صنعاء نيوز / عبد الواحد البحري -
• المرأة اليمنية هي الأم الأولى للعروبة حين كان اليمن خزّان العروبة
• والمرأة تبقى الأمل في تقديم نشء صالح يعوّل عليه في بناء المستقبل وجبر المهدوم
• الطفل العربي اليوم يعيش سلسلة من الأزمات
• المثقف العربي اليوم يعي ان ما يسمى بالربيع العربي ليس عربيا او ثوريا
• الربيع .. مؤامرة عربيّة مخابراتيّة لتحطيم الدّول ذات الاعتبار السّياديّ
• مشروعي الأهم كان مشروعي مع سلسلة الأطفال"الذين أضاءوا الدّرب"
• هذا ليس زمن المثّقف العربيّ،بل زمن اللّصوص والكذّابين والمنافقين ومعدمي الأخلاق والموهبة والانتماء
تواصل الأديبة الجميلة سناء كامل أحمد الشعلان تألقها في المجالين "الأكاديمي و الأدبي " محاولة من خلال مجموعتها القصصية أثراء المكتبة العربية بروائع إبداعاتها.. لتقدم بذلك درسا رائعا في قدرة المرأة العربية على الإبداع متحدية الأوضاع والظروف الاستثنائية التي تمر بها الأمة منطلقة الى تقديم جرعات ثقافية للنشء الباحث عما يشبع فضوله الفكري وينمي قدراته الثقافية والفكرية من خلال مجموعاتها القصصية التاريخية خدمة للنشء الذي نراهن عليه في ظل تعدد مشارب الثقافة الالكترونية أنها قصة نجاح رائعة للدكتورة الشعلان ولمعرفة المزيد عن إبداعاتها ورأيها عن ثورات الربيع العربي وما خلفته من وبال على مستقبل الأمة في السطور التالية:
- ما هي الثقافة التي يكتسبها الطّفل العربيّ اليوم في ظل الواقع الذي يعيشه؟
الطّفل العربيّ في معظم الدّول العربيّة في الوقت الحاضر-للأسف- يعيش سلسلة من الأزمات والإكراهات والأجواء غير الطّبيعيّة لتنشئة إنسان إيجابيّ فضلاً عن تربية طفل سويّ؛ فالملايين من أطفال العرب يعيشون الآن في ظروف حروب وثروات وشتات وضياع وجوع وخوف وتهديد لحياتهم وعمالة جائرة على طفولتهم،فضلاً عن انقطاع الكثير منهم عن الدّراسة بسبب الأزمات المسلّحة وحركات التهجير والنّزوح الجماعيّ.ومن لا يعانون من هذه الظّروف بشكل مباشر فهم يعيشون أصداءها ونتائجها بشكل مباشر وغير مباشر من التضّخم المالي الذي يؤثّر على قدرات ذويهم في تأمين سبل الحياة المعيشيّة الكريمة لهم،إلى جانب الطّفل العربيّ يعاني هجمة فكريّة وتربويّة مقصودة عبر المناهج التّعليّمية المسيّسة ووسائل الاتّصال الجمعيّ التي تبثّ السّموم الفكريّة. والنفسيّة والعقديّة بالأشكال كلّها.
الطّفل العربيّ باختصار شديد ضائع مضيّع ضمن خطّة حقيقيّة لتدمير النّشء العربيّ،والمسؤول العربيّ في الغالب متواطئ مع هذه الخطّة،ونظرة واحدة على المناهج التّربويّة العربيّة تؤكّد هذه المؤامرة،ومن ناحية أخرى دور القدوة ممثّل بالدّرجة الأولى في المعلّم قد غاب بسبب سياسة تهميش المعلّم وإهدار كرامته أمام طلبت وتجويعه وتفقيره وتحقيره،وتأتي الأسرة العربيّة الممزّقة بين الأحوال المعيشيّة والأمنيّة المضطربة لتغيب بدورها الإيجابيّ التّربويّ والأخلاقي عن ساحة الأبناء.
