صنعاء نيوز - احلام القبيلي

السبت, 09-يناير-2016
صنعاء نيوز/ احلام القبيلي -
قبيليات
فن صناعة الأعداء

كان الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يمارس أشرف و أرقى المهن
حيث كان يجيد إستخراج الخير من رحم الشر
و تحويل العدو الى حبيب
فإن لم يستطع إلى ذلك سبيلاً فإنه يحرص على تحجيم الشر و محاصرته ويعمل على عدم إتساع رقعته

من خلال المدارة أحياناً
و قد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أن رجلاً إستأذن للدخول عليه
فقال الصادق المصدوق"بئس أخو العشيرة هو"
فلما دخل عليه ألآن له الكلام
ورد على تعجب السيدة عائشه رضي الله عنها وأرضاها من هذا السلوك قائلاً
" إن شر الناس عندالله منزلة يوم القيامه من تركه الناس إتقاء شره"

وانتزع بقايا الشر من قلب أبي سفيان في فتح مكه من خلال رفع مكانته و إعطاءه مرتبة لم يكن يحلم بها قائلاً"من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"

و أستمال قلب صفوان بن اميه بإعطائه غنماً بين جبلين

و لم يتعرض لرأس النفاق اُبي بن سلول قائلاً لمن إستنكر ذلك "حتى لا يقال أن محمداً يقتل أصحابه"
و يحاول إستمالة قلوب أتباع رأس النفاق بن سلول عند موته ويكفنه بردائه
ويرد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
الغاضب من ذلك الفعل قائلاً"يا عمر إن عباتي لن تغني عنه من الله شيئاً ولكن من خلفه قوماً أردت ان اتألف قلوبهم"

صل الله على الرحمة المهداه

و يتقن كثيراً من أتباع الحبيب المصطفى فن صناعة الأعداء ويتناسون حكمتي القائله
"اذا لم يكن صديقك فلا تصنع منه عدوا"
و ربع صديق خير من نصف عدو "

فالمخالف لهم في الرأي عدو مبين
والمستقل في قاموسهم مجرم و شيطان رجيم
و لايهدأ لهم بال و لا يقر لهم قرار إلا بعد
أن يجبروا
الطرف الاخر على الإستعداء والوقوف ضدهم مع الأعداء

لانهم يؤمنون بقاعدة تقول" إذا لم تكن معنا فأنت ضدنا"

وحسبنا الله و نعم الوكيل
و الله يزكيهم عقولهم

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-40300.htm