صنعاء نيوز -
أعلن الحزب الاشتراكي اليمني أمس الاثنين رفضه لكل دعوات الحرب من أي طرف كان وبأي مسمى لتبريرها.
واعتبر الحزب في بيان له أن تعبئة المجتمع بمشاعر الكراهية العقائدية والجهوية وغيرها من المسميات الممقوتة جريمة كبرى بحق الوطن والمواطنين، تعمق الانقسام الاجتماعي والوطني.
وجدد الاشتراكي في اجتماع استثنائي مشترك لأمانته العامة ومكتبه السياسي وعدد من أعضاء لجنته المركزية إدانته لهذه الدعوات والاحتشاد للحرب.
وحذر البيان من المخاطر المترتبة على إعادة الوطن إلى مربع العنف والاقتتال والزج به إلى مآلات كارثية تقضي على كل ما تحقق طوال سنوات عبر الحوار منذ انطلاق ثورة الشباب في فبراير 2011.
«نص البيان»
وقفت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني في اجتماع استثنائي مشترك مع المكتب السياسي وأعضاء اللجنة المركزية للحزب في أمانة العاصمة أمام الوضع الراهن في البلد، وما يتسم به من ظرف بالغ التعقيد يتمثل بسيطرة أجواء الحرب على كل أجزاء البلد، وبالأخص التحشيد لعدوان على الجنوب من قبل مراكز قوى مسلحة، في إمعان منها على إعادة الوطن إلى مربع العنف والاقتتال والزج به إلى مآلات كارثية تقضي على كل ما تحقق طوال سنوات عبر الحوار منذ انطلاق ثورة الشباب في فبراير 2011.
استعرض رئيس اللجنة المركزية للحزب يحيى منصور أبو أصبع امام الاجتماع مستجدات الحوار والاتصالات التي تجري بين الحزب وبعض القوى السياسية مستعرضا الوضع المقلق جراء التصاعد في التحركات العسكرية.
وجدد الاجتماع التمسك المبدئي للحزب الرافض للحرب، والتحذير من نتائجها الكارثية على البلد.
واكد الاجتماع على الآتي:
إن الحزب يرفض ويدين كل الدعوات والتوجهات نحو الحرب، من أي طرف كان وبأي مسمى لتبريرها، ويعتبر تعبئة المجتمع بمشاعر الكراهية العقائدية والجهوية وغيرها من المسميات الممقوتة جريمة كبرى بحق الوطن والمواطنين، تعمق الانقسام الاجتماعي والوطني.
إن شن حرب عدوانية جديدة ضد الجنوب وبيئته السياسية والاجتماعية ستنطوي على عواقب لا يخال الذاهبون إلى الحرب مداها وفداحتها، ولن تشبه عواقب أي حرب سابقة من الحروب التي شنها تحالف الحرب والتقويض في صنعاء, وذلك بما ستفضي إليه من استعار صراع عنيف على أسس مذهبية وطائفية وجهوية وقبلية ستقود إلى تفكك الكيان الوطني وبعثرة جغرافيته القائمة وانهيار الدولة وتفسخ المجتمع السياسي في اليمن بكامله.
كما أن شن الحرب على الجنوب الذي لازال فيه الجنوب واقع ويعاني من حرب صيف عام 1994 واستمرار نهجها في الوقت الذي تتمسك فيه القوى السياسية بمخرجات الحوار الوطني كمرجعية للحل بما تشتمل عليه من تقييم لجذور ومحتوى القضية الجنوبية وضمانات الحلول فإن اعلان الحرب عليه بدلا من الذهاب الى معالجة أثار الماضي لا يعني سوى صب الزيت على النار وإلحاق ضرر بالغ بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.
الحزب الاشتراكي يحمل الاطراف التي تحشد للحرب المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية عن النتائج المترتبة عن شحن النفوس بالكراهية وحشد قوى مسلحة يسيطرون عليها لتفجير حرب في كل البلد، وشن عدوان بغيض على الجنوب، فالحرب تحت أي مسمى لن تؤدي إلا إلى تمزيق الوطن والزج بالمواطنين في صراعات مسلحة لا نهاية لها.
