صنعاء نيوز - 
دون أي رادع، هاجمت مقاتلات التحالف السعودي، أمس، أحد أبرز وأهم المعابد الأثرية والمعالم التاريخية وواحداً من ذخائر الإرث الإنساني

الجمعة, 15-يناير-2016
صنعاء نيوز -


دون أي رادع، هاجمت مقاتلات التحالف السعودي، أمس، أحد أبرز وأهم المعابد الأثرية والمعالم التاريخية وواحداً من ذخائر الإرث الإنساني والثقافي العالمي بمدينة مأرب اليمنية، فبعد سد مأرب التاريخي، وصل الاستهداف الجوي المنظم للتاريخ والإرث الإنساني إلى معبد وعرش ملكة سبأ "بلقيس" التي حفظت ذكرها الكتب السماوية.

- غارات بريطانية وسعودية استهدفت قلعة حريب التاريخية (صور)

وقالت مصادر محلية لوكالة خبر، إن المقاتلات السعودية نفذت غارتين جويتين على معبد صرواح الأثري "استراحة عرش بلقيس"، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من مباني وأعمدة ومقتنيات المعبد العريق. وأكدت، أن المعبد لايوجد فيه أو بالقرب منه اي مواقع عسكرية او تواجد لأي مسلحين من اي طرف من طرفي النزاع.

ولفتت، ان معبد صرواح التاريخي "عرش بلقيس" تعرض لاضرار بالغة جراء غارة جوية استهدفته المرة الأولى في الـ 27 من شهر ابريل العام الماضي.

واستهدف طيران العدوان السعودي في الـ 10 من يوليو الماضي سد مأرب التاريخي، السد الذي شيده السبئيون الحميريون منذ آلاف السنين، كما استهدفه بغارات في الـ 6 من يوليو 2015 ملحقتة بجدران السد التاريخية القديمة اضرارا مباشرة.

وكان طيران التحالف السعودي شن 5 غارات، الاثنين 7 ديسمبر/ كانون الأول 2015، مستهدفاً قلعة حريب الأثرية متسبباً بدمار واسع فيها عقب قصف جوي استهدفها الجمعة 4 ديسمبر بنفس العام ملحقاً بها أضراراً بالغة.

يقع "عرش بلقيس"، المعلم الأشهر من بين كل المعالم التاريخية اليمنية، في بداية صحراء الربع الخالي من الجهة الغربية، ويطلق عليه أيضاً "معبد بران"، أو "معبد الشمس"، التي عبدها اليمنيون قديما في عهد مملكة "سبأ" قبل أن تدخل الملكة بلقيس في دين النبي سليمان (عليه السلام).

عرش بلقيس، الذي تتضارب المصادر التاريخية أنه ينتمي إلى منتصف القرن السابع قبل الميلاد، وأخرى تقول انه بني في عهد الملكة بلقيس التي حكمت مملكة سبأ في القرن العاشر قبل الميلاد، ظل مطموراً تحت الرمال حتى العام 1988 عندما كشفت بعثة أثرية أجنبية النقاب عن هذا الكنز الأثري بديع الجمال.

وبحسب الموسوعة الحرة "ويكبيديا" عرش بلقيس أو معبد بران يعد الموقع الأثري الأشهر بين آثار اليمن، ويقع على بعد 1400 متر إلى الشمال الغربي من محرم بلقيس وهو معبد سبئي كرّس لإله القمر "المقه" ويلي معبد أوام من حيث الأهمية ويعرف محليا "بالعمايد " ظل المعبد حتى عام 1988م تغطيه كثبان الرمال المحيطة به ، إلى أن كشف عن تفاصيله المدفونة تحت الرمال نتائج التنقيب الأثري ، فوجد ان المعبد يتألف من وحدات معمارية مختلفة، أهمها قدس الأقداس والفناء الأمامي وملحقاتهما، مثل السور الكبير والمبني من الطوب والمنشآت التابعة، لقد تطورت العناصر المعمارية لمعبد بران في حقب زمنية مختلفة منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد، ويبدو ان المعبد مكون من وحدة معمارية متناسقة يتقابل فيها المدخل الرئيس والساحة مع المدرج العالي بشكل يوحي بالروعة والجمال وعظمة المنجز.

وتجدر الإشارة إلى ان العرش شهد عملية ترميم واسعة وعلى مدى أربعة مواسم متتالية ابتداءً من عام 1997م إلى 2000م من قبل المعهد الألماني للآثار، وبهذا اصبح المعبد مهيأً لاستقبال السياح وقد مرّ بناء المعبد بمرحلتين أساسيتين، الأولى من نهاية الألف الثاني حتى بداية الألف الأول قبل الميلاد والثانية بدأت عام 850 ق.م.

المعبد مربع الشكل له مساحة مكشوفة تتوسطها البئر المقدسة وحوض ماء حجري يصل إليه الماء بواسطة مصب من فم الثور المقدس. والقاعة محاطة بعدد من الجدران من الشمال والغرب والجنوب وامام الجدار الغربي ينتصب عدد من المقاعد المرمرية ومن القاعه المكشوفة، وتوجد 12 درجة تؤدي إلى قدس الأقداس حيث الستة الأعمدة يوجد حاليا خمسة أعمدة والسادس مكسور ذات التيجان المزخرفة بالمكعبات ويزن العمود 17 طناً و350 كجم ويبلغ طوله 12 متراً وسمكه 80×60 سم. يحيط بساحة المعبد المقدسة سور من اللِبن "الطين" وله أبراج، ويقع باب المعبد في الجهة الشمالية. عرف بأعمدته الخمسة اما العمود السادس فهو مكسور.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-40424.htm