السبت, 09-مايو-2015
صنعاء نيوز - 
فئة من الساسة وادعيائها احترفت التشدق بالديمقراطية والتغني بالمدنية والمواطنة وحقوق الإنسان, لكنها في الوقت ذاته, صنعاء نيوز/بقلم / عبدالله الدهمشي -

فئة من الساسة وادعيائها احترفت التشدق بالديمقراطية والتغني بالمدنية والمواطنة وحقوق الإنسان, لكنها في الوقت ذاته, تنكرت لكل ما تحدثت به, أنكرت كل ما حدثت عنه, حتى لكأنها الشيء ونقيضه في آن.
تظهر زيف ادعاءات هذه الفئة في الصراعات السياسية عندما تظهر حقيقتها الإلغائية والاقصائية بأوضح ما تكون عليها عدائية نحو الآخر المختلف, والخصم المنازع لها في ولاية السلطة وإدارتها, إذ لا يتورع هؤلاء المدنيون حتى النخاع والديمقراطيون بلا حدود من تكفير الخصوم وتخوين المختلف وتجريم الآخر الوطني والسياسي.
ومنذ أحداث ما سمي بالربيع العربي في الأقطار التي نكبت بمثل هؤلاء لم تكن سلطات الحكم وحدها هي الميدان الذي كشف الاستبداد الديمقراطي في المعارضات العربية, بل وبين قوى الانتفاضة ضد هذه السلطات حيث تجير الاحتجاج الشعبي السلمي لصالح قوى التسلط الصاعدة على الدماء والأشلاء, وعلى الزيف الديمقراطي في الخطاب والوعود.
تتخذ هذه الفئة من فساد وتسلط الحكام ذريعة لتمرير زيفها الديمقراطي بحجة ضرورة البطش بقوى التسلط وإزاحتها كخصم, دون مراعاة لما يتطلبه التغيير من تحول في المناخات الاستبدادية نحو قبول بالمختلف وتأسيس للتعدد والتنافس دون إقصاء أو إلغاء.
ولئن كان معلوماً في ذروة الاهتياج الجماهيري ضد السلطات الحاكمة, الذهاب بالخطاب نحو التعبئة والحشد, فإن هذه التوجه قد تم توظيفه إعلامياً لصالح إقصائية منغلقة على أحادية الملك, مولتها ورعتها بالتنافس الزائف أنظمة الملك المطلق في السعودية وقطر, وبغطاء ديني يبرر العدوان الأطلسي على ليبيا بالأصالة, ثم بالوكالة الخليجية على اليمن.
وتحت مبرر التخلص من نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح حدث في اليمن طيش صبياني تلاعب بالتسوية السلمية تحت خطاب شيطنة صالح من قبل ذات الشياطين الذين خدموه خلال ثلاث وثلاثين عاماً, ثم انقلبوا عليه وحده محتفظين بكل الشيطنة التي كانت لهم في عهده مع طمع في المزيد.
اليوم, يؤجج هؤلاء الزائفون مشاعر الكراهية والأحقاد بين اليمنيين تحت نفس المزاعم التي وجهت للرئيس السابق, وشملته مؤخراً مع جماعة أنصار الله, ليحترق اليمن في أحقاد الداخل وعدوان الخارج, ولا بأس هنا أن نطالب جماعة أنصار الله بالتخفيف إن لم يكن الامتناع عن حدة وشدة الخطاب الإعلامي الموجه ضد مسمى التكفيريين, من باب إتاحة الفرصة لجميع القوى المتصارعة في أن تتصالح مع نفسها أولاً, ثم فيما بينها, عل فرصة للسلام تولد بين الحرائق وكل هذا الظلام.

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-36660.htm