صنعاء نيوز/ حمدي دوبلة - اليونسيف:توفير78.6مليون من اصل 236.6مليون دولار مطلوبة لتغطية انشطتها الانسانية في اليمن للعام الجاري
معاناة اطفال اليمن بسبب الحرب المتواصلة منذ عامين لايمكن وصفها هكذا تقول منظمة الامم المتحدة للطفولة "يونسيف" على لسان ممثلتها في اليمن الدكتورة ميرتشل ريلانو التي عرضت في آخر مؤتمراتها الصحفية الاربعاء الماضي بصنعاء ارقاما مخيفة عن اثار وتداعيات الحرب في اليمن على واقع ومستقبل الاطفال اليمنيين خاصة مع التصعيد الاخير للعمليات في مناطق الساحل الغربي.
المسئولة الدولية جددت في مؤتمرها الصحفي الدعوة لكافة اطراف الصراع بالعمل الجاد لايجاد حل سياسي عاجل للازمة ووضع حد لهذه الكارثة الانسانية المتفاقمة ..مؤكدة بان شبح المجاعة في اليمن بدا يلوح في الافق وبقوة في ظل الارتفاع المتسارع لاعداد الاطفال المعرضين لخطر سوء التغذية ..مشيرة الى ان هناك حاليا اكثر من 462الف طفل يعانون من من سوء التغذية الحاد والوخيم مايجعل من مسالة توسيع الدعم التغذوي قضية ملحة ينبغي ان تتسع لتغطي كل انحاء اليمن.
وتوضح اليونسيف في تقريرها عن الوضع الانساني في اليمن بان عدد الاطفال المتضررين من الحرب بلغ 9.6 ملايين من اصل 18.8مليون متضرر فيما بلغ اعداد النازحين من الاطفال 1.6مليون من اصل 3ملايين نازح اضافة الى وجود 462الف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم و14.5مليون يمني بحاجة لمساعدة في مجال المياه والاصحاح البيئي واكثر من هذا العدد بنحو نصف مليون انسان بحاجة لخدمات الرعاية الاساسية وتقول اليونسيف بانها تحتاج مبلغ 236.6مليون دولار للعام الجاري 2017م لتغطية هذه الاحتياجات الملحة فيما ان المبالغ المتوفرة فعليا لهذا العام بلغت 78.6مليون دولار قالت منظمة الامم المتحدة للامومة والطفولة "يونسيف" بان شبح المجاعة بدا يلوح جديا في اليمن وسط توقعات بارتفاع عدد الاطفال المعرضين لخطر سوء التغذية بسبب الحرب واشتداد التصعيد العسكري في مناطق الساحل الغربي للبلاد.
الدكتورة/ميرتشل ريلانيو الممثل المقيم لـ"اليونسيف"في اليمن اكدت مجددا بان الاطفال هم الاكثر تضررا من الصراع الذي لم يدع لهم اي متنفس.
واضافت بان اليونسيف تحتاج خلال العام الجاري لتوفير المساعدات المنقذة للحياة لقرابة 7ملايين طفل داخل المجتمعات الاكثر عرضة للخطر.
وتطرقت المسئولة الدولية الى تداعيات التصعيد العسكري في الساحل الغربي واثاره الكارثية على اوضاع المدنيين مشيرة الى ان المواجهات اجبرت زهاء 48الف انسان على مغادرة منازلهم والنزوح الى اماكن اكثر امانا موضحة بانه يتم استضافة الاسر النازحة من قبل اسر محلية او تتركز في مستوطنات اُعدت بشكل عشوائي حيث تكون خدمات المياه والغذاء والصحة من بين بين الاحتياجات الاكثر الحاحا.
وجددت ممثل "اليونسيف" في اليمن دعوة جميع اطراف الصراع الى وقف الاعمال العسكرية والالتزام بالقانون الانساني الدولي والحرص على تجنب استهداف المدنيين والمرافق الحيوية وحمايتهم.
وعبرت ريلانيو عن قلقها البالغ من تصاعد المواجهات في المخا والمناطق المجاورة لها اذ تسببت في اغلاق معظم المدارس هناك والتي بلغ عددها قرابة 40مدرسة من اصل 53مدرسة مايعني ان 13الف طفل باتوا خارج التعليم.
وتطرقت المسئولة الدولية الى جهود اليونسيف في المساهمة في تلبية بعض الاحتياجات الاساسية الملحة للنازحين في المخا والمناطق المجاورة لها موضحة بان اليونسيف تنفذ بالتعاون مع بعض الشركاء عمليات تقييم احتياجات وتقوم كلما سنحت الفرصة وعلى الرغم من الصعوبات الامنية بتقديم خدمات متكاملة تشمل المياه والاصحاح البيئي والصحة والتغذية والحماية في المواقع الممكنة من الناحية الامنية ..مشيرة الى انه ماتزال هناك قيود ماثلة امام وصولها
الى بعض المناطق المتضررة.
