صنعاء نيوز - 
كتبها أوسان الكمالي/الاقتصادي اليمني/    

  
مديرية القطن أحد المديريات التابعة لمحافظة حضرموت والتي تمتلك المكون السياحي والذي يجعلها كأحد أهم وجهات الجذب السياحي التي تميز كثير من المدن والقرى اليمنية, إذ تمتلك القطن ماضياً عريقاً

الجمعة, 16-يوليو-2010
صنعاء نيوز -

كتبها أوسان الكمالي/الاقتصادي اليمني/


مديرية القطن أحد المديريات التابعة لمحافظة حضرموت والتي تمتلك المكون السياحي والذي يجعلها كأحد أهم وجهات الجذب السياحي التي تميز كثير من المدن والقرى اليمنية, إذ تمتلك القطن ماضياً عريقاً يجعل الشخص منا يلامس ماضي اليمن القديم كونها تتمتع بخلفية عريقة تأطر الاصالة اليمنية بكل معانيها والتي لا تزال متمسكة بها كتأكيد لمعنى الاصالة,


وللقطن أيضاً عاداتها وتقاليدها ونمط الحياة الذي لا يختلف كثيراً عن النمط اليمني العام في اطار مكون عام لحياة الانسان اليمني التي تتسم بالبساطة. ولهذا كله أردنا الغوص في مكونات مديرية القطن لنقرب الصورة أكثر.

مدينة القطن
تقع مدينة القطن إلى الغرب من سيئون وتبعد عنها ( 42 كم ) وهي المركز الإداري لمديرية القطن, وتشتهر القطن بإقامة سوق تجاري سنوي يبدأ منتصف شهر جمادي الثاني ويستمر لمدة أسبوع وأرتبط هذا السوق منذ القدم بالزيارة الحولية لقبر العلامة عمر بن عبدالله الهدار . والقطن منطقة زراعية تمتاز بتربتها الخصبة الصالحة للزراعة وهي ملتقى سيول وادي دوعن وعمد ووادي العين إضافة إلى وادي هينن ومنوب وحذية والخبط وسر وسودف . واهم محاصيل القطن الزراعية :- الحبوب ( القمح - الذرة البيضاء ) والسمسم والخضار و الفواكة والتمور والأعلاف ومحاصيل ثانوية كالشمار والحبة السوداء والكمون .


• قبر النبي صالح عليه السلام وقبر الصحابي الجليل كعب بن زهير بن ابي سلمه مزارات هامة للسياحة الدينية
• العمارة الطينية علامة بارزة في مديرية القطن

تسمية "القطن"
تأتي التسمية "القطن" لان البادية تقطنها ( تسكنها ) في فصل الشتاء ولهذا سميت بهذا الأسم.

معالم تاريخية:
يوجد في مديرية القطن الكثير من المعالم التاريخية التي تميزها, إذ يوجد فيها العديد من الأماكن التاريخية منها العجلانية وحورة وهينين وقبر النبي صالح.

العجلانية
تقع العجلانية إلى الجنوب الغربي من مدينة سيئون وسط وادي حضرموت الرئيسي ويطلق عليه في هذا الموضع ( الكسر) وسمي الكسر لأنه يكسر ماء السيول القادمة إليه ويشمل المنطقة الممتدة بين قرية الهجرين والقطن. وهي قرية قديمة الذكر في التاريخ ذكرها الهمداني في القرن الثالث الهجري بأنها إحدى قرى الكسر ، ونتيجة للمعارك العنيفة التي حدثت على مر العصور في منطقة الكسر شيدت في قرية العجلانية قلعة دفاعية في عهد السلطنة الكثيرية الأولى في القرن العاشر الهجري ، يعتقد أن القعيطيين هم الذين دمروها عقب استيلائهم على القرية في القرن الماضي . مباني العجلانية تقليدية وتتخذ الأسلوب المعماري السائد في وادي حضرموت.




حورة
تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة القطن وإلى الجنوب الغربي من مدينة سيئون .ورد ذكرها عند الهمداني في كتابه الإكليل بأنها من حصون حمير، بمعنى أن تاريخ ظهورها كان في فترة ما قبل الإسلام. شهدت هذه المدينة كبقية مدن وقرى الكسر، الكثير من الأحداث التاريخية المتمثلة بالمعارك الحربية أتخذها السلطان الكثيري الشهير بدر بوطويرق مركزًا سياسيًا وعسكريًا في القرن العاشر الهجري، اثناء فترة إخضاعه لدوعن وضمها لأراضي سلطنته التي كانت تتخذ من سيئون حاضرة لها .وأشهر ما خلف فيها السلطان الكثيري حصن مازالت أثاره قائمة إلى اليوم ، ولا يعرف متى تم تهديم هذا الحصن ، وفي القرن العاشر الهجري أقام الشيخ عمر عبدالله باوزير سدًا في الوادي المجاور، ليسقي أشجار النخيل الكثيفة المزروعة في أراضي مدينة حورة .

