صنعاء نيوز -   مدينة دمت من أبرز المدن السياحية في اليمن، تمتاز بثروة هائلة من المياه الطبيعية الساخنة، يقصدها كثير من طالبي العلاج الطبيعي في الجلدية

الثلاثاء, 26-أكتوبر-2010
صنعاء نيوز -
مدينة دمت من أبرز المدن السياحية في اليمن، تمتاز بثروة هائلة من المياه الطبيعية الساخنة، يقصدها كثير من طالبي العلاج الطبيعي في الجلدية والروماتيزم من مختلف أنحاء الجمهورية، كما تتوافد إليها الرحلات الطلابية والشبابية والعائلية المختلفة.. تحظى دمت بعدد من المواقع والمعالم السياحية التاريخية والأثرية، وتحظى بزيارات مسؤولي الدولة المتكررة إليها، آخرها زيارة رئيس الجمهورية، وبالرغم من كل ذلك إلا أنها لا تحظى بالاهتمام والالتفات والعمل على تقديمها كمدينة سياحية هامة.. فما أن يزورها الزائر إلا ويرثى لحالها ويستاء لوضعها، وينفر منها لتدهور وانعدام مشاريع البنية التحتية والخدمية الأساسية فيها.
الأسبوع الماضي زرنا مدينة دمت السياحية فكانت الصدمة.. إنها مدينة تتمتع بمقدرات سياحية بارزة تفتقد لأدنى مقوماتها، بل الأدهى في ذلك أن حالها تحول إلى الأسوأ ولم تكن بتلك الصورة السيئة الراهنة التي كانت عليه في زيارات سابقة إليها.. أثناء مرورنا في شوارع مدينة دمت الرئيسة والفرعية والداخلية كان الانذهال والتعجب والاستياء هو سيد الموقف، كيف أن مدينة سياحية مشهورة تكون بهذه الصورة من الإهمال واللامبالاة في مختلف المرافق الخدمية، ومشاريع البنية التحتية.
فالشارع الرئيسي الذي يمر من ذات المدينة - وهو الخط الرئيس الواصل بين صنعاء وعدن- ليس بذلك المستوى من الاهتمام، يكتظ بالازدحام الشديد وعدم تنظيم السير فضلاً عن الوقوف العشوائي للسيارات وبالكاد تمر منه السيارة، إضافة إلى ذلك تبرز عشوائية سوق المدينة حتى أصبح الباعة المتجولون وبائعي القات يفترشون مساحة كبيرة من الطريق، كما يظهر الإهمال بذات الخط أن أصبحت "مياه المجاري" طافحة على الخط حتى تبدو كمستنقعات صغيرة على ذات الطريق الرئيس وجوانبه.
ذلك هو حال الشارع الرئيس لمدينة دمت وهو الشارع الوحيد "المسفلت" أما شوارعها الداخلية فلا توجد فيها أدنى مقومات أن يطلق عليها "شوارع"، فالوضع فيها يبدو أكثر إهمالا وتسيباً وخراباً وهي ذات الشوارع منذ بزغ نجم دمت السياحية كحالتها بل زادت أكثر سوءاً وتدهوراً ورداءةً.. الشوارع الداخلية عبارة عن شوارع ترابية لم تصلها "الإسفلت" ولا الإصلاحات فهي كعهدها وزادت رداءتها مع هطول الأمطار، فضلاً عن ذلك تجدها ممتلئة ببحيرات المجاري وأكوام القمامات حتى أصبحت تشكل خطراً في التلوث البيئي لأبناء المدينة الساكنين فيها.
وفي الطريق الواصل إلى مدينة دمت القديمة وجبن يتنفس سائقو السيارات الصعداء حتى يصلون إلى "جولة عاطف" بالشارع الرئيس، فالحفريات في ذات الخط "الإسفلتي" أشبه بالكلمات المتقطعة "تقفز السيارة فيها من حفرة إلى أخرى" ولا حياة لمن تنادي، وقد أدت رداءة الطريق إلى وفاة وإصابة العديد بحوادث مرورية نتيجة إهمال الجهات المختصة في إصلاحه.