ويظلّ الطّفل العربيّ وحده في السّاحة –في أغلب الأحيان،دون أن يكون ضمن استراتيجيّة حقيقيّة ومخلصة لأجل بنائه،فتكون النّتيجة ما نراه الآن طفل عربيّ في مهبّ الصّراعات الفكريّة والتّربويّة والأخلاقيّة،يربّي نفسه بنفسه وفق ما تيسّر له روافد معيشيّة وتعليميّة،والأسرة والمجتمع- في أغلب الأحيان- غائبة إلاّ عن الإبقاء على حياته.
فعن أيّ ثقافة عربيّة عند الطّفل العربيّ نتكلّم الآن؟! الطّفل العربيّ فقير ثقافيّاً،ولا مؤسّسة مجتمعيّة أو حكوميّة ترعى الطّفولة بشكل حقيقيّ.والجميع مسؤولون أمام الله والتّاريخ والنشء العربيّ عن التّقصير الواقع في حقّه في النّواحي جميعها.
ليس نتاجاً عربيّاً
- أين يقف المثقف العربيّ مما يسمى بالرّبيع العربيّ؟
المثقّف العربيّ متوارٍ عن المشهد العربيّ لأنّه قد قسر أساساً على هذا الموقف في ظلّ الأنظمة الاستبداديّة منذ زمن طويل،وهو في الغالب مصاب باليأس والإحباط من الواقع العربيّ،وقد خبر الكثير من خيبات الألم،وينظر بعين الشّك والرّيبة لما يحدث المشهد العربيّ في الوقت الحالي،وفي الغالب هو يتكئ على ثقافته ليدرك أنّ الرّبيع العربيّ ليس نتاجاً عربيّاً أو ثورياً بل هو خطّة دوليّة ومؤامرة عربيّة مخابراتيّة تحطيم الدّول العربيّة ذات الاعتبار السّياديّ التي تشكّل خطراً حقيقيّاً على إسرائيل والخونة العرب المتواطئين معها.
وفي الغالب الذين تصدّوا للحديث عن الرّبيع العربيّ والانخراط في دعم تفاصيله كانوا ليس من النّخبة المثقّفة ذات الاعتبار والقيمة،بل هم في الغالب من أصحاب المقاعد الخلفيّة الذين رأوا فيما يحدث فرصّة ليشرعوا انتهازيّتهم،ويستثمروا الموقف لصالحهم،ومعظمهم قد نجح في ذلك،فيما ظلّ المثقّف العربيّ بعيداً عن هذا التّطاحن وتوزيع جسد الغنيمة،وظلّ يراقب بأسى الضّباع العربيّة تنهش الجسد العربيّ بدعوى أنها أقطاب الثّقافة والفكر والإبداع في العالم العربيّ!
محاربة المبدع
- ما هي المسئوليات التي ننتظرها من المثقف العربيّ وماعليه تجاه الأمة؟
هناك أدوار كبيرة من الطّبيعيّ أن يضطلع المثقّف العربيّ بها،ولكنّني يائسة من أن يستطيع أن يقوم بها مادامت آلة القمع العربيّة مستشرية في جسد الأمّة العربيّة،وما دامت بلادنا وأنظمتها وسياساتها تحارب المبدع والمثقّف والعالم،وتطرده من وطنه بشتّى أشكال الاضطهاد والتّجويع والتّنكيل والتّحقير والمطاردة والاستلاب.باختصار هذا ليس زمن المثّقف العربيّ،بل زمن اللّصوص والكذّابين والمنافقين ومعدمي الأخلاق والموهبة والانتماء وموتى الضّمير.
