صنعاء نيوز/صافي الياسري -
ما سبق ان كتبنا عنه وحذرنا منه مرارا وتكرارا بشان التواجد العسكري الايراني في العراق والتواجد بالنيابة من خلال الميليشيات العراقية التي تقودها قوة القدس الايرانية الارهابيه ،مخطط اعد له وجرى تنفيذه خطوة خطوة مع دخول طلائع الاحتلال الاميركي ،وهو ما كشفه نائب الرئيس الايراني ابطحي بتصريحه الاعترافي المعروف ( لولا ايران ما سقطت كابوب وبغداد )كذلك ما اكدناه مرارا بشان ازاحة النتوءات العراقية في حدود العراق الشرقية سنية او شيعية لا تتعامل بقبول مع النفوذ الايراني ،وكان ذلك يمضي تنفيذا منذ عام 2003 ،وما الادعاء بمحاربة داعش الا ذريعة لتغطية عمليات التغيير الديموغرافي في محافظتي ديالى وصلاح الدين ومدنهما واراضيهما ،وطوال ثلاثة عشر عاما ما بعد الاحتلال حذرنا مرارا وباستمرار من زحف الملالي على الاراضي العراقية ، ومؤخرا كشفت مصادر في الحشد الشعبي بمحافظة ديالى عن دخول قوات إيرانية إلى عمق الأراضي العراقية والإقامة في معسكرات ثابتة؛ بناء على طلب قيادات كبار في تلك الفصائل .
واوضحت تلك المصادر في تصريح لصحيفة العربي واحد وعشرين إن تلك القوات توزعت على معسكرات في مناطق مندلي وخانقين، إضافة إلى معسكر ثالث في منطقة قريبة من منفذ المنذرية على الحدود العراقية الإيرانية في محافظة ديالى.
وفي الحقيقة فان المعسكرات الإيرانية ليست جديدة وكما كتبنا سابقا انها موجودة منذ سنوات عدة تحتل عددا من بساتين خرنابات والهويدر وهي قائمة حتى اليوم وبعلم الحكومة العراقية والميليشيات الايرانية التبعيه التي تمارس دورها الاجرامي بالنيابة عن ايران الملالي وقد
أصدرت منظمة العفو الدولية 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 تقريرا مفصلا تحت عنوان: «إفلات تام من العقاب، حكم الميليشيات في العراق» أكدت فيه على تبعية الميليشيات للنظام الايراني وكتبت:
•ساعدت قوة الميليشيات الشيعية المتنامية على ان تجعل الاوضاع الأمنية وخلق أجواء لا قانونية أكثر سوءا.
•تستهدف الميليشيات الشيعية المواطنين السنة بشكل وحشي على اساس طائفي أو تحت ستار مكافحة الارهاب في محاولة لعقاب السنة واتهامهم التسبب بظهور داعش وجرائمهم المروعة.
•تم كشف عدد كبير من الجثث مجهولة الهوية في عموم أرجاء العراق قتل اصحابها بعيار ناري في الرأس مع تقييد أياديهم تدل على سلسلة من القتل باسلوب الاعدامات المتعمدة.
•اعضاء الميليشيات ممن يصل عددهم الى عشرات آلاف يلبسون بدلات عسكرية ويعملون دون أن يكونوا خاضعين للتنظيم باحكام القانون أو أليات المراقبة والمساءلة الرسمية.
•الحكومة العراقية وبالسماح للميليشيات بارتكاب هكذا جرائم مروعة بشكل روتيني، في الحقيقة متورطة بارتكاب جرائم الحرب وتثير اعمالا عنيفة خطيرة تقود الى انهيار البلاد.
•أظهرت الحكومات العراقية المتعاقبة غض العيون تعسفا على انتهاك صارخ لحقوق الانسان
نشر موقع فورين بوليسي 18كانون الأول/ ديسمبر 2014 مقالا تحت عنوان: « ( الميليشيات الايرانية وتحولها الى خطر اكبر من خطر داعش ) ان هذه المجموعات لديهاعلاقات عقائدية عميقة ومنظمة مع ايران... وانهم بدأوا بشكل فاعل بعمليات التجنيد وتطويع جنود مستعدين من الجيش والشرطة العراقية وجلب المقاتلين الى المنظمات الطائفية العقائدية المعادية للكيان الوطني العراقي في جوهرها . العديد من هؤلاء لا يُستخدمون لابعاد الجهاديين السنة فقط، بل في كثير من الحالات تشكيل الحرس المساند لاستخدامه للسيطرة على المناطق التي من المفترض أن تكون تحت سيطرة بغداد.... في مطلع حزيران/ يونيو، قامت الميليشيات الشيعية، جنبا إلى جنب قوات الأمن العراقية باعدام حوالي 255 سجينا، بينهم أطفال... ان تنامي هذه الميليشيات المؤيدة لايران تدل على غايات ايران من تسليط الشيعة في العراق. ان هذه المجاميع لا تتمتع بدعم وقدرات ايران التنظيمية فحسب انما تطرب جميعا بعزف طهران العقائدي. انهم عملاء آية الله الخامنئي مخلصون لايديولوجية ولاية الفقيه المطلقه.
