الثلاثاء, 06-يوليو-2010
علاء الريماوي -



لم يفلح السيد غسان الخطيب التغطية على كم التقارير الصحفية الكاشفة عن فحوى لقاء الأمس بين السيد سلام فياض والوزير الإسرائيلي المجرم باراك والتي كشفت عن مسارات ثلاث تناولها اللقاء وهي محادثات السلام ، غزة والحصار ، أوضاع الضفة الغربية .
اللقاءات الفلسطينية مع وزراء إسرائيل والتنسيق معها بل وتبادل الزيارات الشخصية في المناسبات وغيرها لم تعد مجهولاً يتطلب التحليل والاستقراء وتسليط الضوء عليها .
الجديد هو التوقيت الذي احتاجته إسرائيل للقاء والذي يجيء في اللحظة التي تحط به طائرة نتنياهو على أرض الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً قبل 17 ساعة من اجتماعه (التاريخي) مع أوباما .
الصورة هذه لم تكن معزولة عن تأجيل نظر اللجنة اللوائية في بناء 60 وحدة سكنية في المدينة المقدسة ليضيف نتنياهو لجعبة زيارته الانتهاء من تحديد الصيغة النهائية لقائمة البضائع التي ستمنع إسرائيل دخولها للقطاع والتي جاءت متزامنة مع زيارات مكثفة للجانب المصري لمناقشة السبل الكفيلة لمعالجة الأزمة الغزية القائمة ، مع التسجيل في رصيده لقاء مع تركيا لحل أزمة الأسطول من خلال الوزير بن إلي عيزر .
في فهمنا لمسلمات السياسية و في أهم أركانها يجري دوما التأكيد على إدارة الأزمة وتوظيف مجريات الحراك الدبلوماسي بما يتناسب مع القدرة على تحقيق المصالح العليا سواء كانت الآنية أو الإستراتيجية .
في حديثنا عن اللقاء وتوقيته من الناحية السياسية والذي أيضا يترافق مع إعلان إسرائيل بناء أكثر من 2700 وحدة استيطانية في الضفة الغربية استقبالا لـ 27 أيلول
الموعد المفترض لنهاية وعد التجميد الاستيطاني في الضفة الغربية والذي بلا شك سيعطي انطباعا مهما من أن الكيان الرسمي الفلسطيني يعيش حالة تناقض البرامج والتوجهات مما يتيح التصديق لمقولة الرئيس الجديد القادم من خلال البرنامج السياسي الجديد القائم .
هذا الحديث وإن ظلت تنفيه أقطاب السلطة فإنه يفتح النقاش حول الرؤية الفلسطينية وخيارات المستقبل والفريق الذي يشرف على كل هذا الإيقاع والذي ظل محل اتهام المعارضة بالفشل والعجز واضمحلال الرؤيا .
هذا الحديث يصدق تماما حين يأتي في ظل المجريات على الأرض وما يشاع في الصحافة عن التسليم بالرواية الإسرائيلية حول حائط البراق ومن ثم اللاجئين وغيرها من الملفات السياسية المهمة والتي تحتاج إلى إجماع وطني قبل تقديم تصورات خطرة للإسرائيلي الذي يرفض الحديث عن الحواجز في الضفة الغربية .
نتنياهو سيقدم حراكه من تركيا إلى فياض على انه منهجية واقعية لإدارة حكيمة نحو السلام وسيتمسك بتصريح لأحد المسئولين الكبار في البيت الأبيض كما وصفته الصحف العبرية أمس والذي رفض الكشف عن اسمه لهآرتس قائلا "بانه من أجل الوصول إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين مطلوب وقت إضافي".
الوقت الإضافي هذا سيكون من خلال طلب البيت الأبيض تمديد التجميد حتى نهاية كانون الأول على الأقل والذي سيكون ضمن صفقة القبول بالمفاوضات المباشرة التي ستقبلها السلطة ولو بعد حين .
المعضلة التي تعيشها السلطة الفلسطينية والتي تدرك ما يدركه أبو الغيط أن ما يقوم به ميتشل من جولات وزيارات للمنطقة التي زادت عن العشرين ، تحتاج إلى عقد من الزمان حتى ترى نتائجها على الأرض وهذا بالطبع لن يتوفر في نظام الدول التي تحكمها مبادئ الديمقراطية وتداول السلطة .
هذه المعضلة التي أدركتها أمريكا والتي تحدث عنها ميتشل نفسه من خلال حديثه عن وضعه النفسي من خلال درجة الإحباط التي وصل إليها الأسبوع الماضي والذي نصحناه في مقال سابق الاستقالة جعلت الثقل اليوم للملف النووي الإيراني ووحل أفغانستان الذي ينذر بهلاك أوباما وحزبه في الانتخابات القادمة على شكل كبير ومتسارع .
هذا بالضبط الذي ما يريده نتنياهو الذي نجح للآن تخطي الأزمات من خلال تلويحه بالقدرة على عمل ما تجاه إيران مع ضمانه فاعلية اللوبي الإسرائيلي في أمريكا في ما يخص الملف الفلسطيني والذي سيكون الملف الأسهل في أجندة الزيارة الحالية .
في خلاصة حديثنا نجمل القول عن لقاء باراك بأنه كان الجائزة المناسبة من نتنياهو إلى أوباما التي ستحظى بتغطيه إعلامية واسعة في الغرب إلى جانب الإدعاء بتخفيف الحصار عن غزة ومنع بناء 60 وحدة استيطانية في القدس
.
المحصلة هذه يجب لها تسليط الضوء على الآلية التي يدار بها مونديال السياسة في وطني والتي معها يجب فتح النقاش العريض حول المرجعية التي يحق لها استخدام البطاقة الصفراء أو الحمراء حين الضرورة وخاصة أننا مقبلون على الدور النهائي بحسب اعتقاد البعض من خلال رؤية أمريكية للسلام متوقعه.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 05:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-3556.htm