الجمعة, 20-مارس-2015
صنعاء نيوز - 

أربعة أعوام مضت ولا يزال الغموض يكتنف ملابسات عدة تحف بجريمة الثامن عشر من مارس عام ألفين وأحد عشر،ما عُرف باسم "جمعة الكرامة"، بينما هي كانت وستظل "جمعة خيانة" صنعاء نيوز/إبراهيم الحكيم -


أربعة أعوام مضت ولا يزال الغموض يكتنف ملابسات عدة تحف بجريمة الثامن عشر من مارس عام ألفين وأحد عشر،ما عُرف باسم "جمعة الكرامة"، بينما هي كانت وستظل "جمعة خيانة" بامتياز لسيادة الشعب وحرمة دماء أفراده وأموالهم وأرواحهم وعيشهم بأمان وكرامة وعدالة اجتماعية.
تبرز خيوط الخيانة من ملابسات عدة للجريمة النكراء بدءا من أسبابها أو ذريعتها التي بدت مفتعلة، مروراً بشواهد دراية أطراف قائمة على الساحة بها مسبقاً، وإعدادات مسبقة لنقل وقائعها، وصولاً إلى ما صاحب مجرياتها وتوظيفاتها، وغير ذلك مما يبعث على الريبة ويستدعي إعادة التأمل، على طريق معرفة حقيقة هوية الجناة والمستفيدين من الجريمة.
رغم كل شيء حدث، لا شيء من كل ما قيل قد ثبت فعليا أو تأكد يقينا.. ملابسات عدة لجريمة الثامن عشر من مارس ألفين وأحد عشر، لا تزال غامضة، وبقدر ما تبعث على الريبة والتشكك بقدر ما تستدعي إعادة التأمل والتدقيق، بعد تجاوز هول وقع الصدمة.
اثنان وخمسون متظاهراً وماراً يمنياً بحسب لجنة ساحة الاعتصام، استبيحت أرواحهم وأزهقت غدراً وعدواناً، في مثل هذا اليوم، فيما جرح نحو مائتين، سفكت دماؤهم برصاصات متوحشة وغادرة، فيما عرفت بجمعة الإنذار قبل أن تسمى جمعة الكرامة.
كان يوماً دامياً، بشعاً ووحشياً، اُنتهكت فيه حرمة أرواح ودماء يمنية، بدأ مع حث مسبق للمعتصمين على طلب الشهادة بزعم اشتمام ريح الجنة، وتحريضهم على هدم جدار بناها أهالي الجامعة بدعوى منع امتداد مخيمات الاعتصام إلى أحيائهم ومنازلهم ومتاجرهم.
بدا أن الجدار مجرد ذريعة لإشعال ثقاب الالتهاب بسفك دماء الشباب، ورغم أن الجدار لا ينتهك حقاً للمعتصمين يبرر مهاجمته والإصرار على إحراقه وهدمه، الا انه كان إيذانا لوقوع أبشع مذبحة في ظروف لا تزال غامضة وملابسات مبهمة تبعث على الريبة.
أولى هذه الملابسات أن النظام السياسي المتهم منذ الوهلة الأولى للجريمة وقبل انتهاء وقائعها، لم يكن بالنظر لما كان يمر به، مستفيدا منها، بقدر ما كانت تخدم خصومه وتعزز حملة مستمية ترفع هدف إسقاطه وتسعى لتأليب الشارع المحلي والخارجي ضده.
أما ثاني الملابسات المريبة أن الجريمة لم تبد مفاجئة للقائمين على ساحة الاعتصام، بقدر ما تظهر دراية خطيب صلاة الجمعة في الساحة بأن ثمة معتصمين سيصعدون إلى الجنة باجتياحهم الجدار الذي حرضهم في خطبته على هدمه بزعم "اشتمامه ريح الجنة على الجدار"، وأن "الله قد نظر إليكم واختار منكم من سيصعد الى جواره" حد ما يتذكره المصلون في الساحة من خطبته!!.
بدا أن الهجوم دبر في ليل وأعد له جيداً، يظهر ذلك في الاستعداد المسبق لكاميرات قناة الجزيرة المجاهرة بموقفها المحرض ضد النظام وعلى الفتنة في اليمن، وبثها منذ الظهيرة شعاراً "كلما زدنا شهيداً"، ثم نقلها وقائع الجريمة على الهواء مباشرة منذ بدايتها ومن أكثر من موقع في آن واحد!!.
ومع أن كاميرات القناة نفسها ركزت على تصوير تساقط الضحايا وإسعافهم، ومن دون تصوير مصدر إطلاق الرصاص على المتظاهرين؛ إلا أن اللافت كان توجيهها الاتهامات قبل انتهاء وقائع الجريمة، لنظام سياسي كان يستطيع بنظر مراقبين منعها وغيرها من تصوير جريمة بهذا الحجم من البشاعة، بل مجزرة عامة!!.
كذلك بدا غريباً منع سيارات إسعاف الهلال الأحمر اليمني والمستشفيات العامة من الدخول للساحة ونقل الجرحى، وحصر الأمر على ما عُرف بالهلال الأخضر ومستشفيات بعينها لا تخفي انتماءها السياسي لأطراف رئيسة وضالعة في الأزمة ومستفيدة من الجريمة.
بدا مريباً أيضاً تعتيم تنظيمية ساحة الاعتصام على مواقع تعرض ضحايا الجريمة للطلقات النارية، وتحفظها على جثثهم لدى تلك المستشفيات، وإعاقة التحقيقات الجنائية وتعمدها دفن الجثث من دون استكمال الإجراءات القانونية بما فيها إخضاعها لفحص الطب الشرعي!!.
ولا يزال أكثر ما يبعث الريبة من ملابسات الجريمة، تكتم تنظيمية الساحة على أسماء وصفات وأسلحة تسعة عشر من الجناة ضبطتهم ولم تسلمهم لأجهزة الأمن حتى بعد نزول النائب العام للساحة، ولا حتى سلمتهم لكاميرات قناة "البث المباشر للجريمة"، لتعميد إدانة النظام السياسي الذي تتهمه بارتكاب الجريمة!!.
يضاف إلى ذلك إخفاء محاضر وتسجيلات فيديو تحقيقات اللجنة القانونية للساحة بعد اغتيال مسؤول اللجنة وسرقتها من منزل، وقبل ذلك اقتحام مبنى مكتب النائب العام ونهب ما كان قد تأتى له من استدلالات وتحريات بشأن الجريمة وفي حدود ما سمحت تنظيمية الساحة لفرق محققي النيابة من الاطلاع عليه والوصول إليه!!.
ومع أن ما سلف وغيره الكثير من ملابسات تبعث على الريبة، لا يعني التقليل من جسامة الجريمة ووحشيتها؛ إلا أن بقاءها مبهمة يعني استمرار إنفاذ المؤامرة باتخاذ الجريمة أداة ابتزاز واستثمار سياسي، وإعاقة الكشف عن حقيقة هوية مخططي الجريمة ومنفذيها، وتبعا عرقلة إنفاذ العدالة المنشودة من الجميع في هذه الجريمة وجريمة تفجير مسجد دار الرئاسة وميدان السبعين والتي يعكس اخفاء الحقائق بشأنها أن مخططيها ومنفذيها هم أنفسهم ولا يزالون طلقاء في غيهم يعمهون وإرهابهم يتمادون!!.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-35510.htm