صنعاء نيوز - 
"جهاد علي حسن صالح البريهي" شاب عشريني، يحلم أن يقود نهضة اليمن على يديه حين يحقق أكبر هدف له وهو أن يتقلد منصب رئيس الوزراء؛

الإثنين, 09-مارس-2015
صنعاء نيوز/عبدالرزاق العزعزي: -


"جهاد علي حسن صالح البريهي" شاب عشريني، يحلم أن يقود نهضة اليمن على يديه حين يحقق أكبر هدف له وهو أن يتقلد منصب رئيس الوزراء؛ بعد أن استلهم تجربتا ماليزيا وتركيا اللتين قادتا نهضتهما الاقتصادية على أيدي رئيسا وزراءها.
هو أحد شباب اليمن الذين يحلمون بأن يرتفع اقتصاد بلدهم عاليًا ويرتفع معها مكانة اليمني بين شعوب العالم، قرر أن يمضي في طريق تحقيق حلمه وقد اختار أن يسير على نهج التجربة التركية التي سمع وقرأ عنها الكثير.
رأى أن إحدى الخطوات المهمة لبلوغ هدفه هو تعلّم اللغة التركية؛ ليتسنى له معرفة التجربة التركية من مجتمعها ومثقفوها وسياسيوها عبر لغتهم الأم. ولأنه يعيش في "صنعاء" فقد التحق بقسم اللغة التركية التابع لكلية لغات جامعة صنعاء فشعر بأن هدفه بات قريبًا.
قال: "دخلت قسم اللغة التركية لأكتسب معرفة أكثر عن نهضة تركيا من أبناءها ولأتواصل مع الأتراك بلغتهم وكانت دارسة اللغة التركية هي في طريق تحقيق حلمي حتى أصنع نهضة اقتصادية لليمن".
بدأت الدراسة، أكمل سنته الأولى ورأى أنه تقدم في بلوغ هدفه، بدأت سنته الدراسية الثانية ومعها بدأت أحلامه تكبر، بيد أن هناك عائق وقف أمامه فجأة، لم يكن يتوقع أن يصادفه أبدًا لكن العمل السياسي قد يعمل -في أحايين كثيرة- على عرقلة العملية التعليمية التي تعني تأخر عبور مستقبل البلاد وبقائه في مكانه، إذا لم يكن يعود للخلف.
فوجئ منتصف الشهر الفائت بأنه تقرر إغلاق القسم الذي يدرس فيه بدون أي مبررات منطقية يستوعبها العقل البشري الطامح في تعلم المزيد والسعي نحو التفوّق لخدمة الذات والمجتمع والعالم بأسره.
كانت الصدمة كبيرة عليه، وعلى بقية طلاب القسم بالتأكيد الذين يُقدر عددهم بنحو 150 طالبًا وربما كان هناك حلم وطني آخر لأحدهم.
ثلاث مستويات دراسية توقفت عن الدراسة دون معرفة سبب الإغلاق، مواقع إعلامية كثيرة تتهم جماعة الحوثي بإغلاقها وجامعة صنعاء -عبر رئيسها- تنفي، عبر وكالة الأنباء اليمنية سبأ؛ صحة ما تم تداوله وتقول "السفارة التركية وجهت دعوة لرعاياها من أساتذة القسم لمغادرة البلاد" وهذا ما أكده "جهاد البريهي الذي قال:
"انتهينا من اختبارات الترم الأول وقبل أن تظهر النتائج فوجئنا بتواصل من السفير التركي (فضلي تشورمان) من أجل لقاءه في المنزل وفوجئنا بكلامه الذي ابتدأ بأنه يريد مساعدتنا وبعدها قال إن القسم تم اغلاقه، سألناه عن السبب فقال إن القرار ليس منا ولكن من دولتكم، دون أن يفصح عن الجهة الرئيسية لكنها معروفة".
