عقد اليوم بصنعاء مؤتمر صحفي لعرض المعاناة الإنسانية في مديرية حيدان والمديريات المجاورة بمحافظة صعدة نظمته وزارتا الصحة العامة والسكان والإعلام ومكتب الصحة بالمحافظة .
وفي المؤتمر الذي أقيم تحت شعار " صعدة .. معاناة تحت نيران الغارات وجحيم الحصار " استعرض وكيل وزارة الصحة العامة لقطاع التخطيط والتنمية الدكتور نشوان العطاب جهود الوزارة في تحفيز المجتمع الدولي والتحرك الجاد لدعم احتياجات القطاع الصحي بالمحافظة التي تعرضت 46 في المائة من منشئاته للتدمير جراء العدوان الغاشم.
وأوضح أن القطاع الصحي بمحافظة صعدة بحاجة إلى دعم بقيمة 19 مليوناً و 500 ألف دولار خلال العام الحالي ليتمكن من تقديم الرعاية الصحية والعلاجية وخدمات الطوارئ للمرضى و الجرحى .
وأشار إلى الإشكاليات الموجودة في خطط الوزارة والمنظمات الدولية العاملة في القطاع الصحي التي لا تلامس احتياجات المواطنين الحقيقية ، وإنما تبنى على أساس أكاديمي ومعلوماتي روتيني منذ عدة سنوات .
وقال الدكتور العطاب : " عندما توقف الدعم من وزارة المالية للمستشفيات ظهرت المشكلات الصحية والانهيار الحاد في الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين وانتشار سوء التغذية في العديد من المحافظات رغم مرور 18 عاماً على بداية برنامج التغذية في بلادنا الذي يصرف عليه سنوياً ما لايقل عن 300 مليون دولار وثبت أنه لا يلامس احتياج المواطن " .
وأضاف : " بمجرد حدوث العوز والعجز الاقتصادي ظهرت آلاف الحالات المصابة بسوء التغذية والتي أدت إلى انتشار أمراض أخرى منها العمى في كثير من المحافظات " ، مشيراً إلى اكتشاف حالات كثيرة من سوء التغذية في محافظة صعدة مشابهة للحالات التي ظهرت في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة .
وشدد وكيل وزارة الصحة لقطاع التخطيط على ضرورة توجيه الدعم المقدم من المنظمات الدولية بطريقة علمية ومنهجية لخدمة المواطنين وإقامة المشاريع الصحية والخدمية التي يحتاجونها فعلاً .
وأكد أهمية استشعار الجميع للمسئولية وتلمس احتياجات الناس خاصة في ظل الأوضاع التي يعاني منها الوطن جراء العدوان ، منوهاً إلى أنه خلال عامين من العدوان لم يتم تقديم أي دعم للقطاع الصحي لتوفير سيارات إسعاف و احتياجات مراكز الطوارئ التي تستقبل الآلاف من الجرحى وتفتقر إلى أبسط التجهيزات كغرف العناية والعمليات والأدوية .
ودعا إلى التحرك الفوري لتنفيذ المخيمات الطبية التخصصية والحد من انتشار الأمراض والأوبئة في محافظة صعدة .
من جهته تحدث رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" رئيس التحرير ضيف الله الشامي عن أهمية دور الإعلام في إبراز معاناة المواطنين في مديرية حيدان خاصة ومحافظة صعدة بشكل عام جراء العدوان السعودي الغاشم وحصاره الجائر .
وقال : " تفاقمت الأوضاع في محافظة صعدة وأصبحت منكوبة أكثر من ذي قبل وتعاني معاناة شديدة جداً ، وعلى وسائل الإعلام مسئولية كبيرة في إيصال هذه المعاناة إلى العالم " .
وأكد فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في إيصال صوت الشعب اليمني ومعاناته إلى الرأي العام العالمي ، مشيراً إلى أهمية تبني الحملات الإعلامية لنقل معاناة الناس الذين يموتون بسبب الجوع والحصار ، مشيداً بالنتائج الإيجابية للحملات التي تم تنفيذها لنقل معاناة أبناء مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة وتفاعل رجال المال والأعمال والمنظمات للتخفيف من تلك المعاناة .
ودعا إلى التفاعل مع حملة التغريدات التي ستنطلق يوم غد عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بمختلف اللغات العالمية لإيصال المعاناة إلى شعوب العالم التي تشكل ضغوطاً على حكوماتهم للالتفات للوضع الإنساني في اليمن الذي يتدهور ويتفاقم يوماً بعد آخر .
