صنعاء نيوز -
خبر للأنباء - ترجمة خاصة/فارس سعيد:
قالت صحيفة "المونيتور" الأمريكية، إنه بعد تسعة أشهر على إطلاق عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، وجد السعوديون أنفسهم غارقين في مستنقع مهين، في حين ثبت أن المنتصر الوحيد من تلك الحرب الأهلية هم المتطرفون من التنظيمات الإرهابية مثل "داعش".
وأشارت، أن المملكة تلقت انتقادات لاذعة من الجماعات المحلية والدولية لحقوق الإنسان، التي تتهم السعودية بتنفيذ جرائم حرب ضد المدنيين اليمنيين. الى جانب التكاليف الأخلاقية، فاقمت الحملة العسكرية أيضاً من الأزمة المالية للرياض.
وفي ضوء فشل محادثات السلام، في وقت سابق من هذا الشهر في سويسرا واستئناف القتال في شمال اليمن، يواجه السعوديون معضلة استراتيجية كبرى. لافتة، أنه إذا انهارت الجولة القادمة من المحادثات المقررة مطلع 2016، حينها سيتوجب على المملكة أن تستمر بتحويل مواردها الضخمة إلى هذا المأزق الدموي، أو التراجع دون تحقيق أي من أهدافها.
وكشفت الصحيفة الامريكية، أن المملكة اتجهت الى جارتها عمان للتوصل إلى حل سياسي للأزمة المتفاقمة، بعد محاولات يائسة لخروج مشرّف من اليمن. معتبرة، أنه في نهاية المطاف، قد تكون هذه الخطة هي الوسيلة الأكثر واقعية لحفظ ماء وجه الرياض للخروج من المستنقع المهين في اليمن.
السلطنة: جسر دبلوماسي ومصالح وطنية
في مسقط، التقى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الشهر الماضي، بنظيره العماني يوسف بن علوي، لمناقشة المزيد من التعاون بين مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق باليمن. ودعا علوي الى "الدبلوماسية الهادئة"، وقال، ان سلطنة عمان تسعى الى "الحلول السياسية طويلة الأمد" و"التقارب بين جميع الأطراف".
وعلى الرغم من انهيار الحكومة اليمنية في يناير الماضي، أثارت ردودا مختلفة جوهريا بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، حيث قال علوي، ان الرياض ومسقط وافقتا النظر إلى الأمام وكسر الماضي.
وكانت عمان، الوحيدة التي لم تنضم الى "عاصفة الحزم". وحافظت في حيادها طوال فترة الصراع، وتدخلت في محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة.
وترى الصحيفة الأمريكية، أن القيادة العمانية تشعر، أيضاً، في عدم الاستقرار بسبب التهديد الذي يشكله النزاع الذي طال أمده لأمن محافظة ظفار العمانية (تقع على طول الحدود بـ187 ميلاً مع اليمن) وامكانية تسلل الجماعات المتطرفة الى السلطنة.
وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية المستقلة لسلطنة عمان، والتي عملت خارج إطار دول مجلس التعاون الخليجي، كانت مصدر إزعاج بالنسبة للسعوديين في مناسبات سابقة، إلا أنه حان الأوان لمسؤولي الرياض أن يكونوا ممتنين للحكمة العمانية في إنقاذ ماء وجه الرياض ومساعدتها بخروج مشرف من المستنقع المهين بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها في اليمن، على الرغم من استيرادها الأسلحة الضخمة من العالم. |