حتى ذوى الإعاقات البسيطة والملتحقين بالدمج هى ثقافة المجتمع والأسرة، مؤكدة ان الاكتشاف المبكر للإعاقة قد يسهم فى حل المشكلة أو حتى تبسيطها.

وقالت: الأهل يحاولون إخفاء الطفل المريض أحيانا، إلا أن الوازع الدينى لدى بعض الأسر فى كل الأحوال يجعلهم يعتبرون الطفل نعمة كبيرة، ولذلك يحاولون علاجه.

وقالت إن الخطوة الأولى للتعرف على إعاقة الطفل تبدأ من فترة الحمل حيث ضرورة المتابعة والملاحظة الإكلينيكية وضرورة عدم تناول الأم للعقاقير وكذلك عمل الأشعة ثلاثية الأبعاد.

والخطوة الثانية لحظة الولادة حيث يؤدى نقص الأوكسجين إلى تدمير خلايا المخ وهو ما قد ينتج عنه إعاقة ذهنية، لذلك يجب على الطبيب المتابع تحديد حالة الأم ومعرفة إذا كانت تستطيع الولادة بشكل طبيعى، أو تلجا للولادة القيصرية. المزيد

«التعليم» تعترف: شهادات الدمج «المضروبة» حقيقة

الدكتور أحمد آدم ، مستشار التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم
قال الدكتور أحمد آدم، مستشار التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، إن الوزارة اكتشفت العديد من السلبيات فى تطبيق الفكرة ولذلك أعدت عددا من التغييرات الخاصة بنظام الامتحان.

وأضاف آدم لـ«المصرى اليوم» أن فكرة الدمج فى مصر بدأت بعمل فصول داخل المدارس لأصحاب الإعاقة الواحدة، إذ كان يخصص لهم فصلا داخل مدرسة يقومون فيه بالتعلم مع مدرسين متخصصين، على أن يكون الدمج فى حصص الأنشطة مع الطلاب العاديين، لافتا إلى أنه لهذا السبب قررت الوزارة الدمج الكلى، وأنها راعت فى القرار ألا يزيد عدد الفصل المطبق به الدمج به 40 طالبا على أن تكون نسبة الطلاب المعاقين 10% من كثافة الفصل وأصحاب إعاقات مختلفة ويضم قرار الدمج فئات الإعاقة البصرية والسمعية التى لا تقل عن 70 ديسيبل على أن تكون نسبة الذكاء المقبولة من 52 إلى 70 ثم الفئة البينية من 74 إلى 84%

وأشار آدم إلى أن أهم السلبيات التى ظهرت هى التحايل على نظام الاختبارات، فأطفال الدمج كان يتم عمل امتحانات خاصة بهم أقل فى نسبة الصعوبة وهى عبارة عن امتحانات موضوعية مثل صح وخطأ وتوصيل وصور وغيرها، فكان أولياء الأمور يقومون بخدعة نسبة الذكاء والحصول على شهادة مضروبة ليخضع أبناؤهم لاختبارات سهلة، وأحيانا كان يتقدم الطالب بشهادة فى التيرم الثانى بعد حصوله على درجات منخفضة فى التيرم الأول ويريد تعويض درجاته فيحصل على الشهادة المضروبة لتحسين مستواه. المزيد

مدارس الفيوم 6 سنوات من التعثر

مجموعة من « طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة» ،الملتحقين بمدارس الدمج
بمجرد إعلان وزارة التربية والتعليم عن بدء خطتها لدمج الأطفال ذوى الإعاقات البسيطة فى مدارس الأصحاء بدءًا من العام الدراسى «2008- 2009»، سارعت نجلاء السيد بإلحاق ابنها المصاب بمتلازمة داون (تصنف كإعاقة عقلية) بواحدة من المدارس الخمسمائة التى أعلنت عنها الوزارة فى إطار المشروع.

ومنذ 2009 تذهب نجلاء فى موعد الانصراف إلى مدرسة ابنها «أحمد» فى الفيوم، متوقعة ما ستراه، حيث ينتحى الطفل الذى بلغ الخامسة عشرة ركنًا قصيًا فى فصله ليبكى معاملة زملائه السيئة له قائلا: «أخدوا منى الشنطة والساندوتشات».

التحق أحمد بإحدى مدارس الدمج منذ كان عمره 9 سنوات، وبعد صدور قرار وزير التعليم رقم 264 لسنة 2011 لتحديد شروط التحاق المعاقين بمدارس الدمج، استمر أحمد فى المدرسة نفسها لتجاوزه الحد الأدنى من نسبة الذكاء المقررة، لكن القرار لم يتضمن اشتراطات وقواعد للتعامل مع الأطفال المعاقين من مدرسيهم وزملائهم المصنفين كأصحاء، فمعظم التلاميذ المسجلين فى المدرسة نفسها التابعة لإدارة الفيوم التعليمية لم يتفهموا حالة زملائهم من المصابين بإعاقات، خاصة مع تحذير ذويهم لهم من التعامل مع متحدى الإعاقة. المزيد

حكايات «هاربين من إعاقات أبنائهم»

طلاب التربية الفكرية داخل غرف التدريب المهنى
عندما تزوجت «ر. خ» بأحد أقاربها من جهة الأم لم تكن تعلم أن قصة الحب التى جمعتهما ستثمر أطفالاً يعانون إعاقات مختلفة ورغم أن القرابة بعيدة جدا إلا أن العوامل الجينية لعبت دورها ورزقوا بـ3 أطفال يعانون إعاقات ذهنية متفاوتة الدرجات.

يحكى الأب قصة رفض زوجته تقبل الواقع طالبا عدم الإفصاح عن اسمه أو التصوير لأسباب بدت منطقية بالنسبة لنا بعد معرفة قصة الأم مع إنكار الواقع ورفضها أن يعرف الناس أن أبناءها يعانون مشاكل ذهنية خاصة مع ابنها الأكبر.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-32469.htm