صنعاء نيوز /عبدالله الصعفاني -
المفروض أن ما يتصدر اهتمام الدولة والحكومة هذه الأيام هو السير سريعاً باتجاه انجاز مسودة الدستور والاستفتاء عليه والذهاب نحو انتخابات نزيهة تنقل البلاد إلى مرجعيات وشرعيات لا تكون محل خلاف على النحو الذي وصلنا إليه ولكن ..المرفوض أن تظل تطلعات خمسة وعشرين مليون يمني معلقة بفترة انتقالية تتحرك على ظهر سلحفاة بطيئة .
· وإلى أن يفتح الله على هذه البلاد بانتقالة منتظرة بفواتير أقل من هذه الفواتير التي تحاول النيل من الدولة هوية وثوابت سيكون جيداً بحسابات الوطن والدين والأخلاق والمسؤولية لو يكون اجتماع خالد بحاح في عدن إطلالة جادة على عام جديد وليس مجرد امتداد لأعوام من الفشل الذي قوض الأركان وألغى الطموحات .
· ولا بأس من تذكير الحكومة بتعهداتها أمام البرلمان في جلسة نيل الثقة ، فالرجال تحبل من ألسنتها، والكلمة كما قال حكيم هي المعادل الموضوعي للرجل حيث يسقط أحدهما بسقوط الآخر.. أما عندنا يكون الأمر كما هو حال المشهد في اليمن فإن المسؤولية لا بد وأن ترتقي إلى حجم المخاطر والمحاذير .
· ولن تؤكد الحكومة الوفاء بتعهداتها دون بذل الكثير من الجهود للتخفيف من كوابح هذه الوصاية اللعينة التي جلنباها بمصائد الفجور وشباك الكيد وشخصنة الخلاف حيث للفجور حصاده المر ، وللكيد ندباته القبيحة ، وللصراعات الشخصية تداعياتها التي تأخذ الوفاق الوطني بعيداً .
· وإذا كان الأمن هو الحاضن لأي حديث عن التنمية أو الخدمات فإن الاقتصاد في اليمن سيبقى مرهون بحزمة إصلاحات طال الحديث عنها ، ومع ذلك لا عيب في التكرار مادام فيه التذكير للشطار، ولنأخذ الشكل التقليدي للتذكير بكون الأسئلة هي نصف الطريق إلى المعرفة.
· هل من سبيل لوقف الفساد؟ هل بالإمكان مغادرة قسمة ومحاصصة كانت حزبية وجهوية فصارت محسوبية وكسباً للولاءات؟ أين ذهب مشروع البصمة والصورة ؟ متى يكون أنبوب النفط وبرج الكهرباء بمعزل عن الابتزاز؟ هل هناك جدية للأخذ بشروط إصلاح التعليم وضبط انفلات السوق وتنظيف كشوفات الراتب؟
· سلسلة الأسئلة طويلة وليس من المروءة أن يغرق الشعب فلا يجد من الأجوبة غير ما يلقاه المؤذن في مالطا..!