محاولة اغلاق سابقة:
في 19 فبراير 2009 أبدى وزير الخارجية التركي "علي باباجان" استعداد بلاده لدعم قسم اللغة التركية بجامعة صنعاء وذلك أثناء زيارته للقسم على غرار زيارته لليمن بحسب ما نشر في وكالة سبأ.
في تلك الأثناء كان القسم مازال حديثًا فقد تم استحداثه في 2007م في إطار خطط التطوير والتوسيع للتخصصات العلمية في جامعة صنعاء، وأثناء ذلك أشاد الوزير التركي بافتتاح القسم لما يسهم في تأهيل طلاب يمنيين يجيدون التحدث باللغة التركية ويخدم أهداف التطوير المستقبلية لعلاقات التعاون بين اليمن وتركيا.
بقي قسم اللغة التركية كحال بقية أقسام الكلية وكليات الجامعة وزاد به الأمر أن أصبح مهددًا بإغلاقه نتيجة مغادرة الكادر التدريسي التركي لظروف أمنية واقتصادية آن ذاك إلا إن السفارة التركية بدعم من شركة "تيكا" التركية قامتا بتوسعته وارفاده بالكوادر التركية المؤهلة بالتعاون مع عميد الكلية البروفسور "عزيز ثابت سعيد".
ويعد قسم اللغة التركية من أفضل الأقسام داخل الجامعة من ناحية الفصول الدراسية التي تحوي شاشات عرض، المكتبة التي تحوي كتب متعددة، الأساتذة الذين يتحدثون اللغة الأم والجدول التعليمي المناسب، في القسم يتوفر كل شيء يخدم التحصيل العلمي للطالب ويمشي بنظام صارم.
موقف الجامعة:
الآن لم تعد السفارة التركية متواجدة، ولا رعاياها، وتم إغلاق القسم أو كما تقول رئاسة جامعة صنعاء "توقف الدراسة فيه، وتسعى إلى استمرار الدراسة فيه بدعمه بمدرسين، وعلى الطلاب التعاون معها بإبلاغ أي أساتذة متخصصين في اللغة التركية بالحضور إليها للتعاقد معهم".
أقرت الجامعة التنسيق مع عمادة كلية اللغات للتعاقد مع خمسة كوادر محلية من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في اللغة التركية لسد فراغ الاستاذة المغادرين وتوفير مدرسين للمستويات الثلاثة الأولى من القسم، وقالت لوكالة سبأ: "يتم التنسيق للتعليم عن بعد مع جامعة تركية لإكمال تحصيل طالبين هم قوام المستوى الرابع للقسم بكلية اللغات!".
"جهاد" شعر بالحزن عندما أخبرته عن قرارات الجامعة، قال: "الجامعة تناست أننا ندرس الأدب والشعر وهي اللذين يحتاجان لفهم وارتباط عميق باللغة الأدبية وثقافة تركيا المحلية وليس مجرد شخص يحمل اللغة التركية كلغة ثانية" مشيرًا أن هناك معوق آخر أكثر ضرر لهم وهو إلى سيتخرج الطلاب لاسيما بعد توقف العلاقات التركية اليمنية؟
وأكد إن الأساتذة الأتراك لا يقوموا بتدريسهم اللغة فقط ولكنهم يخبرونهم عن طبيعة ثقافتهم والطرق التي استخدموها ويستخدمونها للنهوض ببلدهم وتقديمها للعالم بشكل جميل ومختلف.
اتهم جامعة صنعاء بأنها لم تقم بأي إجراء للجلوس مع الطلاب ومناقشتهم حول إيقاف الدراسة في القسم بينما السفير التركي استدعاهم لمنزله لتقديم الاعتذار وقال بأنه "آسف" والأستاذة الأتراك دمعت أعينهم حين أخبروهم بمغادرتهم لأنهم أحبوا اليمن، ويدلل بقوله إنهم في وقت سابق كانوا مع أساتذتهم يقومون بجولة سياحية في صنعاء القديمة وفي تلك الأثناء انفجرت عبوة ناسفة بالقرب منهم ولم يقرروا العودة إلى بلدهم ولكن بعدما طلبت منهم الحكومة التركية وسفارتها في صنعاء مغادرة اليمن دمعت أعينهم حزنًا.
