صنعاء نيوز - كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً حول الأبراج التي تبنيه المملكة العربية السعودية في مكة، بعنوان: "لاس فيغاس" في مكة.. الدولة الوهابية تدمر كل ما تبقى من آثار النبي وأصحابه".

الأربعاء, 27-مايو-2015
صنعاء نيوز - فارس سعيد: -
"لاس فيغاس" في مكة.. الدولة الوهابية تدمر كل ما تبقى من آثار النبي وأصحابه (ترجمة)




كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً حول الأبراج التي تبنيه المملكة العربية السعودية في مكة، بعنوان: "لاس فيغاس" في مكة.. الدولة الوهابية تدمر كل ما تبقى من آثار النبي وأصحابه".

وقالت الصحيفة، إن 4 من مهابط طائرات الهليكوبتر تتكتل حول واحدة من أكبر القباب في العالم، كما لو كانت أطباقاً جانبية في انتظار الكشف عن الطبق الرئيس الضخم، الذي سيرتفع 45 طابقاً في السماء فوق صحراء مكة المكرمة. عند افتتاحها عام 2017، ستكون أبراج "قدي" تحفة ملكية تتوج المدينة الملكية وأكبر فندق في العالم.

ووفقاً للصحيفة، ستحتوي "أبراج قدي" على 10 آلاف غرفة للنوم و70 مطعماً ومحطة للحافلات ومركز للتسوق والمؤتمرات، بالإضافة إلى 5 طوابق مخصصة للعائلة الملكية السعودية، مدينة كاملة من فئة الخمس نجوم الفاخرة بتكلفة تتخطى 2.3 مليار جنيه إسترليني. ستلبي المدينة الفاخرة التوقعات العالية على نحو متزايد للحجاج الأثرياء من دول الخليج.

وعلقت "الغارديان" على ذلك بقولها: قائمة الجرائم بحق التراث لا تنتهي مدفوعة بقيادة الدولة التي دعمت الوهابية، وهي التفسير المتشدد للإسلام الذي يرى أن المواقع التاريخية تشجع على الوثنية الخاطئة، وهو ذات المعتقد الذي يقود الآن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لتدمير الآثار في سوريا والعراق.

وقالت، يلوح في أفق المسجد الحرام الآن ثاني أطول مبنى في العالم، أبراج آل البيت- برج الساعة، الذي يحتضن آلاف الغرف الفندقية الفاخرة، حيث يمكن للأسعار أن تتخطى 4000 جنيه إسترليني لقضاء ليلة واحدة بأحد الأجنحة التي توفر رؤية أفضل للكعبة المشرفة والحجر الأسود. يرتفع الفندق 600 متر عن سطح الأرض. موقع الفندق بالأساس كان قلعة عثمانية تم هدمها لأغراض التنمية جنباً إلى جنب مع التل الذي كان يحتضن القلعة.

وأضافت: "في الوقت نفسه، فإن أي شيء في مكة المكرمة والمدينة المنورة له صلة بالنبي يمكن أن يكون في مرمى الجرافة". وتابعت "بيت خديجة، زوجته الأولى، تم سحقه لإفساح المجال أمام المراحيض العامة. بيت صاحبه أبي بكر الصديق، هو الآن موقع فندق هيلتون. منزل حفيده تم دكه لإفساح الطريق لقصر الملك. على بعد لحظات قليلة من هذه المواقع، يوجد الآن متجر باريس هيلتون".

من جانبه، عرفان العلاوي، مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي وهي مؤسسة تناضل من أجل إنقاذ ما تبقى من التراث في المدن المقدسة في المملكة العربية السعودية ومقرها بالمملكة المتحدة، علق على هذا المشروع بقوله: "إن المدينة تتحول إلى "مكة - هتان". تمت إزاحة كل شيء بعيداً لإفساح الطريق لمسيرة لا تتوقف من الفنادق الفاخرة التي تدمر قدسية المكان".

وأضاف علاوي: "إن مكة تشهد أيامها الأخيرة، يُفترض بالحج أن يكون تجربة روحانية بسيطة، لكنه يتحول الآن إلى شيء يشبه "لاس فيغاس"، وهو ما لا يستطيع كافة الحجاج تحمله".

ويقع الفندق، الذي سيتم بناؤه على طراز "قلاع الصحراء" في منطقة منافيا، فقط على بعد ميل إلى الجنوب من المسجد الحرام، ومن المقرر أن يتم تمويل المشروع من قبل وزارة المالية السعودية، في حين تتولى مجموعة دار الهندسة عملية التصميمات، وهي مجموعة البناء العالمية التي تولت إنشاء التصميمات لعدد من المشروعات العملاقة بداية من بعض المدن في كازاخستان وحتى المطارات في دبي.

تستقبل مكة المكرمة حوالي 2 مليون حاج لأداء فريضة الحج كل عام، ولكن خلال الفترة المتبقية من السنة يتخطى هذا الرقم حاجز 20 مليون زائر للمدينة، التي أصبحت مكاناً معهوداً لحفلات الزفاف والمؤتمرات. تبلغ عائدات السياحة السنوية بمكة المكرمة نحو 6 مليارات جنيه إسترليني.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 04:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-36977.htm