صنعاء نيوز - بمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية، يرى بعض المختصين أنّ ابتعاد الطلاب عن اللغة سببه طريقة التعليم التقليدية

الخميس, 22-ديسمبر-2016
صنعاء نيوز -
صنعاء نيوز/ غادة سعد

بمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية، يرى بعض المختصين أنّ ابتعاد الطلاب عن اللغة سببه طريقة التعليم التقليدية، ما دفع معلمة إلى استخدام أسلوب معاصر في التدريس من خلال "الراب".
18 كانون الأول/ ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية
18 كانون الأول/ ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية
يكفي أن تنظر إلى مكتبة غرفة يارا (7 سنوات) لتدرك عدد الكتب الفرنسية الكبير، تبحث بين مجموعة قصص عن الحيوانات لتجد كتابا أو إثنين بالعربية. باستطاعتها تسمية صغار الحيوانات جميعا بالفرنسية، تبرز مهاراتها، وحين تطلب منها الإجابة بالعربية ترفض "لا، لا أعرف .أعيدي سؤالي بالفرنسية" .لا تحب يارا العربية لأن المعلمة تكتّبهم كثيرا و"بتعيّط. بزهق من الطريقة التي تدرّس فيها" على عكس الإنكليزية التي تفضلها وتصفها بالـ "الدرس حلو".
أما شقيقها داني (11 سنة) يحب ساعات اللغة العربية ولكنه نسي ما تعلمه "القواعد صعبة، القراءة أحسن". يهتم بقراءة قصص باللغة الإنكليزية مسلية وتهمّه، على عكس الكتب العربية التي تكون نهايتها دائما "مش منيحة" لذلك يكتفي بقراءة ما يطلب منه في المدرسة.
تحاول والدة يارا وداني أن تعدّل بين لغتهم الأم والأجنبية, تخاطبهم معظم الأوقات بالفرنسية لأن في منزل جدّهم لا يسمعون سوى العربية، ومع العاملة المنزلية يتحدثون الإنكليزية. ويرى الوالد أنّ سبب ابتعاد الأطفال عن اللغة العربية هو طريقة التعليم المملة والقواعد الصعبة.
دانا (10 سنوات) لم تحب العربية يوماً إلا أن معلمتها تجعل حصة اللغة ممتعة، فهي لا تعاقب وإذا "بسألها سؤال تجيب بحجم جريدة". بنظرها اللغة العربية في المحادثة النصيّة عبر الهاتف أو الـ"chatting" مملة وإذا استخدمتها سيصفها أصدقاؤها بـ "المملة".

هل أضحت اللغة العربية مشكلة بحدّ ذاتها؟ هل هي فعلا لا تحاكي جيل اليوم؟
بحسب رئيسة قسم التربية السابقة في الجامعة اللبنانية الأميركية، ريما بحوص، فإن ابتعاد التلميذ عن اللغة العربية الفصحى وعدم رغبته في استخدامها سببه طريقة التعليم التقليدية جداً وليس التحدث بلغات أجنبية داخل المنزل "جميع الأولاد يتحدثون اللغة العامية ولكنهم يهربون من الفصحى". إضافة إلى إعطاء أهمية للغات الأجنبية على حساب العربية التي لا يضعون ثقلهم فيها في المدرسة، ومعاقبة الطلاب في حال التكلم بالعربية خلال الفسحة.
وتشرح السيدة بحوص الخلل الذي يكمن في المنهاج، فالكتب التي يتم التدريس بها بعيدة عن تفكير الطفل والزمن الذي يعيش فيه. تتعجب لطريقة التعليم التقليدية والمخيفة المستخدمة في حين يمكن استبدالها بأساليب ناشطة كالتي تستخدم في تعليم اللغتين الفرنسية والإنكليزية، "غيّروا الأساليب لتتغير النتيجة".
بالنسبة إلى بحوص، يكمن الحل في تأخير تعليم القواعد إلى المرحلة المتوسطة بدل الابتدائية، وهو قرار تتّبعه مدارس خاصة عدّة، إذ على الطفل أن يحب اللغة أولا ويغنّيها ويصغي ويقرأ كتباً يرغبها، "لا أبسّط اللغة، فهي جميلة جداً ولكن هناك أساليب حديثة جدا"، من شأنها أن ترغّب الطالب بها.
وتسلط بحوص الضوء على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام لجهة عرض برامج مخصصة للأطفال يحكى فيها لغة صحيحة، "ولا تستخموا الـ "Baby Talk" أي "لغة غير مفهومة" ولا تتضمن معاني.

من جهة أخرى، تتحدث معلمة اللغة العربية لينا محمصاني للصفين الرابع والخامس (المرحلة المتوسطة) عن طريقة التعليم الحديثة التي تتبعها مع التلاميذ "استخدمت الراب لتدريس القواعد. يو يو يو هيا يا أصدقائي نتعلم الفعل الماضي، وكانت النتيجة إيجابية، فبعد أن كان الطلاب يدخلون إلى الحصة "غصباً عنهم" أصبحوا يحبّونها وأصبحت لديهم قابلية للقراءة والكتابة والمناقشة". بالتوازي تلجأ السيدة محمصاني أحيانا إلى الأسلوب التقليدي لإعطاء درس قواعد اللغة العربية ولكن على طريقتها الخاصة.
أسلوب التعليم المعاصر والناجح في التدريس أثبت حاجة الطلاب إليه لكي يحبّوا لغة الأمراء والشعراء والأدباء، لغة أتقنها العاشق ووثّقها التاريخ ووثّقته، لغة غنية تصف كل شيء بأبلغ ما يكون ولا يمكن للكلمات أن تصفها.
المصدر: الميادين نت
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 02:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-47685.htm