صنعاء نيوز - 
وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دوليا : 
الاختلالات الأمنية.. وارتفاع أسعار المحروقات..وانعدام الديزل عوائق تجاوزناها بوعي ومسؤولية
توزيع المشروع إلى أربعة مقاطع عزز من وتيرة العمل

الخميس, 05-مارس-2015
صنعاء نيوز/تحقيق/عبدالله حزام -

وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دوليا :
الاختلالات الأمنية.. وارتفاع أسعار المحروقات..وانعدام الديزل عوائق تجاوزناها بوعي ومسؤولية
توزيع المشروع إلى أربعة مقاطع عزز من وتيرة العمل
نسبة الانجاز تصل إلى 70%.. والانتهاء من المشروع منتصف 2016م
● لم يتوقع الطفل أيمن ذو العينين الزرقاوتين أن يتمكن في المستقبل القريب من تجاوز مسافة 3 كيلومترات بالسيارة على طريق معبد بعد أن كان يذرعها مشيا على الأقدام كي يصل إلى مدرسته في منطقة الدن إحدى عزل مديرية وصاب العالي على طريق ذمار- الحسينية.
يعيش أيمن الطفل النابض بالحياة سعادة غامرة وهو يغادر سيارة أقلته إلى مدرسته في دقائق ..وفي الوقت ذاته يلوح بيديه الطريتين لموكب زيارة فريق وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دوليا بوزارة الأشغال العامة والطرق الأسبوع الفائت الذي زار المشروع لتقييم الأعمال المنفذة والمتبقي منها.