وقال بأن الوحيد الذي قام باستدعائنا هو السفير التركي الذي قال إن المشكلة ليست منهم لأنهم يريدون مساعدتنا ولكن المشكلة من دولتنا وبهذا يكون قدم لنا -على الأقل- تعاطفه بيد أن جامعة صنعاء التي نحن طلاب لديها لم تقم بأي شيء لنا.
اقحام التعليم في الصراع:
العمل السياسي هو الذي يدفع القوى السياسية بإقحام التعلم في صراعها المحلي والإقليمي، وهو نفسه الذي يوقف محاولات الترويج السياحي والثقافة لأي دولة، سواء اليمن أو تركيا، ولهذا يجب أن تعمل الدول المختلفة على تقديم نفسها بشكل أفضل، تركيا أرادت تقديم نفسها بشكل أفضل ومن ثم انسحبت، اليمن تحاول تقديم نفسها ولكن بالسلاح وليس بالتعليم أو العلم أو الترويج لابتسامة الإنسان اليمني وكرمه وأخلاقه وحبه للغير، الأجنبي قبل الصديق.
تركيا قررت المساعدة في التعليم لكنها سحبت قرارها وتتحمل جزء المسئولية واليمن تتحمل الجزء الأكبر من كونها غير قادرة على توفر الأمان للدبلوماسيين الأجانب الذين تعمل على مضايقتهم والتعدي على الأعراف الدبلوماسية التي تؤثر سلبًا على مستقبل الشباب والبلاد.
قال جهاد" :كنا نؤمل من السلطات اليمنية بالتعاون مع الأتراك أن يبنوا جيل ولكن الصراعات السياسية تؤثر على الحياة، أثرت علينا تعليميًا وتؤثر على المجتمع بشكل عام" ويطالب من الجهات الرسمية اليمنية أن تعمل على تقديم مصلحة الطلاب على كل المصالح الأخرى لأن مستقبل الطلاب هو مستقبل البلاد.
متمنياً بأن تترك الخلافات السياسية جانبًا ولا تقحم العملية التعليمية في عملها السياسي وأن تعمل على تحسين جودة التعليم وتحافظ على من يأتي لتدريس الطلاب خدمة منهم وليس ارغامًا من أحد.
مقترح بديل:
قد لا يكون التعاطف كافيًا، ولا حتى الدموع والحزن الشديد، ولكن هناك خطوات بديلة لإنقاذ مستقبل 150 طالبًا وطالبة معرضون للضياع لعل إحدى أهم هذه الخطوات هي منح طلاب قسم اللغة التركية المِنح التي تقدمها السفارة التركية للطلاب في اليمن.
يؤمل "جهاد" أن يتم معالجة وضعهم ويطلب من حكومة تركيا أن تعمل قدر المستطاع إما لإدراجهم في جامعاتها أو أن تأخذ من الخريجين السابقين لتدريبهم وتأهيلهم وتمكينهم من أن يصبحوا مدرسين.
إن كان أحدًا يهتم؛ فإن هذه المقترحات قد تساعدهم في ايقافهم عن الضياع الذي يعيشوا فيه سيما أن "جهاد" قال: "لا أدري أين أذهب خصوصًا أني بنيت طموحاتي بناء على المجال الذي أدرس فيه، لا أعرف ماذا أفعل وأكثر الطلاب كذلك لأن أغلبهم تركوا أعمالهم من أجل الدراسة وحالتهم المادية متدنية فكانوا مسخرين أنفسهم للدراسة وآملين من أنهم سيتخرجون إلى سوق العمل بسبب أن القسم ما يزال حديثًا والأتراك كانوا سيدخلون اليمن كمستثمرين، ومن أجل ذلك بذلوا جهود مادية ومعنوية كبيرة تتناثر الآن أماهم بكل قسوة".
...
عبدالرزاق هاشم العزعزي
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-35210.htm