صنعاء نيوز -  إثر نهب ومصادرة مقرات الحزب الاشتراكي بُعيد الاجتياح الهمجي لجنوب الوطن في العام 1994م، التقى المناضل الكبير محمد غالب أحمد عضو المكتب السياسي للحزب

الإثنين, 29-ديسمبر-2014
صنعاء نيوز/ توفيق الشنواح -


إثر نهب ومصادرة مقرات الحزب الاشتراكي بُعيد الاجتياح الهمجي لجنوب الوطن في العام 1994م، التقى المناضل الكبير محمد غالب أحمد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي ـ حينها ـ برفيق درب النضال والوحدة المفكر الخالد، عمر عبدالله الجاوي، وطلب منه أن يتوسط لدى الرئيس علي عبد الله صالح لإعادة مقرات الحزب المغدورة ليتسنى لكوادره تفعيل نشاطها المجمد رغم القتل والتنكيل ـ مكانة الجاوي أجبرت صالح وغيره من الزعماء، الإبقاء على خيط رفيع من التواصل معه ـ فردّ الجاوي: "سأطلب منه ألّا يعيدها".. ووسط دهشة غالب أردف الجاوي: أباكم تفتحسوا في الشارع تحت الشمس بين الجماهير عشان ترجعوا متواضعين مثل زمان"!!
وبالفعل "افتحست" كوادر الحزب ـ وطول عمرها مفحوسة ـ بين الجماهير، لأن مقراتها لم تُسلّم من قبل عصابات "الفيد" وظل مناضليه ومفكريه وسط الجماهير البسطاء ، مثالا ناصعا للوطنية والإباء والتواضع الجم!..
وعند اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني، وتحديدا أثناء احتدام الجدل الدائر بخصوص عدد وكيفية الأقاليم المزمع تشكيلها في إطار الدولة الاتحادية الجديدة على أنقاض "شبه الدولة" الحالية، اتصلْتُ ذات مساء بالمناضل الكبير محمد غالب أحمد "أبو صنعاء" عضو المكتب السياسي رئيس العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي، ورفض الردّ كعادته، لكنه سرعان ما يعيد اتصاله بي فورا، قلت له: يا أستاذ محمد ليش تصر أن تتصل أنت؟!. فأجاب: يا ابني لا عليك.. وأردف: تصدق يا توفيق يا ولدي هذه الأيام قد أحنا نأكل لحم كل يوم مع الحوار!!.. ثم لا يفتأ أن يردد بين كل جملة وأخرى: رحم الله أبوك !
أبنت له امتعاضي من بعض "الثوار" الجُدد الذين جسدوا أول طعنة لثورة التغيير وقلت له: هذا المشهد يذكرني باستماتة والدي ـ رحمه الله ـ التي ما زلت استغربها بشدّة، في تلميع شخصيتين بُعيد الاستقلال الوطني وتصويرهم على أنهم الثوار الجهابذة!.. وآباء الكادحين والفلاحين ـ ذكرتهم له، أحدهم زعيما للحراك اليوم ـ فردّ قائلا: والدك هو من صنعهم جماهيريا.. وقال لي ذات يوم: هل تعرف الفرق بين فلان وفلان ؟! فقلت: ما هو؟ فقال: الفرق أن "فلان" لا يعرف من الثورة إلا الصياح، ولن يتعلّم أو يفهم!!
ثوّار هذه الأيام.. أو ثوّار "ما يكرفون منصة ساحة التغيير" هم أول من بُليت بهم ثورة التغيير في اليمن.. كانوا أشد انتهازية وحبا للظهور أكبر مما كان عليه عصابات النظام الذي ادعوا الثورة عليه!.. أما من دخل منهم مؤتمر الحوار، فأحسن واحد ما عاد يعرفك.. وإذا قابلته وقلت كيف حالك يا فلان ؟ يرد بتعالٍ: أهلا كيف الحال؟ دون أن يذكر اسمك ! يتظاهر بنسيانه!!.. لا أدري لماذا؟ وكأنهم جابوا الذئب من ذيله.. أو كأنهم انتصروا لقضايا ثورة الشباب التي تركوها وانشغلوا بمغانم الحوار وجلسات "الكوفي" الشيقة واللهث المحموم خلف المناصب الحلوبة باسم الثورة التي وأدوها حتى غدا الفساد سمة ملازمة لهذه القوى الانتهازية التي أسقطت الثورة بسلوكياتها الأنانية المقيتة وأعطت الشرعية لكل ردّة فعل تجاهها!
هذا لأنهم ثوّار مقايل واتصالات آخر الليل وتربيطات ولاءات شللية.. أو في أدنى الحالات لأنهم ما "افتحسوا" بين جماهير الشعب البسطاء.. ولم يتذوقوا ظلم وتعاسة النظام الذي ثرنا ضده لأنهم جاءوا من مجالس المشايخ أو النافذين الوثيرة، وخرجوا إلى الساحات في صورة ثائر انتهازي بلبوسٍ ثوري برّاق..!

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-33256.htm