صنعاء نيوز - وفد خليجى ذاهب إلى إثيوبيا وآخر عائد منها. بعد أن تحول سد النهضة إلى ما يشبه الكعبة

الإثنين, 26-ديسمبر-2016
صنعاء نيوز/ سليمان الحكيم السبت -



وفد خليجى ذاهب إلى إثيوبيا وآخر عائد منها. بعد أن تحول سد النهضة إلى ما يشبه الكعبة التى تطوف حولها تلك الوفود، التماسا للبركة الإثيوبية التى تذكرت قيادات تلك الدول الخليجية فجأة أن فيها سبع فوائد، أولاها وأكبرها مكايدة مصر بإخراج لسانهم لها بطول النيل، وصولا إلى قصر الاتحادية. ولا أعرف لماذا تسكت القيادة المصرية على هذه المؤامرة الواضحة حتى الآن رغم إدراكها أنها تستهدف التعجيل بإنشاء سد النهضة لتعطيش مصر وإفقار شعبها. ذلك بوضع إمكانيات مالية تفتقدها إثيوبيا تحت تصرفها لتحقيق هذا الهدف، بعد أن شاركت كل تلك الدول فى تخريب العراق وسوريا واليمن وليبيا حتى لم يعد على أجندتها الصهيو أمريكية سوى مصر. التى أعيتهم الحيل لإلحاقها بنفس المصير المدمر لقوة جيشها، فلجأوا إلى حيلة أخرى بالالتفاف إلى النيل لقطع شريان الحياة من المنبع لإفقار مصر وتركيعها، كما أفقروا تلك البلدان من حولها. وقد حان الوقت – رغم تأخره كثيرا – لرد مصرى يوقف تلك الدول المتآمرة عند حدها. وليس أمام مصر – إذا توفرت الإرادة السياسية لرد ناجع – إلا أن تذهب فى اتجاه إيران لتشكيل محور يبدأ من طهران وينتهى فى القاهرة، مرورا ببغداد ودمشق.

لتطويق تلك الدول ووضعها بين فكى كماشة تجبرها على إعادة النظر فيما تقوم به من تآمر على مصر وشعبها. ودون تحرك مصرى فى هذا الاتجاه ستظل تلك الدول سادرة فى غلوائها، ماضية فى تآمرها إلى آخر الشوط. لماذا لا تقوم مصر بهذه الخطوة وكل دول الخليج لها علاقات دبلوماسية واقتصادية مع إيران، بل إن قطر ترتبط معها باتفاقية دفاع مشترك، فى الوقت الذى ظلت فيه العلاقات بين مصر وإيران مقطوعة مجاملة لتلك الدول بدعوى دعمها لوقف التمدد الشيعى فى المنطقة. وهى الحجة التى لطالما رددها السعوديون كذريعة لإفساد العلاقة مع إيران، وللأسف فقد صدقها المصريون – أو تظاهروا بالتصديق – تملقا أو مجاراة للجانب السعودى، رغم أن مصر هى أكثر دولة عربية كان لها تجربة تاريخية مع التمدد الشيعى حين حكمتها الدولة الفاطمية عشرات السنين ولم يبق منها بعد كل تلك السنوات الطوال سوى حلاوة المولد والاحتفال كل عام بمناسبة عاشوراء، فقد ظل الشعب المصرى على عقيدته السنية دون تغيير.

فالخطر الشيعى إذن مجرد فزاعة اختلقتها السعودية لأسباب سياسية لا علاقة له بالدين أو المذهب، للحيلولة دون تقارب مصرى إيرانى. لكونها تدرك أكثر من غيرها خطورة هذا التحالف على مستقبل ومصير الحكم فى كل تلك البلدان الخارجية. أرجو أن تدرك القيادة المصرية أهمية الوقت – الذى أهدرت الكثير منه فى التردد – فقد أوشك السد على الانتهاء، وسندخل حينها فى مفاوضات مع الجانب الإثيوبى بديلا لحل عسكرى مستبعد، لدرء الخطر عنا. ولا بد أن تجلس إثيوبيا على طاولة المفاوضات وحيدة بلا ظهير عربى يدعم موقفها ويجنبها الخوف من تبعات التشدد الذى قد تظهره فى وجه مصر. تحركوا الآن.. الآن وليس غدا. وإلا لا تلوموا إلا أنفسكم نتيجة التخاذل والتردد!.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-47794.htm