صنعاء نيوز - * أيتام كثر خلفتهم هذه الأوضاع المأساوية التي يمر بها وطننا  , طفل في ربيعه التاسع , غادر طفولته وترك مدرسته إلى أحضان الشوارع والجولات فتارة يبيع المناديل الورقية وتارة الصحف , يحكي لنا عن سبب امتهانه هذه المهنة بالقول : توفي والدي ,

الجمعة, 21-أغسطس-2015
صنعاء نيوز ■ تحقيق / أسماء حيدر البزاز -
العدوان والحصار زاد من حجم المشكلة :
الأيتام .. بين نار الحرمان ومرارة التهميش !!





* أيتام كثر خلفتهم هذه الأوضاع المأساوية التي يمر بها وطننا , طفل في ربيعه التاسع , غادر طفولته وترك مدرسته إلى أحضان الشوارع والجولات فتارة يبيع المناديل الورقية وتارة الصحف , يحكي لنا عن سبب امتهانه هذه المهنة بالقول : توفي والدي , وأنا أكبر أخوتي البالغ عددهم ثلاثة , فبعد أن طردنا عمي (أخو والدي) من المنزل بحجة عجزنا عن دفع إيجار المنزل المقدر بأربعين ألفاً شهريا , وهكذا وجدت نفسي المسئول الأول عن أمي وإخوتي بعد أن تجهم لنا الأقربون وأنكرنا من كانوا لنا بالأمس أولى الناس قرابة وصلة ,,


وبالمقابل كثير من الأطفال الأيتام الذين وجدوا أنفسهم في طابور الفقر والمرض والألم , أطفال أيتام بالجملة أفرزهم الوضع المشحون بالصراعات والحروب والاقتتال والنزوح وزاد من مآسيهم ومعاناتهم , غير أن غياب روح التكافل المنطلقة من دعوة قبل 1400 عام تجر بشرى لكافل اليتيم برفقة خير البرية في الجنة , و من أعظم الأعمال قربة إلى الله !!.
ساء بنا الحال
* طفلة يتيمة أخرى – 12 عاما تشكو هي الأخرى عن واقعها بألم تخفيه حرى دموعها المنهمرة قائلة : توفي والدي بعد أن استقرت رصاصة طائشة في رأسه أردته على التو قتيلا , وما إن توفي والدي حتى تدهور بنا الحال وبدأنا نمد يد السؤال والحاجة , فلا منظمات تدعمنا ولا جمعيات ولا جهات حكومية اللهم بما يجود به علينا أصحاب الخير من مواد غذائية بين موسم وآخر وإلا الناس من حولنا تحجرت قلوبهم ولو فكروا بنا بحسبة أبنائهم لاستشعروا المرارة التي نكابدها برحيل والدنا وحالنا من بعده !!
خير لا ينضب
* وهنا تحدث لنا عدد من العلماء والدعاء بعظمة الإحسان إلى اليتيم , حيث يستهل العلامة مصطفى الريمي حديثه معنا بقوله : لقد فاز وظفر من رعى وتكفل بعناية يتيم في الدنيا والآخرة وفي ذلك يقول المولى عز وجل : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) وقوله عز وجل : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) موضحا : إن الله تعالى جعل الله الإحسان إلى اليتامى قربة من أعظم القربات ونوعا عظيما من البر، فقال ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ويكفينا أيضا بشارة رسولنا الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله بأن كافل اليتيم رفيقه بالجنة " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين " وأشار بالسبابة والوسطى " ومن مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين.
مستطردا قصة الرجل الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسوة قلبه فأوصاه أن يمسح رأس اليتيم , ولهذا حرم الله الاعتداء على الأيتام فقال تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) .
روح العطاء
* الداعية إيمان أحمد ياسين – جامعة القرآن الكريم وعلومه تحدثت من جانبها عن جملة من التداعيات الطيبة لكافل اليتيم في الدنيا والآخرة وإلى الخير الذي يلحق كافل اليتيم في الدنيا والآخرة من رجال الخير والجمعيات والهيئات والمنظمات ومن ذلك أنها تعزز روح التكافل الاجتماعي والإنساني والأخوي بين المسلمين وتعمل على ترقيق القلب وإزالة القسوة عنـــــه وتزكي مال المسلم وتطهره و زيادة في رزق الكافل وفيها حفظ لذرية الكافل وقيام الآخرين بالإحسان إلى أبنائه وما في من إكرام اليتيم دليل على محبة الرسول كونه عاش يتيماً وفيها امتثال لأمره وتكفير الذنوب وستر العيوب والظفر بمحبة الله ورضاه .
كالقائم الذي لا يفتر
* من جانبه يقول العلامة حسين المنتصر : إن كفالة اليتيم تفوق في عظمتها وجزائها أكبر العبادات والاعمال الصالحة حيث يقول صلى الله عليه وآله وسلم " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" ، و"كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم ، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك " . فمن كانت له القدرة و الاستطاعة ، فليبادر إلى كفالة الأيتام ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) .
موضحا : إن كفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته ، فينفق عليه ، ويقوم على تربيته ، وتأديبه حتى يبلغ ؛ لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ ، وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية والعطف والحنان وله من الله عظيم الجزاء في الدنيا والآخرة .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-37707.htm