الإثنين, 26-يوليو-2010
حاوره :طارق أبو إسحاق -


أكد سفير دولة فلسطين بالجزائر محمد الحوراني أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلب بشكل رسمي زيارة الجزائر لتجسيد عمق العلاقات الثنائية التاريخية بين فلسطين والجزائر وإيصالها إلي أعلي المستويات،ومازال ينتظر من الحكومة الجزائرية الموافقة علي طلبه .
وأضاف بأن الجزائر نعتبرها دولة تحتضننا وتقف معنا ونبادلها كل الاحترام وأن السفارة الفلسطينية في الجزائر تعمل على تنشيط وتعميق هذه العلاقة التي تتميز بإمكانية واقعية جدا للوصول بها إلى مستوى أفضل على كافة الأصعدة .
مؤكدا بأنه لدي الفلسطينيين ثوابت لن يفرطوا فيها، داعيا كافة الدول العربية إلى ضرورة العمل التنسيقي الموحد والدائم بينها وإنشاء سياسات فعالة لدعم القدس والقضية الفلسطينية،وعدم ترك فلسطين لوحدها في ظل التحديات الخطيرة والعميقة الي تواجهها .
وأوضح الحوراني بأن الكفاح المسلح غير مغفل لدي السلطة وهو أداة من أدوات الفعل النضالي بالإضافة أدوات نضالية أخري ،حسب ما تمليه مصلحة الفلسطينيين من تقديم أو تأخير بعض وسائل النضال.
وجاء ذلك خلال حوار خاص أجرته معه (الجنوب الأسبوعي) في مقر سفارة فلسطين بالجزائر،هذا نصه:

الجنوب الأسبوعي: في البداية كيف تقيم الموقف الجزائري حكوما وشعبا الرافض لإقامة أي علاقة أي إن كانت مع دويلة العصابات الصهيونية ؟
محمد الحوراني: هذا موقف طبيعي للجزائر التي لديها هذه الثورة والتي عندها هذه الثقافة وموقفها محترم ومشرف بأن لايكون لها أي علاقة مع دولة الاحتلال الغاشم والأمر هنا أعتقد منسجم وملتصق مع ثقافة الجزائروحتى بالمعني السياسي لايوجد أي ضرورة بأن يكون هناك أي علاقة مع دولة الاحتلال الغاشم .
الجنوب الأسبوعي:ما هو تعليقكم حول ما يثار في أوساط الشارع الجزائري حول قيام السلطة علاقات مع العدوالصهيوني، والجزائر ترفض إقامة أي علاقة معه تضامنا مع الشعب الفلسطيني ؟
طبعا منظمة التحرير ليس لها دولة مستقلة تقيم علاقات دبلوماسية مع" إسرائيل "الموضوع يتعلق بالمفاوضات من أجل المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني لذلك وضع الجزائر طبعا مختلف الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة ولا يجب أن يكون لها علاقات كما هو طبيعي مع الجانب "الإسرائيلي "ولكن العلاقة التي تحكم الفلسطينيين"بالإسرائيليين" هي علاقة مواجهه وكفاح وعمل سياسي يكون فيه أحيانا مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة كما جري في السابق ،الأمر هنا مختلف تماما.
الجنوب الأسبوعي:كثيرا من قيادات السلطة أكدوا بأنهم يستلهمون التجربة الجزائرية في النضال لماذا إغفال الكفاح المسلح من طرف السلطة الفلسطينية ؟
الكفاح المسلح غير مغفل وهو أداة من أدوات الفعل النضالي بالإضافة أدوات نضالية أخري ،الشعب الفلسطيني منذ عام 1967م حتى الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة ولايجب ان تكون لها علاقات مع الجانب "الإسرائيلي" الآن خاض ثورات متعددة وانتفاضات وعمليات عسكرية عديدة لذلك الأمر هذا يحسب حسب مقتضي الحال وحسب ما تمليه مصلحة الفلسطينيين من تقديم أو تأخير بعض وسائل النضال أيضا هنا في الجزائر كان هناك مرة كفاح مسلح ومرة عمل سياسي ثم أنه ليس بالضرورة وإن كنا نستلهم طبعا الثورة الجزائرية العظيمة أن تطابق التجارب ،الظروف تماما مختلفة هنا في ظروف تختلف عن الظروف المحكومة في فلسطين التحالف الدولي الذي هو حول "إسرائيل" إلي تحالف لايستهان فيه كله أصبح ضد الفلسطينيين أما الوضع العربي العاجز الذي يترك الآنالفلسطينيين وفي السابق لوحدهم أيضا هذا يؤثر علي المعادلة ولكن ولامرة تخلي الفلسطينيين بأي من مواقفهم أو أوراقهم السياسية عن الحق المبدئي بكل أنواع الكفاح بما فيه الكفاح المسلح .