إيقاظ الأمة
- ماهي إسهامات مبدعتنا الدكتورة سناء الشعلان فيما يتعلق بثقافة الطفل ؟
لي الكثير من القصص المنشورة فضلاً عن المسرحيّات،والىن هناك مشروع لإصدار روايتين للأطفال،فضلاً عن أنّني فزت بعدّة جوائز عربيّة ومحليّة في الكتابة للأطفال،ولكن مشروعي الأهم كان مشروعي مع سلسلة الأطفال"الذين أضاءوا الدّرب"،وهذه السّلسلة هي مشروع عملاق بمواهب عربية وبأقلام مؤمنة بدورها في إيقاظ الأمة، وتحفيزها على استعادة دورها الإنساني الريادي،وهي فكرة سامية توفّرت لها النيات الطيبة،والدّعم المادي،والتفرّغ والإبداع لكي تقدّم طلبًا لأجر الله ، وسعيًا لمرضاته،وأملاً في تقديم أدب للطفل المسلم،يراعي ذوقه، ويحترمه مزاجه وخصوصيته، ويسمح لخياله بالتحليق دون أن يقطعه عن تاريخه أو حضارته أو دينه أو أمته،أو أن يعيشه في خيال مضلّل مبني على الجهل والمغالطات والأخطاء ، بل هو أدب يقدّم للطفل ليربط ماضيه بحاضره،ويوقظ داخله مشاعر الاعتزاز بأمته ،ويحثّه على استنهاض روح العمل والاقتداء بالآباء والسلف من العلماء والمبدعين الذين أعلوا بناء صروح الحضارة الإسلامية ،فالمجموعة تستحضر مواقف مشرقة من تاريخ أمتنا، وتعرّف بإعلام ،هم رموز من رمز أمتنا ومن من أركان نهضتها الإنسانيّة فضلاً عن الحضاريّة. وهذه القصص تُقدّم بأسلوبٍ حكائي ممتعٍ ومبسّط يلائم الأطفال تحت سن 16 سنة .
فمشروع سلسلة الذين أضاءوا الدرب الذي رأى النور أخيرًا تحت مظلة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي في قطر يقدّم أدبًا غير ملوث ، ولا مشوهًا ولا مسممًا للناشئة العرب والمسلمين ، وذلك عبر قصص منفصلة شخصيات من التاريخ الإسلامي كان لها فضل حمل نبراس العلم ، وإضاءة الدّرب للإنسانية في شتّى حقول المعرفة والعلم والفنون والإبداع والتميّز.
وقد حرصت السّلسلة على تقديم شخصيات خالدة قدّمت الكثير والمميز في حقول المعرفة والعلم والريادة الإنسانية،ولكنّها لم تُكرّس كما يجب في قصصٍ للأطفال،وبات من الواجب أن تُقدّم للأطفال في قصص تراعي ذوق الأطفال وفهومهم وإدراكاتهم، وتمدّهم بما يحتاجون إليه من معلومات دقيقة متكئة على أمهات الكتب ومصادرها،فهذه المجموعة القصصية تعمل على الحفاظ على ذاكرتنا القومية،إذ إنّها تستعرض قصص حياة علماء قلّما يتناولهم البحث، ويجهلهم الكثير من أطفالنا الناشئة.
كذلك تُعنى قصص السّلسلة بتعزيز الكثير من القيم الايجابية،وتحّث عليها،مثل: الإيمان بالله، الصبر، الإخلاص، الشجاعة، التصميم والإرادة، العمل الصادق، حبّ العلم، حبّ الوطن والأهل، التعاون، المغامرة، الاكتشاف،...الخ.
والسلسلة تطمح إلى أن تقدّم في مرحلتها الأولى ألف قصة عبر خطة زمنية تمتدّ إلى سنوات ، يأخذ نادي الجسرة على عاتقه إنتاج جميع قصصها ، التي تحفل بالشكل الأنيق والرّ سم الجميل الذي يجذب الطفل إلى المجموعة، ويفتحه على التخيّل،فهي قصص مقدّمه ضمن شرط طباعة ورسم وإخراج ومونتاج عالية الجودة.كما أنّها مضبوطة الحروف ، مشكولة الأواخر ، وتعتمد أسلوب تقديم معجم مفسّر للكلمات الجديدة التي تستخدم في القصة ؛ بغية إثراء معجم الطفل ، وتعريفه بالكلمات .
