صنعاء نيوز - 

ما وراء الأكمة!!
السعادة . . .

الثلاثاء, 24-مارس-2015
صنعاء نيوز/استاذ/عباس الديلمي -


ما وراء الأكمة!!
السعادة . . .
بالحق, نعرفهم !!
الإعلاميون يقتلون أيضاً يا «خالد»
الغيرة على البنات
ألم تستعجل يا صاحب المعالي ؟
أبناء الزواج السياحي
مشكلتنا مع النباح..وهل تتعظ الكلاب؟
سقطرى.. والوزيرتان وجامعة الإيمان
الشعوب لا تنسى ولا تجحد !!
بحث

المقالات
الكتاب والمحررين

عدن .. عدن ..
بقلم/ استاذ/عباس الديلمي
نشر منذ: أسبوع و 5 أيام و 9 ساعات
الخميس 12 مارس - آذار 2015 09:34 ص
بوضع الاستعمار البريطاني يده على جنوب وشرق اليمن، وتقسيمه الى اثنتين وعشرين سلطنة ومشيخة وامارة لها حدودها وفواصلها الجغرافية السياسية وضع كل تلك الفواصل مجتمعة بين شماله وجنوبه، ولهذا كانت مدينة عدن عند عامة الناس هي المكان البعيد جداً، وكأنها ليست آخر نقطة يابسة في جنوب الوطن العربي بل والعالم أيضا والمكان الذي تنتهي فيه طريق الذاهب إليها ولا يجد أمامه غير البحر.

اما بالنسبة للساسة فهي المكان الذي يتم الهروب إليه لممارسة ضغط أو التعبير عن عدم رضا أو المجاهرة بالمعارضة والرفض، كان عامة الناس والبسطاء- وفقاً لذلك المفهوم- يهددون بالهروب الى عدن كوسيلة ضغط وهذا ما نجده في الغناوي والأغاني الشعبية، منذ ما يزيد على قرن من الزمن ابتداءً بغنوية تلك الفتاة التي كان والدها يرفض زواجها ويصد خطابها لغرض في نفسه، حيث قالت:

«والله العظيم لو ما تزوجوني لاهرب عدن وانتوا تدوروني

وانتهاءً بغنوية من أحس بالعرقلة والإحباط، فهدد قائلاً:

« والله العظيم يا من تعرقلوني لا هرب عدن وانتو تدوروني.

أما الهجرة أو النزوح أو الهروب السياسي الى عدن فقد تجسد بصورة كاملة من خلال هروب الكثير من الساسة والأدباء الى عدن ابان حكم الإمام يحيى حميد الدين مثل الأساتذة: أحمد الشامي- أحمد محمد لقمان- زيد الموشكي- الشيخ الحكيمي- ومحمد محمود الزبيري- والشيخ عبدالله أبو رأس- مطيع دماج- العزي السنيدار- عبدالله عبدالوهاب نعمان، والشاعر الشعبي الشيخ محمد صالح جميزة، وغيرهم ممن كان لذلك النزوح متاعبه ومعاناته ومشاقه عليهم، كما عبر عن ذلك الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) في غنائيته الجميلة: (عدن عدن) بقوله:

عدن عدن، فيها الهوى ملون لكن لمن؟ّ!

اسلو بها أو اشتكي واحزن لاشتد لي فيها وتر ولا رن

وكما عبر الشاعر الشعبي عن ذلك وحنينه الى مسقط الرأس بقوله:

«ما قولي أجلس من (النادي) الى (البُهره)

والبحر تحتى ومن فوقي جبل (شمسان)

كانت عدن بعيدة جداً لمختلف وسائل المواصلات حينها كما توثق لنا تلك الغنائية القائلة:

عدن، عدن، ياليت عدن مسير يوم شاسير به ليلة ما شارقد النوم»

أو لعوامل سياسية كما كان الحال قبل الـ22 من مايو 1990م حيث كانت وجه الطائر الذي يريد الانطلاق من قمة الجبل، الى فضاء البحر، والعكس صحيح لمن تكون وجهته صنعاء – وهذا ما جعل احد الزملاء الأدباء يمزح معي بعد إعلان الوحدة اليمنية بقوله: «ومن اليوم إلى أين الهروب؟! كان المرء منا يضيق في صنعاء فيهرب إلى عدن والعكس».. فقلت له بالوحدة اكتمل الوطن الذي لا هروب منه وتوفر المناخ الملائم لمعالجة الأخطاء والنهوض به بالديمقراطية والحقوق والسيادة. فقال لي: « الم تفكر بالنزوح الى عدن قبل فترة زمنية؟ فأجبته: نعم.. وقد عبر عن ذلك بغنائية أعجبت بها في ما بعد الفنانة اللبنانية هيام يونس وطلبت أن تغنيها مع الفنان نصر دحمان على ساحل أبين وتم لها ذلك.. وقد جاء في تلك الغنائية:

في قلبي شجن كيف أكتمه أو اخبيه

والظبي الاغن في ساحل (أبين) يربيه

ذاك الزين من قد فاق عن كل تشبيه

في كل اليمن قد طاف قلبي يلبيه

* اشارة الى سوق البهرة في عدن،
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-35653.htm