* أماكن سياحية تبكي حالها
تمتلك دمت أماكن سياحية وأثرية هامة، دفعت وزارة السياحة إلى أن تطلق عليها "مدينة دمت السياحية"، إلا أن السياحة لا تعير تلك التسمية أدنى اهتمام سوى ما كان دعماً أو ترميماً أو ترويجاً وتسويقا.. يوجد في دمت أكثر من 8 حمامات طبيعية أهمها (حمام العودي، الأسدي، الحمدي "الدردوش"، البربرة، عاطف، الحسن، الحساسية) وهي التي ميزت دمت السياحية ويقصدونها من كل حدب وصوب، إلا أنها تواجه بإهمال كبير وعدم إصلاح وترويج من قبل الجهات المختصة..
كما تميزت دمت بأماكن سياحية بارزة أخرى (جسر عامر، قلعة دمت القديمة، قلعة المحجبة، وادي بناء، حرضة القاضي) هي الأخرى لا تقل إهمالاً ورداءة كغيرها، وما يبعث على الحزن أكثر أن تجد مكاناً سياحياً هاماً (حرضة دمت) والتي أصبحت رمز دمت في الإعلام، لا تعنى بأي اهتمام أو إصلاح أو ترويج، ومثل هكذا مكان سياحي هام يجلب لدمت مورداً سياحياً كبيراً.. ويتجلى الإهمال "بحرضة دمت" بدايةً من عدم وجود طريق معبدة إليها، بصعوبة تصل السيارة إليها، كما لا توجد هنالك أي لوحات إرشادية تدل عليها، وأصبح الطريق الوحيد الذي كان يصل إليها مجرد سوق مكتظ بباعة القات والباعة المتجولين والبسطات ما أدى إلى سد ذلك الطريق أمام الزائرين إلى "الحرضة"، كما تحولت مياهها إلى أكوام متراكمة من القمامة، ولا يجد زائر إليها أي استراحة.
* لا حياة لمن تنادي
دمت وما تمتلكه من إيرادات وتحصيلات مالية كبيرة سواء في الضرائب أو في التحسين تغنيها ومشاريعها، إلا أن أغلب تلك الأموال والموارد كما أكد عضو مجلس النواب عن مديرية دمت عبده علي العودي تذهب إلى مركز المحافظة "الضالع"، ويقول في حديثه لـ" الناس": دمت أغنى مديرية بمحافظة الضالع تجبى منها الضرائب، إلا أن اغلب تلك الإيرادات تذهب إلى مركز المحافظة ومن ضمنها إيرادات التحسين، مضيفا: للمدينة ضمن البرنامج الاستثماري مشاريع عدة في مجالات الطرق والصرف الصحي والكهرباء والحواجز وغيرها، وأغلب الطرق أنشئ منها أكثر من 80% لكن لا الدولة سلمت الخسارة ولا المواطن استفاد.
وحول دوره في ذلك كنائب في البرلمان عن دمت قال: منذ 16 سنة وأنا أتابع بين الوزارات والهيئات لمتابعة المشاريع لكن لا حياة لمن تنادي وكلها متعثرة بما فيها اللجنة العليا للمناقصات، مضيفاً: كما نقوم بمتابعة إنجاز مشاريع البنية التحتية منذ عدة سنوات لدى الوزارات والهيئات بينها الكهرباء والطرق لكنهم يعدوننا بذلك ويدخلوها في البرنامج الاستثماري، وتتأخر في الوزارات ويتعرقل تنفيذها، مشيرا في نفس الوقت إلى الأحداث الأخيرة في بعض المناطق الجنوبية والتي جعلت الطريق غير آمنة "كنا نستفيد من خط صنعاء- عدن من نزول وطلوع المسافرين".