مخلصّة لهذه التّجربة
-وهل أنت راضية عمّا أنجزتيه في مجال الأطفال ؟
لا أزال في أوّل درب العطاء في هذا الصّدد،وعندي مشروعي في هذا الشّأن،ولا أستطيع تقييم تجربتي الآن،لكّنني أستطيع القول إنّني مخلصّة لهذه التّجربة وملتزمة بأهدافها.
جسد واحد
- أين تقف المرأة المثقفة من واجباتها تجاه المجتمع؟
لا يمكن الحديث عن المرأة العربيّة دون الحديث عن الرّجل العربيّ؛وغني عن القول إنّهما جسد واحد،والمكونان الحقيقيّان للمشهد الحضاريّ العربيّ،وعندما نتكلم عن المرأة العربيّة المثقفّة لا بدّ أن نتكلّم عن المثقّف العربيّ؛فكلاهما يعيشان اضطهاداً واستلاباً وخيبة أمل،ودورهما لا يتعدّى في الغالب الألم النفسيّ والوحدة والاغتراب في ظلّ مجتمعات مغتربة مسلوبة،وأنظمة قاهرة،ومعاناة مجتمعيّة على الصّعد كلّها،وحالة سلبيّة وخنوع عربيّة تأبى على أيّ مفكّر أو مثقّف أو نخبويّ أو مصلح أن يقودها إلى أيّ ضفّة نجاة!
الأم الأولى
- ماذا تعرف مثقفتنا وأديبتنا الدكتورة الشعلان عن المرأة اليمنية؟
أعرف أنّها الأم الأولى للعروبة حين كان اليمن هو خزّان العروبة وسعيد الأمّة،ولكّنها الآن مسلوبة الكثير من حقوقها شأنها شأن المرأة العربيّة بل الإنسان العربيّ في ظلّ انتكاسة حضاريّة عملاقة تعيشها الأمّة في الوقت الحاضر.وأعرف كذلك أنّها الأمل في القادم في تقديم نشء صالح يعوّل عليه في بناء المستقبل وجبر المهدوم من أركانه.
لستُ متفائلة
- هل سناء الشّعلان أديبة متفائلة بالمستقبل؟
لستُ متفائلة أبداً بالقادم،أراه الأسوأ في تاريخنا وحضارتنا،ولكّني لا أقبل أن أخسر حقّي في أن أحلم بغد أفضل،ومن يقنط من رحمة الله إلاّ الكافر،وأنا مؤمنة لا تقنط من رحمة اللّه.
الغائب الجميل
- لماذا تكتب سناء الشعلان كثيراً عن الحبّ؟
لأنّه الغائب الجميل عن حياتنا،ونحن في حاجته،ولنا الحقّ أن نحلم به دون توقّف.
صدى لما يدور
- لقد حقّقت رواية"أعشقني" نجاحاً كبيراً جماهيريّاً ونقديّاً،وكُتبت عنها الكثير من أطروحات الماجستير والدّكتوراه فضلاً عن طرحها محور بحث في مؤتمرات عربيّة عديدة وكتابة أبحاث أكاديميّة ودراسات عنها.فما سرّ هذا النّجاح وفق رأيك؟
هي تداعب وجدان من يقرأها،وتتحّسس أحاسيسه ومشاعره،وتتناغم مع أحلامه،وتجهر برغباته،وتتحدّث مخاوفه،وترفض إكراهات حياته واستلابه وقهره،هذه الرّواية باختصار هي صدى لما يدور بصمت في دواخلنا الإنسانيّة .
