صنعاء نيوز - تُثبت الأيام والشواهد كثيرة أن عتاولة مجلس الأمن الدولي مجرد تجار حروب ، وصناع أزمات ، ورجال مافيا ، ومسعري حروب ، وأن المنظمة الدولية للأمم المتحدة التي أنشئت أساساً لحفظ السلم والأمن الدوليين ،

الأربعاء, 19-أغسطس-2015
صنعاء نيوز بقلم / احمد الشاوش -
الأمم المتحدة وصناعة الأزمات!!



تُثبت الأيام والشواهد كثيرة أن عتاولة مجلس الأمن الدولي مجرد تجار حروب ، وصناع أزمات ، ورجال مافيا ، ومسعري حروب ، وأن المنظمة الدولية للأمم المتحدة التي أنشئت أساساً لحفظ السلم والأمن الدوليين ، طبقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي منحته سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء تجعل قراراته ملزمة وفقاً للمادة الرابعة من الميثاق بعد أن قُتل وشرد مئات الملايين إبّان الحربين الأولى والثانية ، والحرب الباردة وماتلاها من حروب ساخنة ، نتيجة لطغيان الدول الكبرى ونزواتها الجامحة وانحرافها السياسي الذي مكنها من التمرد على كل المبادئ الإنسانية والقانونية والأخلاقية والأعراف الدولية التي ضحى من أجلها الملايين وكانوا بمثابة القرابين لقوى الشر من أجل تحقيق التعايش السلمي وإحلال الأمن والاستقرار عالمياً.
وبانحراف الدول " الخمس " الكبرى التي هيمنت منذ اللحظة الأولى للتأسيس على المقاعد الدائمة وفقاً لمعايير القوة وانتصاراتهم التي تحققت في الحرب العالمية الثانية .عن تلك المثل العظيمة وغفلة الشعوب واختلال الموازين ، تحول لاعبوها الى تجار بالمقاولة وأشبه بنوادي القمار ومدمني لعبة الموت والدمار عبر ممارسة البغاء السياسي والابتزاز الإنساني وانصهار الكثير من المنظمات الدولية العاملة في دهاليز حقوق الانسان في " بوتقة " الوحوش الخمسة الذين تفننوا في ممارسة " السحر " بإذكاء الحروب وسلخ الأوطان وتمزيق نسيجها الاجتماعي وعلى وجه الخصوص دول العالم الثالث الغارقة في الصراعات المبرمجة وفي مقدمتها الوطن العربي الذي ما إن طرد الاستعمار من الباب حتى عاد من النافذة مستغلاً خلافات أبنائها وطموحهم غير المشروع إلى السلطة والتسلط.
وبوحشية لا نظير لها مارس " مصاص الدماء " الأمريكي كل الأساليب الجهنمية المدمرة للحياة الإنسانية بابتزازها ورفد الخزينة الأمريكية بالمال السُحت وعَرق الشعوب في محاولة لانعاش الاقتصاد الأمريكي المتعثر بعد أن برزت الكثير من القوى الاقتصادية الصاعدة وفي طليعتها المارد " الصيني" وغيرها ، نتيجة التهاء وحوش واشنطن بالحروب العبثية والمدمرة واخضاع الدول بالحصار كما حدث ويحدث في أفغانستان ، والعراق وايران وسوريا ومصر وليبيا وأخيراً اليمن ، وزادت في غيها بدعم المرتزقة في العالم والتعامل مع المنظمات الإرهابية ذات الطابع العقائدي المفلس من تحت الطاولة سابقاً وفي وضوح الشمس حالياً ، ولتفرده بالقوة والجبروت جعل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجنائية الدولية أشبه بمكاتب مقاولات قذرة تمارس القمع والتسلط والابتزاز ضد كل دولة تحاول الاستقلال بقراراتها الجيوسياسية وثرواتها ومنافذها الاستراتيجية وتتطلع إلى مواكبة العصر التكنولوجي ودخول النادي النووي ، حتى لو أدى الأمر بأمريكا الى التهديد بالبند السابع وتحريك الأساطيل على دول تعاني البطالة وتبحث عن الطعام وسبل التنمية واللحاق وراء العلم .
ويجاريها في هذا الابتزاز كل من بريطانيا والمانيا وفرنسا وروسيا وغيرها من أصحاب القناعات المتلونة والعصى الغليظة .. وما العدوان " السعودي " الحاقد و الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني إلا خير شاهد على مدى الانحطاط والصفقات المشبوهة والرشاوى التي سال لها لعاب تجار البشر والقضية السورية مثال آخر على مدى تقاسم المصالح ونقاط الالتقاء والاختلاف بين مافيا القوى الدولية التي لا تؤمن بصديق ولأعدو وإنما بماتجنيه من مصالح مدعومة بخدمة الدفع المسبق ، في حين ينحاز الكل إلى جانب " إسرائيل" او السكوت عن جرائمها الوحشية ومجازرها وتدميرها للمدن السكنية وتشريد مواطنيها وإقامة المستوطنات وضربها لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية عرض الحائط ، دون تفعيل البند السابع الذي ما أقر الا لتعذيب الدول المستضعفة ، ناهيك عن الانحطاط الأخلاقي لبعض قوى حفظ السلام للأمم المتحدة التي مارست الكثير من جرائم القتل الغير مبرر , والاغتصاب ضد الطفولة في بعض دول افريقيا وآسيا وبؤر التوتر دون عقاب مما سبب إحراجاً كبيراً للمؤسسة الدولية وامينها العام.
وفي سبيل تلك المصالح القذرة يستمر مسلسل الجرائم والابتزاز الرخيص وتستعين الدول الكبرى بآلة الدمار الإعلامية الجامحة لتظليل شعوبها وشعوب العالم بتحريف المعلومة وتزوير الحقائق والتقارير والصرف على ترسانة من المحللين العسكريين والإعلاميين والصحافيين والكتبة المنحطين في التسويق للباطل وغزو وتدمير الأوطان وخلق رأي عام مزيف ، وفقاً لاهوائها ومصالحها المشبوهة التي تثير الأزمات وصناعة المشاكل والدعوة للاقتتال والفوضى وتغذية بؤر التوتر وتفجير الصراعات في سبيل المقامرة السياسية ، ومحاولة تقمص دور " حمائم السلام ".
بعد ان دربت ودعمت المرتزقة والمتمردين على دولهم وقياداتهم بالدعوة لتدويل القضايا الهامشية من أجل إحكام السيطرة على الدول وابتزازها وأيصال مرتزقتها الى كراسي الحكم بأساليب حقيرة عبر الدعوة الى جلسات طارئة واستثنائية واستخدام الفيتو والتهويل في نقاشاتها واجتماعاتها وقراراتها " البيزنطية " ، وإحباطها لبعض القرارات النادرة ضد إسرائيل والتي لم تطبق حتى اللحظة من اجل إذلال وتركيع الشعوب ، حتى غدت المنظمة الدولية مافيا لإدارة وصناعة وتسويق الأزمات وعصابات تُعنى بإعدام البشر والشجر ..
وأخيراً هل تنتصر الشعوب لقضاياها بإعادة تقويم سلوك المنظمة الدولية ووقف إجرامها في حق الشعوب وتعويض خسائر الدول التي تعرضت للعدوان والتآمر من دهاليز مجلس الأمن والزامها بتطبيق القوانين والمواثيق الدولية على الجميع ، مالم فالإشرف لبلدان العالم الثالث والدول الشريفة الانسحاب من هذا العدو القاتل والمافيا المتاجرة بالبشر والشجر والحجر ؟
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-37676.htm