* الصرف الصحي
طرحت مشاكل دمت ووضعها المأساوي على أمين عام المجلس المحلي عبدالإله النجار الذي أوضح أن مناقصة سيعلن عنها قريباً بشأن الشوارع الرئيسة ورصف الشوارع الداخلية مع مشروع الصرف الصحي بمبلغ 10 ملايين دولار مناصفة بين مشاريع الطرقات ومشروع المياه والصرف الصحي وذلك عبر الصندوق الاجتماعي بأبوظبي، مؤكداً متابعة المجلس المحلي لمشاريع الطرقات وسيتم الإعلان عنها خلال الشهرين القادمين.
وفي حين أكد النجار خلو مدينة دمت من أي مشروع للمجاري والصرف الصحي، وإنما عبارة عن "مجاري" يقوم بعملها الأهالي عبر مواسير يوصلونها إلى مجرى السيول إلا أنه أوضح انه عمل لها دراسة واعتماد بـ300 ألف دولار بعدها ألغيت لدراسة سابقة، بعد أن تم المسح لأربعة أشهر وأنزلت دراسة من جديد، ورصدت الميزانية بـ10 ملايين دولار.
أما تدهور الخط الإسفلتي من المدينة إلى دمت القديمة فقال: إن هناك مقاول يقوم بذات المشروع من خلال خط مزدوج من جولة دمت حتى دمت القديمة وقد قام بالعمل، لكنه أوقف العمل وبسبب ذلك أوقف مشروع المياه والتلفون والكهرباء عن مدينة دمت بسبب مشروع الصرف الصحي، وبعد تجهيزه لـ 2 كيلو تركها المقاول والمعدات موجودة ووقف العمل في ذات الطريق وطريق أخرى إلى الظاهرة لعدم دفع مستحقاته.
وحول عشوائية البناء في دمت، قال أمين عام المجلس المحلي إن العشوائية قديمة، ولا يوجد لدمت مخطط عام، ويوجد لديها مخطط قديم، وقد سبق ونزلت الشركة العربية وعملت دراسة ومناقصة بـ300 ألف دولار لإعادة تأهيل المدينة، إلا أنهم في المجلس حسب قوله "حافظنا على الموجود، على ما هو عليه، ونقوم بمتابعة الوزارة إلا أننا نجد الوعود فقط دون التنفيذ".
* عائدات تذهب للمركز
وحول الإهمال الذي تقابله المعالم السياحية أشار النجار إلى أن قضية منظورة في المحكمة مع مستثمر، حيث وقع مجلس التعاونيات عقداً مع مستثمر عام 1999م يقضي أن يتولى المستثمر تأهيل "الحرضة" والمعالم السياحية الباقية، مع حمام الحسن والدردوش، وتم الاتفاق معه أن تسلم له تلك الأماكن لمدة 15 سنة على أن يقوم بتأهيلها بمقابل أن يدفع مبلغ 30 ألف ريال فقط للمجلس المحلي بالسنة الواحدة، ويضيف: المستثمر لم يقم بتنفيذ الاتفاقية ولازلنا إلى الآن "نتشارع" معه.
وانتقد ذهاب الجبايات والضرائب والتحسين إلى مركز المحافظة بالضالع والتي قال: إنها كانت ستكفي دمت ذاتياً لو استخدمت لمشاريعها، حيث يقوم المجلس المحلي بتوريد مبلغ مليون ريال بالشهر من الشركات، و4 ملايين ريال كتحصيل وضرائب، وقد حاولوا فصله لكن تم الرفض حتى من مكتب الوزير، لو كان لدينا صندوق خاص بالمديرية لغسلناها "بالكلوركس" حد قوله.
وتطرق إلى ما تعانيه دمت من ضعف في الكهرباء، فضلاً عن عدم وجود شبكة داخلية للكهرباء، ويشير إلى أن لديهم أمر من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بخصوص ذلك وتم تسليمه للوزير إلا انه رافض، مطالبا الحكومة في ختام حديثه الوفاء بوعد رئيس الجمهورية الذي قطعه خلال زيارته الأخيرة لدمت بإنزال شبكة المجاري والتي وضع حجر الأساس لها وعدة خطوط رئيسية وخطوط أخرى والطرقات واستكمال البنية التحتية للمدينة.
*بالتزامن مع صحيفة الناس.




تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 01:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-4974.htm