حالة إبداع
- ما الذي ولّد "أعشقني" في داخل سناء الشّعلان؟
رواية " أَعْشَقُني" وُلدتْ عندي في حالة غضب وانزعاج،وهي دون شكّ لم تنحرْ هذا الغضب وذلك الانزعاج،ولكنّها نقلته من حالة العصاب والكبت إلى حيّز الوعي والنّقد والتّشكيل والتّحرر والرّفض،هي صنعت من قهري حالة إبداع إداركيّة تنطلق من العلم والعقل والقلب لبناء عالم يوتيوبيّ منشود يفارق العالم المنكود الذي اجتهدت الرّواية في التّمرد عليه،وعدم الانصياع لإكراهاته. كنتُ غاضبةً بحقّ من البشريّة الحمقاء التي تتصارع دون توقّف،من البشر القساة اللامباليين،من حمّام الدّم المشرع في كلّ مكان بزخم دماء الأبرياء،من مشهد الحياة دون كرامة،من جداريّة الموت دون ونيس،من سلطة الفاسدين،ومن قهر المستلبين،من إعدام العشق،كنتُ حانقة على المتخمين كلّهم،وثائرة باسم الجائعين والمحرومين والمنكدين جميعهم،كنتُ في حرب ضدّ الحرب،وفي صرخة ضدّ جعجعات الكاذبين،كنتُ أريد أن أقول لا حتى ولو كلّفتني أن أنجز عملاً روائيّاً يعدم نفسه عند أوّل مفترق كتابة،كنتُ أدرك تماماً وأيقن في لحظة إيمان لا تعترف بالشّك أنّني أقامر على طاولة الفنتازيا بكلّ ألآمي ومعاناتي،وأنّني أراهن على الاستشراف العلميّ لرسم مستقبل ممكن في طور بناء عالمي يوتيوبيّ يخلص للحظّة الحبّ التي أؤمن بها خلاصاً للبشريّة في ظلّ أزمة البشرية الكبرى،وهي غياب الحبّ؛فالبشريّة في حالة إفلاس روحيّ وشعوريّ،ولذلك فهي تبتدع حرف الموت والكره،وتتنافس في الفحش والإيذاء،وتتذرّع بشتّى الذّرائع لتكسو نفسها بالسّلاح والبطش والتسّلط،وماهي في الحقيقة إلاّ منكوبة في قلوبها العاصية التي لم تتعلّم أن تحبّ،البشر في حاجة لدرس إنسانيّ في الحبّ،وهو خيارهم الأخير قبل أن يبدوا وينتهوا".
أقصّ بها حلمي
- كيف تنظر سناء الشّعلان إلى ممارستها للإبداع الأدبيّ؟
هي طريقتي لقول إنّني منزعجة وغاضبة،هي طريقتي التي أقصّ بها حلمي، هي حساسيتي نحو نفسي ونحو البشر ونحو الوجود،هي طريقتي في رسم نفسي في نسيج وحده،هي قلقي وشكّي ويقيني،هي مقولتي في مرجعياتي وأولوياتي،هي رؤيتي التي أطبع العالم بها.
الانعتاق والتّحرر
- ماذا كان حلم سناء الشعلان عندما كتبت رواية"أعشقني"؟
لقد كان حلمي هو الانعتاق والتّحرر من تابوات المجتمع التي تقمع الفكر والتّقدّم والإبداع وتتأمر على الأفراد المجدّين المتميزين،وتتواطأ مع الكذب والفساد والاستلاب والقمع،وتصلب الفكر الحرّ الطّلائعيّ الرّياديّ على خشبة التّجاوزات،وتعدمه بحبلّ المحدّدات والأعراف وقبولات الجماعات والمجتمعات والأفراد والملل والنّحل.وكانت هذه الرّواية مطيتي نحو حريتي وانعتاقي الذي أراه في انعتاقاً للمظلومين والمقموعين جميعاً".
"باسل المهريّ" في هذه الرّواية انعتق من قهره بقوة حبّه لـ "شمس"،واختار أن يكون حبيساً في جسدها إلى الأبد كي يحمل جنبيها "ورد" في أحشائه،ويلده في عالم آخر،و"شمس" انعتقت من قهر سلطة حكومة مجرّدة درب التبّانة عندما أعلنت ثورتها على الاستلاب القهر،وقادت ثورة لا تعرف هوادة على الشّر والأشرار حتى آخر لحظة من عمرها،و"خالد" تحرّر عندما حرّض "شمس" على ثورتها،وآمن بحقّها في امتلاك خياراتها،وحلّ لغز طاقة البُعد الخامس وأنتجها،والبشريّة كلّها تحرّرت عندما آمنت بحقّها في الحريّة،وعرفت طريق إنتاج طاقة البُعد الخامس عن طريق الحبّ الحقيقي.