كما كتبت صحيفة نيويورك تايمز 16 ايلول/ سبتمبر : « قال أحد ميليشيات العصائب عندما ندخل الى منطقة نقتل كل شخص يشكل تهديدا لنا. وأصر على ان قادته أخذوا ضوءا اخضر لذلك من قبل المسؤولين الأمنيين العراقيين... قال علاء مكي النائب السني العراقي: كان رئيس الوزراء السابق المالكي يشجع هذه الميليشيات على تنفيذ هذه الاعمال القذرة بما فيها اغتيال السنة. وحاليا ورغم ان المجتمع الدولي أصبح متشجعا بعد شطب المالكي الا أن السياسة نفسها لا تزال قائمة. وليس هناك أي جهود رسمية لاجراء تحقيقات في اتهامات عامة وهي الاعدامات الميدانية التي طالت السنة من قبل ميليشيات ايران الارهابية في الساحة العراقيه .
التي باتت تدعمها قوات ملالي طهران المتواجدة فعليا على الارض العراقية ، وقد اكد قائد القوات البرية الإيرانية العميد أحمد رضا بوردستان عن دخول خمسة ألوية مدرعة إيرانية للعراق ضمن محيط محافظة ديالى!! وبعمق 40 كلم!! و الهدف كما قال لمنع تنظيم الدولة من شن هجوم على الحدود الغربية لإيران وإحتلال مناطق إيرانية!! يقول هذا القول وقوات الحرس الثوري الإيراني و بالتعاون مع فيلق بدر بقيادة العميد الحرسي العراقي هادي العامري وقوات الحشد الطائفي بقيادة الإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس تقاتل في ديالى و تؤمن مواقع الميليشيات الطائفية العراقية ؟ فكيف يمكن للتنظيم وقد هزم كما قيل في محافظة ديالى من التمدد واختراق الحدود الدولية وغزو إيران!! لقد ارتكبت هذه الميليشيات الاجرامية بعلم وتخطيط القوات الايرانية والحكومية العراقية مجزرة المقدادية التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين العزل واحرقت مساجد السنة ،لقد تم على الارض استنساخ مؤسسة حرس خميني على الارض العراقية لتسيير عمليات الاحتلال الايراني بفاعلية وتعجيل متسارع وبخاصة بعد تصاعد الخسائر الايرانية في سوريا هذا الاحتلال الذي لا يتورع كبار مسؤولي وساسة نظام ولاية الفقيه عن اعلانه وما سبق ان اعلنه الشيخ علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني عن الإمبراطورية الإيرانية و موقع العراق فيها و كونه عاصمة حضارية وثقافية لتلك الإمبراطورية
انموذج لهذه الاعلانات والاعترافات ، يقول الكاتب العراقي داود البصري ( و التمركز الإيراني العسكري يعني بناء رأس جسر عسكري متقدم في العمق العراقي يبدأ من شمال شرق العراق ولا ينتهي عند ضواحي دولة الكويت وصولا للبحرين ، فالإمبراطورية الإيرانية تضع اللمسات الأخيرة لتبلورها في العراق و إتخاذها وضعا لوجستيا متقدما من خلال جيوشها الرديفة و عملائها الكثر و عناصرها الإرهابية القديمة الولاء و التخادم من أمثال أبو مهدي المهندس وهادي العامري و جيل كامل من العناصر الإرهابية والمتمركزين اليوم في مركز السلطة و الحكم في قلب المنطقة البغدادية الخضراء وحيث باتوا يرسمون و يخططون لسيناريوهات تفجير طائفية مريعة و لإستهداف أهل السنة وعبر برنامج تصعيد عسكري تحت مظلة حرب داعش يتيح لأهل المشروع الإيراني تدمير المدن و الحواضر السنية و تغيير الديموغرافيا و الطبيعة السكانية ووفقا للمعلومات الموثقة بصور الأقمار الصناعية التي ذكرتها منظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية للفظائع التي إرتكبتها ميليشيات الحشد الطائفي ضد الأبرياء وهي طبعا مدعومة بمستشارين وقوات الحرس الثوري الإيراني!! فمن سيضمن خروجها ؟ و نحن نعلم بأن الإيرانيين حينما يجتاحون منطقة فإنه من المستحيل إخراجهم سلميا؟ فهل ستتطور الحرب الأهلية في العراق لتتحول لحرب تحرير شعبية ضد الاحتلال الإيراني وعملائه؟… كل الاحتمالات ممكنة ففي العراق تختزن البروق و الرعود وتتوالد الكوارث.. كارثة تلد أخرى..؟)
