صنعاء نيوز - أحمد الحباسى

الإثنين, 28-مارس-2016
صنعاء نيوزLأحمد الحباسى -


ما يحدث في اليمن منذ بداية عاصفة الحزم السعودية من اغتيالات و تدمير و قتل على الهوية هو ما توقعه المتابعون بالضبط ، فعملية استهداف اليمن لم تكن عملية بنت وقتها كما يقال بل كان هناك مخطط و تخطيط سعودي سابق و كان هناك من يريد لهذا المخطط أن ينفذ على أرض الواقع و من كان ينتظر نتائج إعلان الانتصار السعودي في هذه المعركة التي تنبأ لها العارفون بالفشل المسبق ، ما يحدث في اليمن عصى على الفهم بالنسبة للبعض لان هذا الاستهداف المدمر لعاصمة عربية لا تبرره الأخلاق العربية أو الأسباب المعلنة من النظام السعودي و لكنه مفهوم و متوقع بالنسبة لأغلبية الشعوب العربية التي تلظت بنار التدخل السعودي في شؤونها مثل العراق أو سوريا و أخيرا لبنان ، فالنظام السعودي يحمل كما هائلا من النرجسية و الغرور و حب الاعتداء على الغير تحت كل العناوين ، و لعل الشعب السعودي قد “أخذ” من النظام بعض هذه المكروهات الحقيرة و يتصرف بدافعها في كثير من البلدان العربية.

النظام السعودي يتحسس مواطن ضعفه الداخلية و هي كثيرة و يتحسس أن هذا الشعب الذي يقوم برعيته هو شعب في نصفه مفلس ثقافيا و أخلاقيا و في نصفه الآخر كاره لهذا النظام و مريد للتغيير في كل المجالات ، و حتى يفرض نفسه فقد سعى دائما إلى تصور مغفل بأن هذا الشعب هو شعب الله المختار و أن هذا النظام هو الوصي الوحيد على الإسلام و على الشعوب العربية التي عليها واجب الطاعة و التذلل لصاحب المقام خادم الشياطين الملك سلمان ، لذلك تلاحظون أن النظام يكتفي في تعامله مع بقية الأنظمة العربية المتسولة بمنطق اليد العليا التي تتعامل بجفاء و غرور مع اليد العربية السفلى ، و ما يقدم من النظام يأتي في باب التبرعات و المكرمات الملكية لهذه الشعوب و الأنظمة المتسولة و ليس من باب التعاون و التنمية و البحث عن التكامل ، و قد كشفت عديد التقارير و التحاليل الإعلامية حالات كثيرة من تصريحات المسئولين السعوديين بكراهية هذه الأنظمة المتسولة و إلحاحها في التسول و آخر تصريح منقول للأمير سعود الفيصل قبل وفاته بأسابيع ضد النظام المصري .

يميل كثير من الشعب السعودي كما النظام المتهالك عند زيارته للبلدان العربية إلى محاولة إذلال شعوبها بكل الطرق المالية القذرة ، و من بينها السعي إلى ممارسة الجنس حتى يلطخ سمعة تلك الشعوب بالعار و يخرج متفاخرا بهذا ” الانجاز” عند العودة إلى السعودية ، و لعل الشعوب العربية تحمل اليوم لهذا الشعب و لهذا النظام كغيره من الشعوب الخليجية كما هائلا من الكراهية و يكفى ما تنشره الصحف المصرية على سبيل المثال من مقالات معبرة عن هذه المشاعر السلبية لنفهم حالة تصاعد النقمة و الرفض في وجدان الشعوب العربية ، و هي تعبر عن هذه المشاعر في كل المناسبات و آخرها بمناسبة القرار السعودي الهجين بتوصيف حزب الله بالإرهاب خدمة لأسياده الصهاينة ، ففي نهاية الأمر هذا النظام الشمولي الفاسد هو مجرد لفيف من الخونة و بعض المال النفطي و كثير من اللؤم و النفاق يتحكمون ف رقاب شعب خياراته في التغيير منعدمة و قراءته لواقعه مغلوطة و مستقبله مظلم.

إن إطلاق النظام الفاسد ليــــد الجماعات التكفيرية الإرهابية لتعبث و تقـــتل و تغتصب و تذبح و تأكل و تدمر كل شيء في اليمن و سوريا و العراق و لبنان ليس عملا عشوائيا بل هو تدبير النظام السعودي و تخطيط أبالسة هذا النظام الدموي الكريه ، فالنظام لا يقبل بمعارضة الشعب اليمنى و رفضه للوصاية السعودية على ثورته ، و هو لا يقبل كل هذه الخطب و المقالات و التحاليل التي تنادى بإسقاطه ، و في منطقه المعكوس أن هذا الشعب اليمنى كما بقية الشعوب العربية هو شعب قاصر و تابع و ملك لجلالة الملك قائد عصابة المافيا الحاكمة في المحمية الصهيونية السعودية ، فهو لا يؤمن بالثورات و لا بالتغيير و لا بالانتخابات و لا بالربيع و لا ببقية الفصول ، يكفى أن يأمر الملك فتنحني بقية الشعوب العربية و يكفى أن يأتي ” الوحي” لهذا الملك الفاجر من أسياده الصهاينة لينفذ عمليات التدمير و القتل بدون هوادة ، و في حالات الرفض فهو يسخر قواعده الإرهابية المنتشرة في العالم لتضرب الشعوب الرافضة للهيمنة السعودية الصهيونية و يسخر لذلك كل الأموال و مساندة المخابرات لانجاز مهمات التدمير و القتل على أكمل وجه و مهما تطلبت من وقت .

لفرض إرادته القذرة لا يتوانى النظام في تدمير الأقطار العربية و تعطيل نموها و إرادة تحولها نحو الديمقراطية و حرية التعبير و الانتقال السلمي للسلطة ، هذه “فلسفة” سعودية مسيطرة على عقل الأسرة الحاكمة ، فهو يفعل كل شيء لإخضاع الأخر بكل الطرق ، لكن الشعب اليمنى يؤكد يوميا أن هذه الحرب الدموية التي فرضت عليه لن تنجح في هدم المشروع اليمنى الرامي للتخلص نهائيا من الهيمنة السعودية و من هذا الجار السوء الذي أصبح يمثل للعالم غولا إرهابيا مخيفا لا يتورع عن ارتكاب المجازر الدموية للوصول إلى مبتغياته الدنيئة و لعل التفجيرات التي حصلت في فرنسا و بلجيكا ستزيد من كراهية الرأي العام العالمي للوهابية و للسعودية و لهذا النظام الخارج عن القانون ، و حين نطالع كبريات وسائل الإعلام العالمية ندرك بسهولة أن هذا النظام قد تعرى تماما و أصبح مرادفا للإرهاب و أن الدول الغربية قد أصبحت تواجه عدوا ظاهر الملامح و الأهداف يسمى السعودية الإرهابية ، لكن من الواضح أن بعض المصالح الغربية الانتهازية هي من تعطل قرار إسقاط هذا النظام و لو إلى حين .

خاص بانوراما الشرق الاوسط
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-42108.htm