صنعاء نيوز - 
قبل ان ابداء بالكتابة مباشرة في موضوع المقال... اريد ان اسرد قصة قصيرة تمهد لنا الدخول في الموضوع بشكل سريع وخفيف ...

السبت, 27-ديسمبر-2014
صنعاء نيوز/عمرو محمد ناجي الرياشي -



قبل ان ابداء بالكتابة مباشرة في موضوع المقال... اريد ان اسرد قصة قصيرة تمهد لنا الدخول في الموضوع بشكل سريع وخفيف ... يقال انه قامت عصابة متخصصة بسرقة المصارف وفي احد الليالي قامت بسرقة مصرف مشهور لم يكن العمل سهلا استغرق الامر اسابيع و اياما للتخطيط لكيفية سرقة هذا المصرف من اجل التنفيذ الدقيق .



اتى الموعد المحدد لتنفيذ الخطه على المصرف المستهدف وبالفعل تم الامر بنجاح في ليلة ممطرة وبعد وصول افراد العصابة لمخبئهم بعيدا عن الأعين المتربصة ... قام زعيم العصابة ومعاونيه و الفرحه تغمرهم بنجاح مهمتهم حاملا على وجهه ابتسامة عريضة بهذا النصر خصوصا وهو يعد النقود .

وبعد ان فرغوا من العد وجدوا ان المبلغ المسروق هو 10 ملايين . ...لكن بعد بضع ايام وعلى وسائل الاعلام ذكرت مصدر مسئول في الشرطة ان المبلغ المسروق من المصرف كان 100 مليون.



وفور وصول الخبر الى احد اعضاء العصابة قام بإخبار زعيم العصابة وهو منغمس بتناول وجبة الغداء بأن التلفزيون الرسمي افاد بأن المبلغ الذي سرقوه كان 100 مليون وليس 10 ملايين كما عدوه سويا ...

غضب الزعيم فقام هو و افراد عصابته بعد النقود المرة تلو المرة , وفي كل مرة كانو يجدوا ان المبلغ هو 10 ملايين فقط وليس 100 مليون .

خيم الحزن والغضب على قائد العصابة وأفرادها واستشاط غضبا قائدهم و هو يقول " كيف نخاطر بحياتنا من أجل 10 ملايين , و مدير البنك يحصل على 90 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه حتى.... انتهى





من هذه القصه نستطيع ان نصل الى نتيجة حتمية ان كبار اللصوص هم من يقومون بأداء الدور الاكبر في الجريمة دون ان تتلطخ ايديهم بشكل علني ومكشوف امام الناس .

ويبقى الاثر لصغار اللصوص الذين يحملون الوزر الاكبر على العلن وأمام اعين الناس تتجه انظارهم على انهم المدانين بالجرم .

في تاريخ اليمن السياسي نجد ان وراء كل ازمة سياسية من هو مثل "مدير البنك " ليظل هو اللاعب الرئيسي في حصد النسبة العظمى من اهدافه بواسطة ادوات وأيادي تنفذ لتظهر في العلن كعنوان لكتاب للعامة من الناس دون معرفة تفاصيل هذه الكتاب ، هناك من يدعي معرفته بتفاصيل مسلسلنا السياسي في اليمن ولكن الغالبية يصلون الى نتيجة غامضة ومبهمة



وللأسف ... وبدون الدخول في عملية تصنيف لمن يدعي المعرفة من عدمها نستطيع ان نقول ان جماهير الشعب اليمني انقسمت الى فريقين فمنهم عمالقة السياسية في احزابنا المحترمة ظاهرا , وفي الخفاء (الله اعلم ) .



الفريق الاول مُضلًّل مخدوع تمكنت منه عملية التضليل السياسية وتنوع ادواتها فسيطرت سيطرة كاملة عليه فكراً وسلوكاً وعقيدة.

لقد خاض الاعزاء من الكتاب والسياسيين في انتقاد شخص الرئيس هادي والذي اخذ من الهدوء منهج ومخرج للموت التنازلي لاضمحلال الدولة اليمنية .

الرئيس هادي فشل في عملية إدارة الازمة التي مرت بها اليمن وزاد من تفاقم الازمة ولكن يجب ان نذكر الجميع ان هادي لم يستلم من نظام علي صالح سوى "علم 22 مايو " فقط لاغير فلم توجد ملامح دولة ومؤسسات دولة فلم تكن سوى اقطاعيات خاصة لأشخاص واسماء بما فيها الجيش والامن والاستخبارات .

طبعا الحوثي الكبير "علي صالح " حقق نجاح كبير بدرجة تفوق الامتياز في الانتقام من اليمنيين ومن قاموا بإلإطاحه بحكمه سواء من القوى الداخليه في اليمن ووصل به الانتقام الى بعض قوى الخارج الذي يظن انها خذلته ولم تقف جانبه في 2011م مستخدما الحوثي الصغير "عبدالملك الحوثي" الذي أدخل نفسه في نفق مظلم ولن يخرج منه فثوب إدارة الدولة ليس كإدارة قطيع من الملشيا تسخر نفسها لأجل المادة وتبيع ارادتها لمباديء ترجع اصولها الى الزمن الحجري والجليدي فمشروع بناء الدولة لن يرى النور على ايدي اسماء امتهنت قطع الطريق ونهب اموال الناس .



