صنعاء نيوز - في ظل الأوضاع الحالية
الأنشطة المدرسية.. تشكو غياب التمويل

الأربعاء, 18-مارس-2015
صنعاء نيوز/استطلاع / وائل الشيباني -

● أصبح الكثير من طلاب المدارس اليمنية الحكومة والأهلية في شوق للأنشطة والرحلات والوسائل التعليمية شبه الغائبة هذا العام بسبب نقص الإمكانيات المادية وتأثير الأوضاع السياسية الراهنة سواء على المدارس أو على معيلهم، الأمر الذي حول مكان التعليم إلى بيئة جافة ومملة بالنسبة لهم خاصة بعد أن تقلص كل شيء يسليهم وينمي مواهبهم، إذ لم يغب بالمرة كما حدث في بعض المدارس ...غياب الأنشطة المدرسية بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة برغم كونه عاماً للتعليم وتأثير ذلك على نفسيات الطالب اليمني من وجهة نظر تربويه وطلابيه وسبل مقاومة الواقع الحالي وغيرها من التفاصيل تجدونها في هذا الاستطلاع الصحفي:-



- في إحدى مدارس العاصمة اشتكى مديرها الذي فضل عدم ذكر اسمه من قلة الدعم والتمويل من قبل الجهات المختصة ومجلس أولياء الأمور الذي كان يعد المصدر الأهم في تمويل الأنشطة المدرسية في الأعوام السابقة بسبب الوضع السياسي الراهن الذي دمر اقتصاد البلاد كما قال لي ودعاني إلى زيارة قسم الأنشطة فذهبت معه ووجدت مجموعة من الطلاب يتنافسون فيما بينهم ويبتكرون طرقاً جديدة خاصة بهم لتزيين فصولهم الدراسية ومدارسهم فهم من يشترون اللوحة القرطاسية في الوقت الحالي كما قال لي أحد الطلاب ليقوموا باختيار المواضيع التي سوف يعملون عليها سواء من مادة الهندسية أو من العلوم وغيرها، أما مسئول الأنشطة داخل المدرسة فقد اكتفى بدور الإشراف وتحديد أماكن مناسبة لتعليقها داخل الصف بعد أن كان يوفر لهم المواد الأساسية لذلك.

مبدع ولكن؟
في بعض المدارس التي يشكو طلابها بأن معلميهم لا يساعدونهم إظهار مواهبهم بسبب الأوضاع الراهنة الصعبة كما يقولون. يقول "عزت" طالب مرحلة ثانوية يلقبه زملاؤه بخطاط الصف حين احتاج فصله إلى الوسائل التعليمية عندما طلبت منه معلمته كتابتها انه رفض ذلك لأن الأوضاع المادية في أسرته صعبة ولهذا لجئت المعلمة للطلاب لتوفير المساعدة المادية لعمل الوسائل المدرسية والزينة للقاعة الدراسية كما هو الحال في كل عام، وبعد انتهاء المدة المحددة لم يحضر كل الطلاب ما طلب منهم بسبب رفض أولياء أمورهم فقررت المعلمة غنية محمد تأجيل ذلك حتى حين آخر.
أما الطالبة / رقية شوقي لم تخف استياءها الشديد من غياب الأنشطة السنوية في مدرستها وقالت: برغم أني أدرس في مدرسة خاصة ووالدي ينفق علي الكثير من المال للتعليم بصورة أفضل وفي بيئة جيدة إلا أني غير مرتاحة هذا العام بسبب غياب الأنشطة ومسابقات الرسم التي أشارك فيها بشكل سنوي وأحصد المراكز الأولى فيها بسبب سوء الظروف الاقتصادية في البلاد كما يتحجج مسؤولو الأنشطة في مدرستي وهذا الأمر مخيب للآمال فقد كنت أحصل على ألواح للرسم وألوان وكل مستلزمات الرسم من خلال فوزي بهذه المسابقة بالإضافة إلى الدعم النفسي من قبل المعلمين والطلاب الذي كان يحفزني على تطوير نفسي في ظل المنافسة الشديدة مع زميلاتي في كل عام.

