الإثنين, 22-ديسمبر-2014
صنعاء نيوز - لا شيء يُمكنه استفزاز مشاعر موظفٍ مجتهد ويؤجج إحساسه الدفين بالقهر مثل التجاهُل وانعدام المُبالاة والشح المُفرط في تقدير عنائه اليومي لصالح إنجاز مهامه صنعاء نيوز /يحيى البعيثي -



لا شيء يُمكنه استفزاز مشاعر موظفٍ مجتهد ويؤجج إحساسه الدفين بالقهر مثل التجاهُل وانعدام المُبالاة والشح المُفرط في تقدير عنائه اليومي لصالح إنجاز مهامه وتقديمها في صورةٍ مُرضِية. وفي هذا السياق يحكي لنا التاريخ أن أحد أهم الموظفين تحت قيادة الديبلوماسي الشهير "هنري كيسنجر" قدّم له ذات يوم تقريرًا كان قد انهمك في إنجازه أيّامًا. وبعد أن سلمه إلى "كيسنجر" أعاده هذا إليه مع مُلاحظة يتساءل فيها: "أهذا أفضل ما تستطيع عمله؟"، فأعاد الموظف كتابته وتنميقه، ثم تسليمه مجددًا. فعاد إليه التقرير حاملاً نفس السؤال المقتضب. وبعد أن أعاد صياغته للمرة الثالثة. وتلقى السؤال نفسه من كيسنجر مرّة أخرى؛ فوجئ المُحيطون بالموظف ينفجر بحدّة: "اللعنة! نعم، إنه أفضل ما أستطيع!!".
عندها رد كيسنجر ببرود: "حسنًا، أظن إذن أنني سأقرأه هذه المرّة". وبغض النظر عمّا كان "كيسنجر" يرمي إليه بهذا السلوك؛ لم يكُن باستطاعة مخلوق أن يلوم موظّفه المُجتهد على ردّ فعله بعد كظمٍ طويلٍ للغيظ. ومثل هذا المرؤوس كثيرون في وقتنا الراهن ممن يودّون صبّ جام غيظهم وغضبهم على رؤساء يفتقرون إلى حسّ تقدير موظفيهم ومعاملتهم باحترام يليق بما يستحقون. انعدام التقدير الذي يصل إلى حد "الإنكار" و"التحقير" أحيانًا .
وبما أن العام 2014م اوشك على الانتهاء فإن الضرورة تحتم على مؤسسات الدولة في بلادنا عمل تقييم شامل حول أداء موظفيها خلال العام وبالتالي تكريم الأشخاص المبدعين والمخلصين جداً في عملهم . المهندس/حسن مصلح القزحي أحد موظفي المؤسسة العامة للاتصالات هو شخص نموذجي وأكثر الموظفين نزاهة ومهنية ولم نجد أمثاله في وقتنا هذا، متفاني في عمله ومخلص إلى أبعد الحدود ، وعلم الكثيرين معنى العمل الجماعي وخدمة الآخرين ببساطة من عرفه عرف معنى الاخلاص و التفاني بالعمل وحب الآخرين.
أتمنى من معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ومدير عام المؤسسة العامة للاتصالات تكريم وتحفيز وتشجيع القزحي وزملائه المجتهدين والنزيهين والمخلصين في عملهم. لقد شاهدتهم بالصدفة في حارة الدفاع الجوي بأمانة العاصمة اثناء قيامهم بتركيب خط هاتف أرضي لأحد المواطنين وبعد أن أكملوا عملهم طلبوا منه سداد قيمة الخط 2000 ريال. وإذ به يعرض عليهم 10000ريال كأتعاب لجهودهم في سرعة التفاعل وإنجاز توفير هذه الخدمة. فأصروا على أخذ المبلغ المحدد 2000ريال فقط. وغادوا المكان في الحال.
أليسوا بالفعل يستحقون كل التكريم والتقدير والتحفيز والتشجيع ؟! في تصوري نعم يستحقون ذلك.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-33030.htm