وتجاهد وزارة الأشغال العامة والطرق منذ العام 1987م وهي بداية تدشين العمل في مشروع طريق ذمار- الحسينية الذي يبلغ طوله 254كيلو متراً من اجل انجاز المشروع الذي اتسم بطوله الكبير وزيادة كلفة تنفيذه.
ويربط المشرع الذي تبلغ كلفته نحو134مليون دولار بتمويل من الصندوق العربي للانماء بنسبة67%والباقي تمويل حكومي البحر الأحمر غربا بالبحر العربي جنوبا من خلال امتداد طولي بين محافظتي الحديدة وذمار والذي بدروه سيؤدي إلى ترابط محافظات (البيضاء- مارب- حضرموت)عبر اتجاه جديد.
ويخدم المشروع بشكل مباشر نحو مليون نسمة يقطنون مديريات (عنس- مغرب عنس- عتمة-وصابين)التابعة لمحافظة ذمار.
ويتسم المشروع بطبيعة جبلية عالية الانحدار باستثناء مسافة 35كيلومتراً ذات طبيعة مستوية تمتد من الحسينية حتى مديرية المشرافة بمحافظة الحديدة.
وعلى امتداد عمر المشروع لاحقته وصمة التعثر نتيجة لظروف متداخلة تبدأ بالمشكلات الجيولوجية وتنتهي بثقافة المجتمع المحلي..غير أن وزارة الأشغال اعتبرت انجازه قضية تحد وعملت من خلال وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دوليا بوتيرة قصوى بعد استفادتها من الأخطاء السابقة التي أوقفت العمل في المشروع أكثر من مرة.
المهندس محفوظ عبدالعزيز الشميري – نائب مدير عام وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دوليا هو الأكثر اقترابا من تفاصيل المشروع ويكاد يحتل حسب زملائه صفة الأب الروحي للمشروع يقول:استفدنا من الأخطاء السابقة وعمدنا إلى تقسيم الطول المتبقي من المشروع إلى أربعة مقاطع تنفذها أربع شركات تم تأهيلها مسبقا بهدف ضمان تحقيق نسبة أعلى من الانجاز في وقت اقل وتجنب تعثر العمل من جديد.
يستطيع نائب مدير وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دوليا أن يفاخر اليوم ونسبة الانجاز قد وصلت إلى 70%.
ويعيد نسبة النجاح التي تحققت إلى مدة لاتتجاوز العام والنصف خاصة بعد تقسيم المشروع إلى أربعة مقاطع.
ويتوقع الانتهاء من المشروع منتصف 2016م لتطوى حقبة طريق استراتيجي امتدت لـ40عاما وتبدأ مرحلة جديدة من الازدهار.
ويؤكد الشميري والثقة تملأه أن العمل في الأربعة المقاطع يسير بحسب المخطط له خاصة بعد انتهاج سياسة العمل بعيدا عن الأضواء لأن المشروع تعرض لنقد وتشويه متعمد في الماضي وهذا النهج حسب وصفه ساعد في تحقيق نسبة أعلى من الانجاز.
ووزعت الأعمال المدنية للمقاطع الأربعة حسب المهندس محفوظ الشميري إلى المقطع الاول الذي يشتمل على الحمدة- ربع عتمة- المهلالة- كبود)وتنفذه المؤسسة العربية للتجارة والمقاولات بطول 70كيلومتراً وقيمة عقد بلغت 16مليوناً و186دولاراً ووصلت نسبة الانجاز التراكمي إلى 70%.
فيما يشمل المقطع الثاني (بيت الكبودي-الدن –بني مسلم- سوق الثلوث) وتنفذه المؤسسة العامة للطرق والجسور بطول51كيلومتراً وقيمة عقد تصل إلى 33مليوناً و879 دولاراً ووصلت نسبة الانجاز التراكمي الى60%.
ويتكون المقطع الثالث من (الدن- الناحية-سوق الثلوث)وتنفذه الشركة الوطنية للطرق والجسور بطول 42كيلومتراً وقيمة عقد تصل الى 18مليوناً و137دولاراً ووصلت نسبة الانجاز التراكمي الى 105%.
ويصل المقطع الرابع طبقا للشميري مناطق(سوق الثلوث- بيت البعداني- المشرافة) وتنفذه شركة سبأ للتجارة والمقاولات بطول 40كيلومتراً وقيمة عقد تصل إلى 25مليوناً و172دولاراً ووصلت نسبة الانجاز التراكمي إلى 64%.
المهندس عباس السمان مدير عام مقطع المؤسسة العامة للطرق والجسور يلقي بلائمة تأخر انجاز المشروع إلى الأزمة السياسية التي عصفت بالبلد منذ 2011م وأعاقت بشكل كبير حسب تأكيده صرف المستخلصات المالية الممنوحة من الدعم الحكومي للمشروع.
استشاري المشروع الدكتور محمد السلامي يقول في مقابلة حية أجراها معه معد التحقيق: إن نسبة الانجاز التي تحققت خلال عام ونصف معقولة.
ويشرح السلامي مشكلات تعرض لها المشروع بالقول:لقد مثلت فوارق الأسعار مشكلة إضافية واجهها المنفذون للمشروع رغم صدور قرار مجلس الوزراء في 2013م القاضي بإقرار تلك الفوارق ونفذ القرار في بدايته ليتعثر مجددا بسبب الأوضاع الاقتصادية للبلد.
الدكتور السلامي يمدح أسلوب القائمين على المشروع في التعاطي مع المشكلات الطارئة التي قال إنها كانت تعطل العمل ويضيف «لكن بديناميكية القائمين على وحدة تنفيذ وحدة المشاريع المنفذة دوليا تمكنا من تجاوز مشكلة كرفانات المياه ومواقع الخلاطات والكسارات التي كان يثيرها السكان في طريقنا من خلال حلول جذرية ومرضية «.
وعلى الواقع يحصر رياض القفاف نائب مدير الشركة الوطنية للطرق والجسور التي تنفذ مقطع (بيت الكبودي –الدن - -بني مسلم – سوق الثلوث ) وهو المقطع المنجز بشكل كامل مشكلات العمل التي واجهتهم بالقول:عملنا في أصعب الظروف لأنها منطقة جبلية وعرة وتتسم بكثرة هطول الأمطار مما يؤثر سلبا على مستوى الانجاز لكننا استطعنا التغلب على تلك الظروف بتفانٍ وجدية أكثر وجودة في الأداء واكملنا المقطع حسب العقد.
وهناك مشكلات أخرى بحسب المهندس محفوظ الشميري» الذي يقول: إن ضعف الجوانب الأمنية واختلالاتها خلال السنوات الأخيرة لعب دور المعيق وعقَّد من طبيعة العمل أكثر خاصة مع بروز التزامات للمجتمع المحلي يصعب مواجهتها دفعة واحدة.
أيضا أشار إلى نقطة هامة تمثلت بارتفاع أسعار المحروقات والمواد الإسفلتية وشحة مادة الديزل تحديدا والتي تؤدي إلى توقف العمل أحيانا.
ولمواجهة هذه المعضلات قال الشميري:كنا نمسك العصا من النصف خاصة مع التعويضات التي يطلبها المجتمع المحلي وتمكنا من تجاوزها بحلول معقولة لا تفتح شهية الناس على تكرار نفس المشكلات.
وأشاد المهندس الشميري بدور منسق المشروع الذي نجح في امتصاص المشكلات التي تطرأ بين المقاول والمواطنين ومعالجتها بخيارات عينية تتجنب دفع مال نقدي للمواطنين.
ويؤكد وجود رقابة عالية على جودة المواد المستخدمة ونوعيتها. وضرب مثالا جودة الطبقة الترابية التي تسمى طبقة الأساس التي يتم تكسيرها آليا بمكائن خاصة.
ويؤمن وكيل وزارة الأشغال لقطاع الموارد البشرية والمالية احمد عرمان بأهمية المشروع الذي سيحقق نقلة نوعية للسكان في المناطق نطاق المشروع.وقال:شيدت البيوت على امتداد الطريق ونمت الأعمال التجارية وقريبا سيصبح الطريق بديلاً استراتيجياً لنقل المنتجات الزراعية والبضائع بين السهل والجبل.
وفي الأثناء تستمر الإدارة العامة للإعلام والتوعية بالوزارة في توثيق تفاصيل المشروع ومشاريع الأشغال العامة والطرق في خطوة تهدف إلى التأسيس لقاعدة بيانات قد تصبح في المستقبل القريب إنجازأ إضافياً للأشغال العامة والطرق ..ولعل قاعدة البيانات التي حصلنا عليها من الإدارة قد ساعدت كثيرا في تسليط الضوء على مشروع طالته سهام النقد وغابت تلك الأصوات عن قول الحقيقة حين اقتربت نهاياته من النجاح.
الثورة
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-35083.htm