قبر نبي الله صالح
يقع قبر النبي صالح في شعب ( عسنب ) الذي يقع في وسط وادي سر ، يبعد عن سيئون نحو ( 63كيلو متر ) في الجهة الشمالية الغربية منها .وعن نبي الله صالح نقل بعض الإخباريين أنه بعد أن أهلك الله ثمود جاء إلى أرض حضرموت ، ولما قدم إليها حضره الموت فسميت حضرموت. والقبر مشهور ومعروف في حضرموت يقصده الزوار ، وهو عبارة عن بناء مستطيل طوله 30 قدماً) كقبر النبي هود عليه السلام تقريبًا ، ويقع على سفح جبل في شعب عسنب ، وعليه حائط وحوله خدود ومنازل مبنية من الحجر مطلية بالكلس زاهية منيرة يشعر الزائر حوله بالأنس والروحانية وحوله بئر يستقي منها الزوار والسكان القريبون من هذا الموضع .

قرية هينين
تقع قرية هينين في واد يحمل اسمها ( وادي هينين ) ، وهو وادي كبير يصب في وادي حضرموت الرئيسي من جهة الشمال، وتعتبر واحدة من أشهر قرى ( الكسر ) ، .وذكر في أحد النقوش اليمنية القديمة التي يحتويها المنطقة والموسوم ب 32 الطريق الغربية أن قائد جيش الملك " شعرم اوتر ملك سبأ وذي ريدان " قد دمر مدينة أطلق عليها النقش اسم ( ص و أ ر ن ) وهذه المدينة قد اندثرت ولكن الاسم ( صوأرن ) يطلق اليوم على مسيال (سائلة ماء ) تتفرع من مسيال وادي دوعن.



أطلال قرية العادية
يطلق عليها كاسم على المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام نسبة إلى قوم عاد - ، التي تقع إلى الجنوب من هينين، ثم أنتقل الاسم ليطلق على مسيال ( صوأرن ) ويؤكد ذلك استمرار وجود الاسم منذ القرن الثالث الميلادي إلى اليوم. وكانت أخر معركة عسكرية ضخمة في قرية هينين كقاعدة له.
كما يوجد في القطن عدد من المعالم التاريخية التي اكسبت المديرية رونقها العام منها: الجامع الكبير بالريضه وقباب الهدار الواقعة شرق بلدة الريضه وقبة علي بن صلاح القعيطي 1898-1948م الواقعة بجوار قباب الهدار شرق بلدة الريضه وقصر السلطان علي بن صلاح القعيطي 1898-1948م الواقع في قلب الريضه شرقي الجامع الكبير وحصن المنارة الواقع فوق جبل الريضه وحصن نابت الواقع فوق جبل الفرط وقبر الصحابي الجليل كعب بن زهير بن ابي سلمه الواقع في الناحية الجنوبية للطريق المؤدي إلى صنعاء في منطقة العجلانية وقُبر كعب في هذا الموقع أثناء حروب الردة في الإسلام في عهد الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه.
بالاضافة الى عدد من الحصون والقلاع منها قلعة المصنعة بهين وقلعة حذية وقلعة العجلانية وحصن المنارة فوق مدينة القطن وحصن نابت فوق منطقة الصرط وحصن المداشلة وحصن صلاح أحمد لحمدي وحصن علي بن صلاح القعيطي .
القطن والرحالة
تناول ذكر القطن ومعالمها التاريخية والأثرية عدد من الرحالة العرب والأوروبيين والسياح الأجانب الذين زارو القطن منهم الرحالة الاشهر هاري بريد جرفيلبي المشهور باسم فيلبي 1885-1960م وهو انجليزي الأصل والمنشأ اعتنق الإسلام وسمى نفسه عبدالله والرحالة البريطاني الكولونيل بسكوبن المتوفي 1946م الرحالة الهولندي دانيال فان در مولين 1950م والرحالة البريطانية المؤرخة فريا ستارك ولا زالت القطن قبلة الزوار والرحالة والسياح الى يومنا.

حرف و مهن اهالي القطن وضواحيها
يشتغل اهالي القطن بالعديد من الحرف والمهن والصناعات التي يتقنونها والتي منها البناء, النورة,صناعة الخوص, التجارة, صناعة الجلود, صناعة الذهب والفضة, الصرافة, صناعة الخزف, النجارة, الحدادة, الزراعة والرعي وغيرها من المهن والصناعات التي تميزهم.


العمران في القطن
شهدت القطن نهضة عمرانية منذ بداية السبعينات والطابع العام قديماً وحديثاً للعمارة فيها هو العمارة الطينية وتعتمد على المواد المحلية من الطين والخشب والنورة والاسمنت وبعماله محلية وهنالك العديد من الشواهد الشامخة على هذا اللون من العمران في القطن ومنها:
- قصر السلطان علي بن صلاح القعيطي 1898- 1948م
- حصن المنارة الواقع فوق جبل الريضة ومعالم تاريخية وأثرية أخرى ومساكن السكان.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-3698.htm