صنعاء نيوز - ترك خلفه بلا ندم نعيم المدينة المثيرة الأنيقة التي يسمونها التفاحة الكبيرة، لم تغره رفاهية الدبلوماسية الرفيعة، لا امتيازاتها، ولا بريقها .

الجمعة, 20-مارس-2015
صنعاء نيوز/الدكتور/ حسين العواضي -

* ترك خلفه بلا ندم نعيم المدينة المثيرة الأنيقة التي يسمونها التفاحة الكبيرة، لم تغره رفاهية الدبلوماسية الرفيعة، لا امتيازاتها، ولا بريقها .
* وقرر أن يلبي نداء الواجب الوطني، ليشغل منصب ملتهب، في زمن عصيب، وظروف سياسية واقتصادية خانقة.
* كان يدرك دون عناء انه مقدم لخوض مهمة انتحارية شاقة، لا إدارة دولة، شتتتها الصراعات، ومزقها الضعف .. والتآمر .. والعناد.
* دولة كانت ثم تهيكلت، فلم يبق منها سوى هيكل عظمي .. وبقايا مومياوات حائرة صاغرة .. لا حول لها ولا قدرة.
* وكان يمكن له كما فعل سواه أن يغلق هاتفه – ويطنش – أو يتملص ويعتذر، وينفذ من تبعات المهمة المستحيلة.
* لكنه لشجاعته وصدق وطنيته لم يفعل، هذا رجل من اليمن، يا من تسألون ما هي ثروات هذا البلد الفقير؟ وما رصيده في بورصة الاقتصاد الدولي؟.
* ومن سوء حظه، وعثرة حظنا أنه جاء في توقيت خاطئ .. رجل سوي في زمن مجنون؟
* تخسر اليمن بخروج خالد بحاح كفاءة وطنية مخلصة، كنا في أشد ما تحتاج الظروف إلى مثلها، حالة لا تتكرر ونموذج بلا نظير.
* رجل دولة شاب متزن ونشيط يعمل أكثر مما يحكي، حكيم ومتفائل .. والأهم أنه وطني وحدوي خال من العقد المناطقية البغيضة.
* والمعادن النقية تصقلها الأيام العصيبة تظهر قيمتها، ويرتفع ثمنها، ويلمع وقارها وهيبتها.
* أثناء إقامته الجبرية ظل ثابتاً مرابطاً لم يتشنج أو يتعثر، تصريحاته عاقلة ومتأنية، .. حصيفة، وذكية.
* كسب احترام الجميع .. تقاطر اليمنيون لزيارته من كل المحافظات، والأعمار .. والفئات كسب أكثر مما خسر .. وخسرنا ما يصعب تعويضه.
* وفي بلاغ الوداع، حذر من عواقب الارتداد السياسي، وحذر من تعرض استقرار ووحدة اليمن للخطر ففي ذلك عواقب وخيمة.
* دعا إلى الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وأجهزتها والنأي بها عن التدخلات والتجاذبات المتنافرة.
* يقبل اليمنيون نصائح مخلصة من مسؤول شجاع، ومحترم، وحاستهم الذكية، قادرة على فرز الألوان، وتصنيف الأشخاص ورصد المواقف.
* ويدركون الآن - وإن تأخر الوقت قليلاً – أنه لا الهروب، ولا الإقامة الجبرية، قادرة أن تحل مشاكلنا، وتصفي خلافاتنا.
آخر السطور:
للشاعر محمد حسين هيثم
القطار الذي يعبر الآن
كم سوف يجرحنا الوقت عبر انحناءاتهِ
كم سنحلمُ
كم سوف نهرمُ
كم سوف نحزمُ كل حقائبنا
للهبوط الأخير
والقطار يسيرْ
تمت طباعة الخبر في: السبت, 28-ديسمبر-2024 الساعة: 10:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-35507.htm