الجنوب الأسبوعي:متي سيزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجزائر كما اعتادت من الشهيد ياسر عرفات رحمة الله عليه ؟
الرئيس محمود عباس طلب زيارة هذه البلد الشقيق ونحن في انتظارإجابة.
الجنوب الأسبوعي:هناك بعض الفصائل الفلسطينية تسعي لإقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومة الجزائرية وتزعم بأنها تمثل الشعب الفلسطيني في الجزائر ماهو موقفكم من ذلك ؟
الجهة الوحيدة التي تمثل الفلسطينيين جميعهم هي السفارة وهي الجهة صاحبة الولاية القانونية والعلاقات الرسمية الدبلوماسية مع كل الجهات الجزائرية ،أما أن يكون هناك علاقات بين بعض الفصائل وأحزاب جزائرية هذا أمر طبيعي يحصل هنا في الجزائر وفي غير الجزائر ،ولكن العلاقات الرسمية هي فقط من خلال سفارة دولة فلسطين ،ومن يدعي بأنه يمثل الشعب الفلسطيني أعتقد بأن إدعائه ليس له أساس من الصحة لأن منظمة التحرير عبر سفاراتها في الجزائر وفي العالم العربي وفي كل العالم هي ممثلة الشعب الفلسطيني ،ربما في إيران فقط منظمة التحرير لاتمثل الشعب الفلسطيني .
الجنوب الأسبوعي :ماتعقيبكم علي قيام بعض الشخصيات الفلسطينية التي زارت الجزائر مؤخرا بدعوة من أحزاب جزائرية وتحدثها في اتجاه انقسام الشعب الفلسطيني واتهاماتها"بالخيانة" لرموز في السلطة ؟
هناك هجمة قوية علي الحركة الوطنية الفلسطينية وعلي منظمة التحرير الفلسطينية للأسف تخوضها قوة من أجل تشويه النضال الفلسطيني وإرباك وتشويش الصورة الفلسطينية وأعتقد بأنه شئ ضار بالشعب الفلسطيني وبقضيته العادلة لأنه يجب دائما التمييز بين النقد البناء وتجاوز الخط الأحمر فيما يترتب علي ذلك الذهاب إلي انتحار ذاتي وتشويه الصورة الفلسطينية علي كل حال لدينا نوع من المعارضة بصراحة دعني أقول المتعلقة في حماس مثلا التي لاتضع خطوطا حمراء وتمارس نوع من النقد الهدام وهذه المعارضة ليست فقط موجودة في فلسطين بل موجودة في أكثر من بلد عربي ،هنا بالجزائر كانت تجربة مظلمة دارت علي مدار سنوات طرح وقتها مفاهيم خاطئة جدا أدخلت الجزائر نفسه في نفق من الإرهاب ونفق من العشرية السوداء التي بحمد الله بدأت الجزائر المعافاة منه يجب أن تميز كل القوي الخط الفاصل بين النقد البناء الذي يبني مجتمعات ويسيج عليها ويحميها وبين النقد الهدام وتدمير الصورة الذاتية .
الجنوب الأسبوعي:متى يمكن أن تكتفي منظمة التحرير الفلسطينيةعن الحيازةنحو محور عربي ضدمحور عربي أخر ؟
ج:هذا سؤال يجب أن يوجه للعالم العربي ،منظمة التحرير لديها مبادئ وهي عدم الانحياز إلي أي محور نحن نريد علاقات متوازنة مع كل العالم العربي الذي هو نفسه منقسم مما يؤثر علي منظمة التحرير ونتطلع إلي علاقة مع كل أطراف العالم العربي .