اسباب غير مباشرة
وتضيف ممثلة اليونسيف في اليمن بان عددا كبيرا من الاطفال اليمنيين قضوا خلال العامين الماضيين نتيجة اصابتهم بامراض كان يمكن الوقاية منها موضحة بان"عدد هؤلاء الضحايا يفوق اعداد اولئك الذين قُتلوا بشكل مباشر جراء القتال وهو مايجعل حملات التطعيم خيارا حاسما جدا لتحصين الاطفال في كل اليمن وانقاذ حياتهم وتامين مستقبلهم.. مشيرة في هذا الصدد الى ان اليونسيف تمكنت وشركاؤها مؤخرا من الوصول الى خمسة ملايين طفل دون سن الخامسة وتحصينهم ضد شلل الاطفال مع اعطائهم جرعات من فيتامين (أ) وذلك خلال عملية التحصين من منزل الى منزل التي نفذها 40الف من العامليين الصحيين في فرق صحية متنقلة .
واضافت ريلانو التي اكدت اهمية ان يسعى كل الاطراف الى الوصول الى حل سياسي لهذه الازمة التي تسببت في معاناة الاطفال وبما لايمكن وصفه..بان حملة التحصين الاخيرة وهي الاولى من نوعها هذا العام جاءت في وقت حرج للغاية وخاصة ان شريحة واسعة من اطفال اليمن باتت على حافة المجاعة مع تفشي سوء التغذية الذي يزيد من مخاطر الاصابة بالامراض بشكل كبير في ظل توقف اكثر من نصف المرافق الطبية عن العمل مايعني ان النظام الصحي في اليمن على وشك الانهيار..موضحة بان"الاطفال اليمنيين يموتون بسبب استمرار الصراع الذي يحول دون حصولهم على خدمات الرعاية الصحية والتغذية التي يحتاجونها بشكل عاجل" ..مشيرة الى ان اليونسيف وسًعت نطاق مساعداتها الانسانية خلال العام الجاري حيث تم دعم 323الف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم اضافة الى توفير خدمات الرعاية الصحية الاساسية لمليون طفل واكثر من نصف مليون امراة حامل ومرضع.
استراتيجية العمل الانساني
يؤكد مسئولو "اليونسيف" في اليمن بان استراتيجية المنظمة للعمل للانساني في اليمن تنطلق من التزاماتها الجوهرية تجاه الاطفال خلال العمل الانساني ..ويشيرون بان اليونسيف قامت بمواءمة اهدافها الاسترتيجية وخطط الاستجابة العملياتية للكتلة بمايتماشى وخطة الاستجابة الانسانية لليمن للعام الجاري.
ويضيف هؤلاء بانه سيتم تقديم خدمات منقذة للحياة في مجالات الصحة والتغذية والمياه والاصحاح البيئي والتعليم وحماية الطفل والحماية الاجتماعية لعدد9.8مليون شخص منهم 6.9مليون من الاولاد والفتيات كما ستقوم بتعزيز الانشطة المتكاملة وتصعيد خدمات التغذية والتركيز على زيادة مشترياتها من اللقاحات والاستجابة لتفشي الاوبئة وتقديم الرعاية التوليدية ورعاية حديثي الولادة اضافة الى تعزيز النظم والمؤسسات الوطنية سيما النظام الصحي الذي يوشك على الانهيار من خلال توفير المستلزمات الضرورية ومواصلة تنفيذ انشطة الاستجلبة والوقاية من وباء الكوليرا بالتوازي مع توسيع نطاق الوقاية من وعلاج سوء التغذية كما تخطط اليونسيف لدعم تشغيل وصيانة واعادة تاهيل شبكات المياه في حين سيتم تمكين نحو1.8مليون طفل من الوصول الى التعليم بشكل مستدام من خلال اعادة تاهيل المدارس وتشييد اماكن تعلم مؤقتة وتوزيع اللوازم المدرسية والتوسع في تقديم خدمات الدعم النفسي لتلافي اي اضرار قد تظهر على المدى الطويل جراء التعرض للعنف الى جانب توسيع نطاق عمل آلية المتابعة والرصد.
وتؤكد اليونسيف على ضرورة اتاحة الطرق امام وصول المساعدات الانسانية دون عوائق ومواصلة التركيز على ضمان توافر الخدمات الاجتماعية الاساسية للفئات الاكثر ضعفا بمن فيهم النازحين والمجتمعات المُضيفة وغيرهم من السكان المتضررين من النزاع. |