صنعاء نيوز -
بعد ما انقلب توازن القوى العالمي والاقليمي ضد النظام الايراني، زاد الخوف والهلع من هذا الأمر لدى وسائل الاعلام ومواقف رموز وعناصر النظام.
انتهاء عهد اوباما وسياسته القائمة على المساومة ومجيء الادارة الجديدة في أمريكا بمواقف صارمة ومتفاوتة عما كان من قبل ونجاح سياسة وقف اطلاق النار في سوريا بمبادرة تركيا وروسيا وتهميش النظام في هذا المشهد وكذلك تكبد الميلشيات المدعومة من قبل النظام الايراني في اليمن بخسائر فادحة.. كلها جعل نظام ولاية الفقيه أمام ظروف جديدة.
القلق الأكبر هو أن الفرص السابقة للنظام قد فاتت وأن الانفراجة التي حصل عليها النظام اثر سياسة المساومة على الصعيد العالمي قد ولى عهدها. لذلك بدأت وسائل الاعلام التابعة للنظام وعناصره يؤكدون باستمرار ضرورة التحرك بحذر في التعامل مع المناخ الجديد والملفات الاقليمية والدولية.
وكتبت صحيفة شرق التابعة لزمرة رفسنجاني- روحاني توصي لقوات النظام المرابطة في الخليج أن تتوخى ضبط النفس مقابل القوات الأمريكية التي تنتشر بجوار قوات النظام. لأن «تجاهل أي عامل قد يخل التوازن والتعايش الحساس بين هذه القوات، ليس من المصلحة. وأحد أهم هذه العوامل هو حدود الصلاحيات والدور الذي يلعبه شخص رئيس الولايات المتحدة في استخدام القوات المسلحة ضد القوات الخارجية. ونظرا الى التعامل والسلوك الخاص لدونالد ترامب فان تشريح وتحليل هذا العامل يكتسي أهمية بالغة» (صحيفة شرق 23 يناير).
صحيفة آرمان هي الأخرى التي تحذر وزارة الخارجية للنظام وتقول «اذا تركت منابر السياسة الخارجية الى أفراد غير محترفين ومنفعلين، قد يتحقق بتصريح أو عمل غير محبوك ما يتوقع (من كون النظام هو من ألغى الاتفاق النووي) خاصة مع وجود مجموعات معارضة للاتفاق النووي في ايران وبعض ممن يتشوقون الى الحرب والتصدي، وبالتالي قد تخلق ظروف نتنازل عن الاتفاق النووي وندخل مواجهة مباشرة معهم مما سينتهي الى مالا يكون له ربح للبلد».
ثم تتشدق الصحيفة بسياسة ما يسمى بالاعتدالية لحكومة روحاني وزمرة رفسنجاني- روحاني وتعتبر في هذا الظرف سياسة الخنوع مقابل الغرب لاسيما أمريكا أفضل سياسة من قبل النظام وتقول «في ايران كانت تطرح سياسات وتصريحات حادة ولكنها حلت محلها برامج وسياسات من نوع الاعتدال وهذا ما يلائم الطرف الغربي لكي يغتنم الفرصة في ايران لتطوير العلاقات على أساس الاحترام المتبادل».
وأما صحيفة «اعتماد» فتحذر نظام الملالي وتقول يجب أن يكون النظام واعيا بخصوص التوازن العالمي الجديد لأن «مشروع معاداة ايران وجد حيزا جديدا للعمل»!
وترى هذه الصحيفة من نتائج انقلاب التوازن ضد النظام خلق فرص للمجموعات المعارضة للنظام التي يصفها تحت عنوان «المجموعات المعادية لايران»!
هذه الصحيفة تتوقع أنه بعد الآن «ينشط مشروع معاداة ايران» (اقرأوا معاداة نظام الملالي) (اعتماد 23 يناير).
الواقع أن هذا الخوف والقلق داخل النظام من تغيير المرحلة قبل كل شيء يبين ترنح النظام ووضعه المتأزم. لم يكن من الصدفة أن أحد عناصر النظام من زمرة رفسنجاني- روحاني قد تحسر قبل مدة على التعادل السابق أي عهد سياسة الاسترضاء مع النظام وقال ان عهد اوباما كان للنظام عهدا ذهبيا ولن يتكررا أبدا!
ان قلق النظام من سياسة الادارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة بخصوص ملفات الارهاب وتدخلات النظام الايراني في الدول الاقليمية وملف حقوق الانسان لنظام الملالي وهو قيد الدراسة الآن في الكونغرس الأمريكي في مجلسي النواب والشيوخ، قد جعل نظام ولاية الفقيه أمام وضع جديد متفاوت عما كان عليه في عهد اوباما. |