انتصرتُ لنفسي
- من الذي انتصر في الاستحواذ على السّرد في رواية"أعشقني" أهي سناء الشعلان أم أبطال الرّواية؟
كي لا تنتصر إرادة أبطال الرّواية على إرادتي الشّخصيّة؛فقد انتصرتُ لنفسي بالسّرد الموازي الذي يربط الماضي بالحاضر بالمستقبل في هذه الرّواية،وفي حين كانت "شمس" تسرد عبر يومياتها،كان صوتي يسرد عبر النّص الموازي الذي يسرد حكاية "باسل المهري" مع جسده الأنثى الذي حصل عليه بعد عملية جراحيّة معقدّة تجريبيّة لفرضية أن نقل العقل البشري من جسد إلى آخر ممكن في نظر العلم،وهذا ما كان في الرّواية،فقد نُقل عقل "باسل المهري" إلى جسد الثائرة "شمس" التي أمر بقتلها بعد أن اعتقلها بوصفه عسكريّاً موكلاً بالقضاء على الثّوار الذين تقودهم "شمس" المعروفة بالنّبيّة،ولكن المفارقة كانت في أنّ الثّوار دبّروا له كميناً،وفتكوا به في يوم مقتل زعيمتهم" شمس"عندها قرّر الأطبّاء أن ينقلوا عقله الذي لا زال حيّاً إلى جسدها،وهذا ما كان".
نحو الحريّة بكلّ تمرّد
- لماذا الخيال العلميّ في رواية"أعشقني"؟
بعباءة الخيال العلميّ استطعتُ أن أحلّق نحو الحريّة بكلّ تمرّد دون أن يعوقني عائق نحو تصوير مستقبل البشريّة المفرغ من الإنسانيّة والمشاعر والسّعادة،وهو مستقبل مقبول فرضيّاً وعلميّاً إن استمر الإنسان في لعبته الجهنّميّة مع ذاته،وهي لعبة تحويل نفسه إلى آلة عاملة منتجة مستلبة لا تحلم بحرّية أو إبداع أو خروج عن النّسق،وفي هذا المستقبل توبيخ للإنسان الذي أضاع قلبه ووجدانه وضميره وحلمه،دون الانتقاص من قيمة العلم وجدوى الآلة ودورها في خدمة الإنسان.
"أَعْشَقُني" هي تمرّدي
- هل كانت رواية"أعشقني" هي مغامرة تجريب في نظر سناء الشّعلان؟
" أَعْشَقُني" ليست رواية الخيال العلمي فقط،بل هي رحلتي الخاصّة مع التّجريب الذي يبحث عن فضاء للحريّة والانعتاق،بل هي الفضاء الذي مارست الحياة فيه،وانتصرت به على الموات." أَعْشَقُني" هي طريقتي الخاصة التي فارقت بها الطّرق جميعها،هي مآلي في رحلتي المحمومة في البحث عن شكل روائي جديد يكسر الرّتابة،ويمثّل نفسه بنفسه،ويخطّ به طريقه نحو تشكيل العالم الرّوائيّ المكان الأرحب لرسم عوالم كاملة خارج العوالم الحقيقيّة.
"أَعْشَقُني" هي تمرّدي،ولذلك هي الأجمل في تجربة سناء شعلان الإنسانة،وهي بصمة التّجريب الجريئة في رحلة سناء شعلان الرّوائيّة.وطوبى للتّجارب والرّحل في محراب العشق،وطوبى للتمرّد الذي لايعرفه سوى البشر الحقيقيين".
|