صنعاء نيوز - 
"ارتفع الدولار"، حديث سيطر ـ ولايزال ـ على نقاشات اليمنيين خلال الأيام الماضية، سواءً في مجالسهم

الثلاثاء, 17-مايو-2016
صنعاء نيوز -



"ارتفع الدولار"، حديث سيطر ـ ولايزال ـ على نقاشات اليمنيين خلال الأيام الماضية، سواءً في مجالسهم أو في الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وما نتج عنه سريعاً من زيادات سعرية على مختلف السلع والبضائع، ولاسيما الغذائية والوقود.

تتعرّض اليمن لـ"عدوان وحصار اقتصادي منظم" تقوده قوى ما يعرف بالتحالف السعودي، بالإضافة إلى أطراف دولية هدفها النيل من صمود وإرادة الشعب، وفق ما يراه مسؤولون في صنعاء. واقع الأسواق يؤكّد أن المواطن اليمني يتعرّض لإرهاب اقتصادي فعلاً.

يرى كثير من المتابعين للشأن اليمني، أن التوقعات كانت منذ بداية العام أن يستمر انخفاض سعر صرف العملة المحلية (الريال) بالانخفاض مقابل الدولار، بالنظر إلى استمرارية الظروف الاقتصادية المؤدية إلى ذلك، وعدم وجود مؤشرات على اتفاق سياسي يمكن أن يلوح بالأفق، برغم المشاورات القائمة حالياً في الكويت برعاية الأمم المتحدة.

- أزمة مشتقات خانقة نشأت خلال ساعات في صنعاء ومدن يمنية

وليس أدل على الحالة التي وصل إليها سوء الوضع المعيشي في اليمن، من تقارير المنظمات الإنسانية التي تتحدث عن حاجة 13 مليون نسمة للغذاء وارتفاع معدلات الفقر إلى نسب لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد الأشد فقراً في الشرق الأوسط.

تحكي مشاهد الازدحام أمام بعض المجمعات الاستهلاكية (المولات) في صنعاء وغيرها، جانباً من إرهاصات الارتفاع المتسارع لسعر صرف الدولار، الذي تعدى سقف 300 ريال، رغم امتناع المضاربين وتجار السوق السوداء عن بيع أي كمية.

مع كل ارتفاع في سعر الدولار دأب معظم التجار والباعة على رفع أسعار السلع تلقائيّاً وبنسب تفوق نسبة تبدل سعر الصّرف، ينطبق ذلك على باعة التجزئة قبل تجّار الجملة، ليتحوّل انخفاض قيمة الريال المتتالي إلى ذريعة جاهزة للتحكّم بالمُستهلك.

معظم المواد الاستهلاكية مستوردة من الخارج (معظم المصانع في الداخل تعطلت بسبب القصف) ما يعني أن أسعارها مرتبطة بصرف الدولار، دون أن يُغيّر في الأمر مصدر السلعة أو تاريخ دخولها البلد.

الأسباب..!

لم تخرج سلطات الأمر الواقع في صنعاء عن صمتها وتبادر للحديث عن مبررات ما يحدث، ولم تخرج التعليقات الصادرة عن دوائر مرتبطة بها على اعتبار أن أسعار الصرف المروجة غير حقيقية، وتأتي "ضمن الحملة الشرسة للضغط على الشعب اليمني، ومحاولة النيل من صموده وإركاعه".

يقول مصدر سياسي في صنعاء، تحدث لوكالة "خبر"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن تحذيرات أطلقها السفير الأمريكي في اليمن خلال إحدى الجلسات في الكويت تتعلق بوقوع "انهيار اقتصادي" حال عودة الحرب إلى مستواها في الأشهر السابقة.

وبحسب المصدر فإن تلك التحذيرات تعتبر "الارتفاع الصاعق في سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية (الريال) وما تبعه من زيادات سعرية في المواد الغذائية والوقود، دلالة أن من يقف وراء الحرب الاقتصادية هي قوى العدوان بما فيها واشنطن بهدف النيل من صمود الشعب اليمني".

وفي الوقت الذي أكد أن هناك معالجات قائمة للوضع وما تشهده السوق المحلية من ارتفاعات، أشار إلى أن إجراءات يتوقع صدورها، دون أن يفصح عن طبيعتها وزمنها.

تقارير صحافية نقلت، منذ أيام، تصريحات عبدالملك المخلافي (رئيس وفد الرياض ووزير خارجية حكومة هادي) قوله عند الحديث عن فك الحصار ورفع القيود المفروضة من قبل بعض البنوك الخليجية على المركزي اليمني: "إنها ورقة ضغوطات يستخدمونها للضغط على وفدي أنصار الله (الحوثيين) والرئيس السابق علي عبدالله صالح".

في 21 مارس/ آذار المنصرم، وقع البنك المركزي ومالكو محلات الصرافة والتحويلات، اتفاقاً بخفض سعر العملة الوطنية (الريال) مقابل الدولار الأمريكي والريال السعودي، وذلك بعد اتفاق خلال اجتماع استضافه مقر البنك بصنعاء.

الاتفاق خفّض سعر العملية المحلية إلى 250 ريالاً للدولار للشراء و251 للبيع بعد أن كان السعر القديم هو 215 ريالاً. وحدد سعر الريال السعودي عند 65.20 للشراء و65.70 للبيع من 58 ريالاً في السابق.

400 ريال للدولار

يفضل الخبير الاقتصادي ورئيس الجمعية اليمنية لحماية الثروات الطبيعية، الدكتور محمد الزوبة، التركيز على وجود أسباب أدت إلى انهيار الإمكانات الاقتصادية لليمن، في مقدمتها ضعف الناتج المحلي، وكذا التضخم في العملة والنفقات الجارية على الحرب.

يقول الدكتور الزوبة لوكالة "خبر"، إن التضخم في العملة ونفقات الحرب، دفعت السلطات الحاكمة في صنعاء، إلى طباعة المزيد من الأوراق النقدية لتغطية العجز في النفقات خصوصاً ما يتعلق منها بالمرتبات والمستحقات المالية في الجبهات القتالية.

- انهيار متسارع للريال اليمني أمام الدولار.. خبير اقتصادي يبين الأسباب

وأضاف، أن اليمن تعاني انعدام مصادر دخل كانت تتمتع بها سابقاً؛ نتيجة تسويق وبيع النفط الخام في الأسواق العالمية، وهذه النتيجة أدت إلى فقدان نسبة كبيرة جداً تصل إلى 80 %، من الدخل، مما كانت عليه الموازنة العامة للدولة".

ونوه الخبير الزوبة، إلى أن عمليات الفساد تضاعفت في هذه المرحلة متجاوزة حدود المعقول من قبل السلطة الحاكمة في صنعاء، والتي اتضحت من خلال رفع أسعار المشتقات النفطية على حساب المواطن، والتي تجاوزت أربعة أضعاف سعرها العالمي.

مشدداً على أن الاحتمال الأكبر أن ما سيعانيه اليمن في المستقبل القريب ارتفاع الدولار إلى حدود غير مسبوقة قد تصل ما بين 350 إلى 400 ريال للدولار الواحد.

ويرجع رئيس الجمعية اليمنية لحماية الثروات الطبيعية، ذلك بسبب التضخم القائم نتيجة إقدام سلطات صنعاء على طباعة كميات من العملات الورقية دون غطاء نقدي من العملة الصعبة (الدولار).. المستقبل القريب يبدو صعباً بالنسبة للوضع الاقتصادي في اليمن- حسب تعبيره.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-43234.htm