يؤكد الحزب على عدم استخدام القوات المسلحة والأمن في صراعات مسلحة وغير وطنية تحت أي مسمى، ويحمل مراكز القوى المسيطرة على أجزاء من الجيش والأمن مسئولية تفكيك هاتين المؤسستين والزج بها في أتون اقتتال لتحقيق أهداف ذات طابع فئوي يوسع من حجم التفكك والانهيار للبلد.
يجدد الاشتراكي تأييده للحوار وتمسكه به ويدعم استمراره للوصول إلى حل سياسي توافقي، يستوعب جميع الأطراف الوطنية في إدارة مهام المرحلة الانتقالية, طبقاً لمرجعيات الحوار المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومقررات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة، وقرارات مجلس الأمن بشأن اليمن، للوصول إلى الدولة الوطنية المنشودة التي اندلعت ثورة الشباب في فبراير 2011 من أجل تحقيقها.
وفي هذا السياق يدعو الحزب المجتمع الدولي والإقليمي إلى الاضطلاع بدور أكثر فاعلية وحزماً لمنع الحرب ومساعدة اليمن على الاستقرار، واستعادة الحوار الكفيل وحده بالخروج بالبلد إلى بر الأمان.
ويدعو الاشتراكي أعضاءه وأنصاره وكل المواطنين مع المنظمات المدنية والائتلافات والملتقيات الأهلية وكل دعاة الدولة المدنية إلى التعبير عن رفضهم للحرب بالمظاهرات والاعتصامات وسائر الأنشطة الاحتجاجية السلمية الرامية إلى لجم خيار الحرب. وفي هذا الإطار يحيى الحزب بتقدير عال الجماهير المحتجة سلمياً في تعز وبقية المحافظات رفضاً للحرب والهيمنة المتسلحة بالقوة العارية، ويدعو أعضاءه في كل المحافظات إلى الالتحام بالمحتجين السلميين ومؤازرتهم، تأكيدا لموقف الحزب الرافض للحروب والاقتتال، وتأكيدا على انتصار الاحتجاجات السلمية على كل دعوات الاقتتال وتمزيق البلد، ويدين في الوقت ذاته كل أساليب وممارسات القمع التي تستخدم ضد المتظاهرين.
يدين الحزب الاشتراكي اليمني الاغتيالات السياسية التي تستهدف السياسيين والعسكريين والكتاب والصحفيين، كما يدين الانتهاكات التي تتعرض لها وسائل الإعلام وحرية الرأي والتعبير، مؤكدا أن حرية الرأي والتعبير حق لا يمكن القبول بانتهاكه أو الانتقاص منه بأي حال من الأحوال.
يدين الحزب الهجمات الإرهابية الوحشية التي ضربت مسجدي بدر والحشوش في صنعاء وأودت بحياة عشرات الضحايا الأبرياء، وتسببت في إصابة مئات آخرين، وكذا قتل قرابة 20 جندياً في مدينة الحوطة في أبشع تجسيد لما يمثله الإرهاب من تشوه وجداني وانحراف عقائدي وتوحش إجرامي لا حدود له.
وإذ يدين الحزب هذه الفظائع، يتقدم بعميق المواساة لعائلات الضحايا راجياً لها الصبر والسلوى. وفي هذا السياق، يجدد الحزب التذكير بموقفه الثابت بأن الحرب على الإرهاب تتطلب استراتيجية وطنية شاملة، تنفذها الدولة الوطنية باشتراك المجتمع ولا ينبغي تجييرها لأي أغراض فئوية أو اتخاذها ذريعة لشن حروب توسعية، تزيد في إذكاء سعار الإرهاب.
دام اليمن حراً سعيداً
عاش السلام والحرية
صادر عن الاجتماع الاستثنائي المشترك للأمانة للحزب الاشتراكي اليمني ومكتبه السياسي وأعضاء في لجنته المركزية |