اليمن مع شديد الاسف وصلت بسبب سياسية الانتقام التي قام بها "الحوثي الكبير " الى مرحلة تعتبر نادرة في تاريخ اليمن فاستمرار وتزايد الاحتقان المذهبي طغى الان على المشهد السياسي في اليمن واصبح المحرك والمحفز للمعركة الحالية و القادمة .

ما وصل اليه واقعنا السياسي يرجع لأخطاء النخب السياسية القاتلة ومنها تعنت بعض قيادات الاصلاح (العسكرية – القبلية – الدينية ) وتفردها بالموقف السياسي و كان بإمكانها تفويت الفرصة على الخونة المتاجرين بدماء اليمنيي ولكن عقلية "عائلة ال الاحمر" كانت الطاغيه على ميكانيكية حزب الاصلاح السياسية ولم تستفد من اخطاء التاريخ لتغيير سياستها بما يتناسب مع الاحد الادني لمصلحة اليمنيين .

الوضع اليمني الحالي وصل الى مرحلة مأساوية بحيث يصعب التمييز على المراقب هل حياة اليمنيين تميزه عن الحيوان ؟

ولكن ما الذي سيحدث ؟

لابد ان نشير ان اليمن لا يعاني من ازمة بل من ازمات متراكمة ومتعددة ادت الى انحلال وتدهور معيشة اليمني اقتصاديا وجعلته رهينة أي مستوى هامشي من الحياة وتابع للأخرين يجرونه نحو هلاكه المحتوم .

الانحرافات التي قامت في اليمن عبر عشرات السنيين في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والخلقية غيرت كثير من مفاهيم و مبادئ اليمنيين نحو الأسوء ومنحدر الهبوط نحو الهاوية وتحولت شخصية وعقلية اليمني الى متاجر ومغالط يستغل السذج من جماهير وطنه ويستعمل جماجم الضعفاء والبسطاء منهم كجسر للوصول الى السلطة والبقاء فيها .

نرى هذه الايام عجز كثير من السياسيين لتفسير ما يحصل في اليمن فالبعض يرى ان الحل السياسي هو المخرج والبعض الاخر يرى ان الفساد هو السبب وفريق يلخص الامر بانها ازمة اخلاقية .... وكل ما يقال هو تشخيص لا يتناول حقيقة المرض بل يتحدث عن اعراضه فقط .

وسألخص الامر في نقطتين :

الاولى : هناك اسباب داخليه اساسية كامنه في الموروث الثقافي لدى فئة من المجتمع اليمني واعني به من تربو وترعرعوا في زمن الانحطاط وأصبحت ثقافتهم مترجمة في سلوك وتصرف تلك الفئة لدرجة انها لا تتنفس الا في بيئة القتل والدمار والنهب وتتلذذ فيه .

الثانية : المحفز الخارجي الذي استغل ضعفنا كيمنيين وقابلية استعمارنا بالمال .


اذن كيف الحل ؟

لوضع نهاية لهذه الحالة المرضية المزمنة في اليمن لدينا خيارين إما القضاء على المرض او إعدام المريض .

إعدام المريض فهو استمرار وضع اليمن كما هي عليه الان وهذا سيؤدي الى الموت حتما .

اما القضاء على المرض ... فنحن على انتظار لانقشاع الغمامه لتكشف لنا عن موعد مع معركة "صنعاء الكبرى" الحاسمه فقد اصبحت اقل التكاليف لإبقاء اليمن على الخارطة ان تكون التضحية هي الطريق الوحيد لا سواها نحو معركة التطهير وان كانت باهظة فهي المخرج الوحيد .

واقعنا السياسي في اليمن يحتاج له الى رؤية تاريخيه وجغرافيه عن محيطه الاقليمي لنعرف ماذا سيحدث في المستقبل لنصل الى قناعه و مصير لا مناص منه .... وهو اننا لا بد ان نحرر انفسنا من بعض عبيد وأصنام بني جلدتنا كي نقارع الجغرافية السياسية والاجتماعية التي تحاصرنا من الخارج و اوجدت لنا ايادي قذرة لم يعد ينفع معها التنظيف والتعقيم بل القطع والبتر لا سواه

لذا ستشهد اليمن حروب استنزاف مفتوحة خصوصا الهلال الشرقي لليمن الممتد من الجوف ومأرب والبيضاء وما حدث من معارك لا يعد سوى بروفة استعراضية فما هو قادم ستفنى في الذخيرة والمكتسب .

سيكون للجنوب وساحل الباب خبر سار لإعلان الانتصار فهم بؤرة لكل ثورة ضد الظلم في اليمن . لست داعيا الى اراقة الدماء ولكنه قدرنا المحتوم .

الخنوع الذي تعيشه اليمن مع الأحداث الميدانيّة الدراماتيكيّة وفقدان الثقة بين الأطراف السياسيّة واسلوب الحوثيان "الصغير" والكبير" في نشر ثقافة الانتقام عبر تصوير ابناء القبائل اليمنية بأنهم من قتلوا الحسين ولابد من الثأر منهم لن يكون سوى المحفز الى ما اشرت اليه سابقا واستفزاز التيار القبلي والمكون الرئيسي للشعب اليمني هو بداية النهاية .

و عليه لا غرابة حين نشاهد اعيننا "معركة صنعاء الكبرى" والجثث تملئ سائلة صنعاء و لا يستطيع اليمني المشي الا من فوق الجثث لكثرة القتلى.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-33156.htm