حلول بديلة
لم يختلف معها المعلم محمد صالح أخصائي اجتماعي حين أكد على أهمية هذه الأنشطة داخل المدارس وأوضح ذلك بالقول: من المهم عدم إغفال الأنشطة المدرسية وذلك لكسر أجواء رتابة الحصص الدراسية المتتالية حتى وإن كانت تلك الأنشطة عبارة عن مسابقات ثقافية وحصص رياضية وتشكيل فرق المنشدين والرياضيين وكذلك تشكيل مجموعات رياضية وغيرها من الأنشطة التي لا تتطلب دفع مبالغ مالية من قبل الطلاب وإدارة المدرسة وهكذا نستطيع التعايش مع الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وأن نخرج الطالب من الأجواء المشحونة التي تحاصره سواء في البيت أو في الشارع فالطالب جزء لا يتجزأ من المجتمع وهو يفهم ماهية الأحداث الراهنة لذا على كل الإداريين والمختصين في الأنشطة أن يكثفوا جهودهم ويعملون على تحويل المدرسة إلى متنفس ومكان يخرجه من واقع البلاد الحالي.
وهذا ما أكدت عليه المشرفة إلهام الكميم – أخصائية اجتماعية بمدرسة ابن خلدون بالقول: إن مثل هذه الأنشطة تساعد الطلاب على الإبداع سواءً داخل فصولهم من خلال مشاركتهم الفاعلة بتزيينها أو حتى في الخارج وهذا ما سيساعدهم على عدم التأثر بالسلب في الأوضاع الراهنة، وأن هذا الإبداع والنشاط من شأنه أن يخلق ارتياحاً نفسياً لدى الطالب، بالإضافة إلى تنمية المواهب وخلق روح التعاون بين الطلاب لتحقيق المزيد من الإبداع حتى وإن كانت تلك الأنشطة بسيطة فالأفضل توفرها من غيابها بالمرة.

مواهب حاضرة
المعلمة انتصار ياسين الأديمي – مدرسة قرآن – مدرسة ابن خلدون تقول: لا بد من إشراك الطلاب في تزيين الصف وعمل اللوحات والمجلات الحائطية والمشاركة في دوريات كرة القدم والشطرنج والرسم وغيرها وذلك لصقل وإظهار مواهبهم ففي كل صف دراسي لا بد من وجود طفل موهوب يمتلك موهبة وهذا ما بات تنفيذه أمراً صعباً في الأعوام الأخيرة بسبب سوء الظروف المعيشية التي يعاني منها الطالب والمعلم معاً.
أما المعلم فواز أحمد فقد خالفها الرأي وأكد على أهمية توفير العائدات المادية المناسبة للقيام بالأنشطة الطلابية بشكل صحيح وهذا ما يصعب في الوقت الراهن. وعلل ذلك بالقول : من المهم أن تكون الجوائز للفائزين بالمسابقات والمبدعين في كل الأنشطة المدرسية حتى تحفز أكبر قدر ممكن من الطلاب للمشاركة فيها كما أن الجانب المادي مهم لتوفير الوسائل الجيدة لكل نشاط حتى يصبح مفيداً للطالب وإلا لكانت تلك النشاطات مجرد مضيعة للوقت.

استقرار نفسي
يرى علماء النفس التربوي بأن للأنشطة المدرسية الأثر الإيجابي الملموس لتحقيق العديد من الفوائد التي أثبتتها الدراسات العلمية الحديثة.. كمساعدة الطلاب للعودة للمدرسة وتعديل بعض من سلوكياتهم السلبية ونسيان الصعوبات الحياتية التي يمر بها الكثير من الطلاب في ظل تدني الأوضاع المعيشية في أي بلد ، وكذلك تحقيق الأنشطة المدرسية والأهداف التربوية داخل المدرسة كالشعور بالانتماء للجماعة وإظهار روح التنافس المنظم والشريف بين الجماعات المدرسية وتحقيق الاستقرار النفسي والقدرة على إظهار المواهب الكامنة داخل الطالب التي قد لا يدركها إلا من خلال النشاط الذي يقوم به بالتعاون مع زملائه ومعلميه داخل الصف الدراسي من خلال المشاركة في تصميم الوسيلة أو المجلة الحائطية أو تزيين الفصل بأشكال يحبها هو وأصدقاؤه وغيرها من الأنشطة التي تنمي وتطور مهارات الطالب وتحقق له الاستقرار النفسي خاصة إذا كانت الأجواء في الخارج غير مؤهلة لذلك.
الثورة
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-35454.htm