صنعاء نيوز - 
تحل مناسبة عيد الفطر على اليمنيين بشكل مختلف كلياً - هذه المرة- عن جميع المرات والأعياد السابقة؛ لم يعهدوا عشية عيد بهذه الملامح الثقيلة، متجهمة وقاسية وحزينة. ثمّة القليل جداً من الفرح ومن الأمل.

الجمعة, 17-يوليو-2015
صنعاء نيوز -

عشية عيدية بمعطيات جنائزية.. اليمن: "عـيـــــد" ينقصه "سعيـــــد"



تحل مناسبة عيد الفطر على اليمنيين بشكل مختلف كلياً - هذه المرة- عن جميع المرات والأعياد السابقة؛ لم يعهدوا عشية عيد بهذه الملامح الثقيلة، متجهمة وقاسية وحزينة. ثمّة القليل جداً من الفرح ومن الأمل... والكثير الكثير من الآلام والمآتم... ومن الصبر.

ملايين اليمنيين يعانون، بصورة متفاقمة، ويدفنون قتلاهم يومياً، وينتظرون حصصاً جديدة من الغارات والقذائف والقصف والتدمير والقتل... ومن القتلى.

ظروف الحرب والاقتتال في غير مدينة ومحافظة في طول وعرض البلاد، ومعظمها ترزح تحت ضربات وقصف الحملة الجوية لتحالف العدوان السعودي في شهره الرابع توالياً، زائداً الحصار المشدد وغير المسبوق الذي خنق إمدادات الدواء والغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية الطارئة، في ظل أرقام مفزعة لملايين البشر الجوعى والمشردين والمحتاجين لأبسط أشكال الدعم والمساعدة الضرورية، بينما تعطلت، بصورة كاملة، الخدمات الصحية في أكثر من نصف المحافظات اليمنية (11 محافظة من أصل 21، بحسب السلطات الصحية)، جميع هذه المعطيات والملامح البسيطة لواقع أكثر وأفدح وأسوأ طارثية مما يُقال، تسبق اليمنيين إلى استقبال عيد فطر - ليمن - "سعيد"!

مساء الخميس، مع إعلان دار الإفتاء بأن الجمعة 17 يوليو /تموز 2015 هو أول أيام عيد الفطر المبارك، كانت الطائرات المقاتلة تحلق في سماء صنعاء وتشن غارات عنيفة في عدن بالتزامن، في حالة من التعبير العملي المكثف عن طبيعة عيد بمعطيات العدوان، انتظم خلاله وتوحد اليمن واليمنيون - شمالاً وجنوباً - دون تمييز.

الأربعاء.. قالت الأمم المتحدة إن اليمنيين يعانون كثيراً، فيما يتصاعد العنف بلا هوادة في بلادهم، حيث شهد هذا الأسبوع بعض أكثر الأيام دموية منذ مارس/ آذار، وهو تاريخ بداية الحرب والعدوان لتحالف عربي تقوده السعودية ضد الجارة الجنوبية اليمن.

أضافت الأمم المتحدة: قد تعرضت المساجد والمدارس والأسواق إلى هجمات، وأجبر حوالى 1.3 مليون شخص على الفرار من منازلهم بحثاً عن السلامة والأمان، فيما قتل أكثر من 3500 شخص، وأصيب 16000 بجراح. وقد أدى كل من الغارات الجوية، والاشتباكات الأرضية، وانخفاض الواردات التجارية، وتضاؤل مخزونات الغذاء والوقود، وانهيار نظم التعليم والصحة، والمياه، وتآكل شبكات الأمان المجتمعية؛ إلى تحويل اليمن إلى كارثة إنسانية.

ويتابع الإعلان الذي أبرزته إذاعة الأمم المتحدة وموقعها: تفيد الأمم المتحدة بأن هناك 21 مليون شخص يحتاجون للمساعدة الإنسانية، أي 80 % من سكان اليمن.

في بيان له، الأربعاء، طافح بالمرارة ومشاعر الخذلان و"خيبة الأمل"، حول الوضع في اليمن، عبر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن اوبرايين عن قلقه العميق بشأن الوضع الإنساني الكارثي في اليمن.

وعبر اوبرايين عن "خيبة أمله" من عدم الالتزام بالوقفة الإنسانية (الهدنة)، وقال: إن ملايين النساء والأطفال والرجال يواجهون عنفاً مرعباً وجوعاً شديداً مع قلة المساعدات الطبية في ظل استمرار القتال والقصف بدون أي مؤشرات على تراجع القتال.

ولم يفته القول كتعويذة أمل في هكذا محيط من المعطيات المتحالفة واليأس: إن ما يحتاجه اليمنيون هو الحل السلمي للصراع. ومؤملاً: في أن يبذل المجتمع الدولي كل ما في وسعه لمساعدة العائلات اليمنية التي تعول عليه.

يصعب الجزم بأن اليمنيين عادوا يعولون كثيراً على الكذبة الجيدة التي تحظى بالتقدير العالمي "المجتمع الدولي"، وإن كان هذا لا ينتقص من حق وبسالة مجهودات إنسانية وأعمال مهمة تنخرط فيها منظمات ووكالات تابعة للأمم المتحدة في خدمة ومساعدة أعداد لا بأس بها من المتضررين والمحتاجين، لكن وكما أكدت الأمم المتحدة الأربعاء: على الرغم من الجهود المبذولة من قبل العاملين في المجال الإنساني، فإن الاحتياجات تتجاوز بكثير قدرة الاستجابة الإنسانية. مشيرة أن النداء الإنساني المخصص لليمن قد تلقى 15 % فقط من أصل 1.6 مليار دولار مطلوبة حتى نهاية عام 2015.

أو بالعودة إلى بيان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن اوبرايين: إن المساعدات الإنسانية لا تكاد تكفي، وهناك حاجة للتمويل لتسريع وتيرة إيصال الإمدادات والخدمات الإنسانية الحرجة بسرعة.

ليست وحدها اليمن من تعاني خيبة أمل أو رجاء في المجتمع الدولي، إذاً، فالأمم المتحدة المنظمة الدولية الأولى المعبرة عن المجتمع الدولي هي الأخرى تقاسم اليمنيين الشعور نفسه والمشاعر المحكومة بخيبة الأمل.

على اليمنيين - على كل حال- أن يتدبروا للعيد وصبيحة يوم العيد فرحة لأطفالهم لن يعدموا إليها سبيلاً. كما أنه عليهم أن يتعايشوا مع حقيقة أن غارات جوية وصواريخ وقنابل أمريكية متوحشة تتربص بمحاولاتهم الى إعطاء يوم العيد بعضاً من ملامح عيد... بدون سعيد.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-37371.htm