كذلك يعترف مسؤولو ولاية الفقيه ان لهم 200 الف عنصر ميليشياوي في اقليم الشرق الاوسط
تحت ذريعة محاربة الارهاب ليكشفوا بغباء علاقتهم التخادمية مع داعش وبقية الفصال المسلحة الارهابية فقد أكد القائد العام لقوات الحرس الايراني الحرسي اللواء محمد علي جعفري في مراسيم تأبين احد القتلى من قادة النظام في سوريا وباسلوب يثير السخرية عبر استخدام الاسطوره والخرافات أن « تكوين داعش والتكفيريين وما يحدث من الوقائع في السنوات الأخيرة يمهد الأرضية لظهور(إمام الزمان) ونتيجته الإيجابية كانت استعداد قرابة 200ألف من المسلحين الشباب في كل من سوريا والعراق وافغانستان والباكستان واليمن».(وكالة أنباء فارس التابعة لقوات الحرس-14كانون الثاني/يناير 2016). وتأتي هذه المزاعم من قبل قائد الحرس لتغطية الهزائم المتتالية التي مني بها نظام الملالي في سوريا وتعزيز المعنويات الهابطة لدى قوات الحرس وفي الوقت الذي يقتل ويصاب فيه العمداء والعقداء من قوات الحرس المجرمين واحدا تلو آخر في الحرب ضد الشعب السوري والجيش السوري الحر او يقعون في الأسر. وهؤلاء هم نفس المليشيا المجرمين المنهمكين في تأجيج الحرب وقتل المواطنين الأبرياء بدءا من المقدادية ومحافظة ديالى في العراق وإلى أبعد مناطق في سوريا ولبنان واليمن وحتى في الدول الإفريقية وهم يغذون داعش على الصعيدين السياسي والإجتماعي ويرفدون داعش في كثير من الحالات من الناحية التكتيكية والتقنية واللوجيستية.
ويذعن قائد قوات الحرس بإثارة الحرب من قبل نظام الملالي في المنطقة وتدخلات قوات الحرس المجرمة الواسعة والعميقة في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول من جهة ويعترف بلسان مقلوب وبدجل بحقيقة مدى الانتفاع الاستراتيجي لخلافة ولاية الفقيه المشؤومة في طهران من وجود داعش والوقوف معه في جبهة واحدة من جهة أخرى.
في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من نصف الشعب الإيراني تحت خط الفقر ويمر اقتصاد إيران بحالة الإنهيار فيستنزف نظام الملالي قسما كبيرا من ثروات الشعب الإيراني لتأجيج الحروب في المنطقة خاصة تكاليف محاولاته اليائسة لانقاذ بشارالأسد.
وبموازاة ممارسات قوات الحرس لانقاذ بشارالأسد، وضع روحاني الإمكانيات الحكومية في خدمة الحرب ضد الشعب السوري. الحرب التي يعدها حرب موت او حياة. وأكد وزير داخلية روحاني المدعو رحماني فضلي خلال زيارته لدمشق بتاريخ 14كانون الثاني/يناير للأسد أن خامنئي وروحاني«يحبان الرئيس السوري حبا شديدا ويؤكدان دوما على مساعدة ودعم شامل للحكومة والشعب السوريين» و«أشاد روحاني بشخصيتك دوما ويذكرك بالخير».(وكالة ايسنا الحكومية).
وبدوره أكد رئيس وزراء بشارالأسد في لقائه بوزير الصحة لنظام الملالي المدعو «حسن قاضي زاده» يوم 10كانون الثاني /ينايرأن « العلاقات التاريخية المتنامية بين أمتي إيران وسوريا التي أسست من قبل خميني وحافظ الأسد قد دخلت مجالات أوسع في عهد رئاسة حسن روحاني وبشارالأسد».
سبق أن كانت المقاومة الإيرانية أعلنت مرارا، أن إزالة بساط الإرهاب والتطرف المتستر تحت غطاء الإسلام لا يتحقق الا بإسقاط نظام الملالي الذي يشكل بؤرة لهذه الظاهرة المشؤومة كما أن القضاء على داعش لا يتحقق الا بالاطاحة ببشارالأسد في سوريا .
ان مظاهر الاحتلال الايراني الزاحفة علنا في العراق وسوريا تحصد الالاف من قتلى ايران والعراق وسوريا بسبب الاطماع الامبراطورية للملالي وسعيهم لفرض هيمنتهم ليس على البلدان العربية فقط وانما عموم دول الجوار والتوغل في اعماق بلدان العالم بزرع الارهاب والتطرف