من جانبه استعرض مدير عام مكتب الصحة والعامة والسكان بمحافظة صعدة الدكتور عبدالإله العزي الوضع الصحي في المحافظة ، مؤكداً توقف جميع مستشفيات المحافظة عن العمل باستثناء المستشفى الجمهوري الذي يقدم الخدمات الصحية لـ مليون و 200 ألف مواطن بإمكانات بسيطة ومهدد بالتوقف في أي وقت جراء العجز في الوقود والأكسجين والمستلزمات الطبية والأدوية .
وأوضح أن العدوان أعلن محافظة صعدة منطقة عسكرية بالكامل واستهدف كل مقومات الحياة والبنية التحتية بما فيها المستشفيات والمراكز الصحية والمسعفين من الكوادر الصحية والمتطوعين وسيارات الإسعاف .
وأكد مدير مكتب الصحة في صعدة تسجيل 585 إصابة جديدة بالسرطان خلال العام 2016م جراء استخدام طيران العدوان للأسلحة المحرمة الدولية ، لافتاً إلى وجود كثير من الحالات التي لم يتم تسجيلها نتيجة عدم قدرة المواطنين على الوصول إلى المراكز الصحية بسبب استهداف السيارات والطرقات .
وأشار إلى توقف دعم منظمة أطباء بلا حدود الاسبانية وتأخر مرتبات الفرق الجراحية المدعومة لستة أشهر متتالية فضلاً عن النقص في الكوادر المتخصصة في مجالات الأوعية الدموية والمخ والأعصاب والعيون والنفسية والأطفال والنساء والولادة .
ولفت إلى الصعوبة التي يعاني منها القطاع الصحي جراء عدم توفر جهاز C-ARM وتحويل معظم حالات العظام إلى العاصمة صنعاء ، منوهاً إلى أن العناية المركزة الوحيدة بالمحافظة توقفت هذا الشهر بسبب عدم توفر الأدوية وحوافز الكادر .
وتطرق إلى انعدام خدمات الطوارئ بالمحافظة وارتفاع أعداد الوفيات لعدم وجود سيارات إسعاف ومراكز مجهزة بالمعدات الطبية وأودية ومستلزمات الطوارئ وغرف العمليات والعناية والكوادر المؤهلة ، فضلاً عن عدم توفر خدمات تخصصية في المديريات البعيدة وانتشار مختلف الأمراض فيها .
وبيّن الدكتور العزي أن عدد من مديريات المحافظة تعاني من انتشار الملاريا لعدم تنفيذ حملات الرش وندرة الناموسيات وعدم توفر أدوية الملاريا وخاصة في مديريات حيدان والظاهر وشدا و رازح ومنبه حيث تم تسجيل أكثر من 12 ألفاً و 271 حالة خلال عام 2016م في 35 بالمائة فقط من مساحة المحافظة التي شملها الترصد الوبائي ، وبلغ عدد الوفيات من الأطفال تحت سن الخامسة إلى 18 حالة مصابة بالملاريا وهو عدد كبير جداً .
وحث مدير الصحة في صعدة على دعم الخطة الطارئة لإغاثة القطاع الصحي بالمحافظة وتوفير احتياجاته وتخفيف الضغط عن المستشفى الجمهوري وتشغيل المستشفيات الريفية ومراكز الطوارئ وتجهيزها وتوفير الكوادر الطبية المتخصصة وإقامة المخيمات الجراحية .
وشدد على أهمية تنفيذ حملات الرش الضبابي بشكل عاجل وفوري في مديريات الظاهر ، رازح ، شدا ، حيدان ، مدينة صعدة لمواجهة ناقل حمى الضنك وتوفير الناموسيات والفيالات و أدوية الملاريا .
كما استعرض المختصون في مديرية حيدان الوضع الصحي بالمديرية التي تضم 16 مرفقاً صحياً تعرضت للتدمير الجزئي والكامل ، مشيرين إلى أن ثلاثة مرافق صحية فقط تعمل حالياً بالمديرية في أوضاع صعبة تحت الأشجار وبين الأنقاض وتقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية فقط .
وأكد المختصون انتشار الأمراض الجلدية و حالات سوء التغذية الحاد ، وتطرقوا إلى عدد من الحالات الإنسانية التي توفيت لعدم توفر الخدمات الطبية والكوادر المتخصصة ، لافتين إلى ضرورة دعم الاحتياجات الأساسية والطارئة في المديرية وإنقاذ حياة المواطنين .