الجنوب الأسبوعي:توجد هناك اتهامات متبادلة بين الفصائل الفلسطينية "بالخيانة"مثلا باتهام حماس والجهاد وقوي الرفض لإتباعها للمحور السوري الإيراني ووفي المقابل تتهم حركة فتح بانحيازها للمحور المصري السعودي وحتى الأمريكي الصهيوني ؟
هذاجزء من هذيان موجود نحن قرارنا مستقل ،ولكن هذا لايعني أن لا ننشئ علاقات متوازنة مع أطراف مهمة في العالم العربي مثل مصر والسعودية وغيرها من الدول العربية ،وبالنسبة إلي أمريكا هي دولة مهمة لكن هناك خط أحمر لايمكن لنا أن نتجاوزه فيما يتعلق بالحقوق الوطنية مثالا علي ذلك بأن أمريكا مارست ضغط علي القيادة الفلسطينية وعلي الرئيس أبو مازن من أجل عدم توقيع ورقة المصالحة المصرية الرئيس أبو مازن بعد هذا الضغط قرر وبعث السيد عزام الأحمد للتوقيع علي الورقة المصرية ، نحن ندرك أن حقيقة أمريكيا دولة مهمة ولكن هذا لايعني أن يصادق قرارها وأيضا يجب أن يدرك العرب بأن لايتركوا الفلسطينيين لوحدهم بكل صراحة لأن العالم العربي عمليا يترك الفلسطينيين لوحدهم في ظل تحديات خطيرة وعميقة ،وسأعطيك مثالا العالم العربي بعد قمة سرد والذي قرر فيها مثلا صرف نصف مليار دولار لمساعدة القدس وليس السلطة بعد مضي خمسة أشهر لم يصرف منها مليم لذلك أنا أعتقد بأن الأمر يلزمه فحص من أكثر من زاوية،وأذكر أيضا بشئ أخر كم أنتقد الرئيس ياسر عرفات رحمة الله عليه وهو يجري المفاوضات ولكن لم يفرط بأي ثابت من الثوابت الفلسطينية ،وأستشهد وحيدا متروكا كقائد للفلسطينيين حتى العالم العربي تركه ولكن بعد استشهادهأدرك كل من كان ينتقده أن الرجل دفع دمه ثمنا لمواقفه الثابتة لذلك بالنسبة للفلسطينيين نحن لدينا ثوابت لن نفرط فيها وبصراحة المطلوب من العالم العربي أن ينشأ سياسة فعالة أكثر نحن لسنا مع محور ضد أخر لا نستطيع ولا نريد ذلك لأنه هذا ضد مصلحتنا نريد أن نكون مع كل العالم العربي والعالم العربي يكون معنا ولكن نريد منه بصراحة أن ينشئ سياسات فعالة وجادة أكثر لدعم القضية الفلسطينية إذا كان علي المستوي المالي أقول لك يقرر بخمسمائة مليون دولار لا يصرف منها مليم احمر هل هذا دعم أم ماذا بالضبط .
الجنوب الأسبوعي:بعد اتفاق مكة للمصالحة ثم الورقة اليمنية ثم الورقة المصرية ما هو موقفكم من المصالحة الفلسطينية؟وأين الضوء في نهاية المطاف ؟
يفترض من حماس أن توقع علي الورقة المصرة التي وقعت عليها حركة فتح ،أما حماس لاتريد التوقيع وتسوق ذرائع عديدة منها بعض التعديلات أنا اعتقد مصلحة الشعب الفلسطيني أهم من التعديلات التي تنادي بها حماس وأنا لا أريد أن أسوق اتهام حماس تحت تأثر إيرانألا نلاحظ هذا ألا نريد أن نلاحظ هذا في العالم العربي بأن إيران لها تأثير في أكثر من مكان في العالم العربي في اليمن وفي العراق الحكومةمعطلة منذ أكثر من ستة أشهر نتيجة لتدخلات خارجية أهمها التدخل الإيراني الذي يريد أن يضمن لنفسه حكومة موالية إذا لماذا لاينطبق هذا علي فلسطين ولكن للأسف الضوضاء والغبار التي تثار حول الأشياء يضيع فيها الصالح مع الطالح يضيع فيها الصدق مع الكذب
س:كيف تري علاقتكم بدول الطوق العربي سوريا لبنان..
نحن من حيث المبدأ نتطلع لإقامة علاقة قوية مع دول الطوق ونعمل علي إقامة أفضل علاقة مع كل طرف عربي
الجنوب الأسبوعي:في النهاية سوريا تريد أن تقوي بما يسمي بجبهة الممانعة فلماذا لاتكون منظمة التحرير ودولة فلسطين ضمن هذه الجبهة
لا أحد يزايد علي منظمة التحرير لأنها في الواجهة وهي التي تقاتل وهي التي خاضت الحروب لذلك الفلسطيني يجب أن يسئل كيف نكون معك كيف ندعمك أما بالنسبة لحكاية جبهة الممانعة الشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في جبهة الممانعة والذي يحيي ويموت علي الأرض الفلسطينية ويعيش مواجهات من الانتفاضة الأولي إلي الانتفاضة الثانية علي كل المواجهات التي نراها ،هو الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير وقياداته التي تعيش في ظل حصار في منتهي الصعوبة إذا نحن رأس الحربة في جبهة الممانعة .
"الجنوب الأسبوعي"
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 05:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-3827.htm