صنعاء نيوز -
إلى منظمات حقوق الإنسان.. وعلى رأسها (هود)
كان الوقت فجرا, وعقارب التاريخ تشير إلى الـ24 من فبراير 2010, حين اعتقل "ماجد محسن فريد" بالقرب من منزله بمنطقة الحمراء, تبن, واتهم حينها بمحاولة تفجير منزل عبد الله حسن الموزعي- ضابط بحث التحري السابق في محافظة لحج, مدير أمن مديرية الحوطة حاليا, ليظل مسجونا حتى الـ28 من يونيو 2010, حين قدم للمرة الأولى للمحاكمة أمام المحكمة الجزائية في محافظة عدن, وأفرج عنه في يوليو الماضي بالضمانة الحضورية على أن يحضر جلسة محاكمته في الـ10 من شوال المنصرم..
وظل مصير "ماجد" في بادئ الأمر مجهولا عن أسرته, ما اضطرها إلى أن تسأل عنه في سجون محافظتي لحج وعدن ليتضح أنه سجين في سجن "الفتح" بمدينة التواهي.
"ماجد" 18 عاما, ينتمي جغرافيا لمديرية المسيمير ويقطن مع أسرته منطقة الحمراء التابعة لمديرية تبن, وهو نجل القيادي الاشتراكي محسن فريد- سكرتير الدائرة التنظيمية للحزب الاشتراكي اليمني بلحج, إلى ذلك سيكون هذا العام طالبا في جامعة عدن.
في وقت سابق كشف والده عن دخول "ماجد" ستة سجون, ابتداء من سجن الأمن العام, فالأمن السياسي ثم سجن صبر في محافظة لحج, قبل أن ينقل إلى سجن الفتح بمدينة التواهي بعدن ويعاد مرة أخرى إلى سجن صبر, وفي الـ7 من يونيو 2010 زج به في سجن المنصورة بمحافظة عدن.
وحين بدأت جلسات محاكمته في عدن, شكا "ماجد" للقاضي تعرضه للتعذيب, كما شكا لوالده في رسالة خطية عن تعرضه للتعذيب والضرب المبرح لانتزاع اعترافات بقضايا نشاط الحراك الجنوبي في الحوطة وتبن ونشاط والده الذي يعمل سكرتير الدائرة الحزبية للحزب الاشتراكي بمحافظة لحج.
وكان من المفترض أن يؤدي "ماجد" امتحان القبول في كلية الطب بجامعة عدن في 28/6/2010, إلا أن ظروف اعتقاله حالت دون ذلك.
وفي يوليو قررت المحكمة الجزائية في عدن الإفراج عنه بالضمانة الحضورية, والتي ألزمته بحضور جلسة محاكمته في الـ10 من شوال هذا العام. وكان للإفراج ما يبرره, لكن من يبرر الاعتقال والسجن لقرابة خمسة أشهر؟
فور خروجه من سجنه, وبعد صعوبة التقدم إلى كلية الطب, اختار "ماجد" كلية التربية عدن, وتحديدا تخصص بكالوريوس في علوم الحاسوب, واجتاز امتحانات القبول بنجاح على أن تبدأ دراسته بعيد عيد الأضحى القادم مباشرة, لكن مسلسل العراقيل في طريق ماجد لا يزال يتوالى, كما لا تزال السلطات الأمنية في محافظة لحج مصممة على إعادة نفس الأسلوب من جديد.
فما الذي حدث؟؟
مساء الجمعة الـ13 من أغسطس 2010 تم اغتيال العقيد علي عبد الكريم فضل (البان)- مسئول الأمن السياسي في مديرية تبن بمحافظة لحج على يد مسلحين مجهولين.
اغتيل البان بالقرب من منزله في منطقة الحمراء على بعد 3 كيلومترات, تقريبا, جنوب مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج, حين كان خارجا بسيارته الخاصة, ليمطره مجهولون بوابل من الرصاص, وتمت بعدها حملة مداهمات واعتقالات طالت عددا من شباب المنطقة, أفرج عن بعضهم, فيما لا يزال الباقون قيد الاعتقال.
كان من بين المعتقلين "ماجد محسن فريد", ولا يزال معتقلا بمعية آخرين "محمد يحيى جحجح, مازن أحمد عمر, علي كليب, طارق هندي, محمد قشاش, عبده بدر محمد, عهد محمد سعيد عامر, رضوان علي صالح, عمار أحمد عمر, ياسين فضل محسن, ناصر عباد, وفهمي عبده". يجدر التنويه إلى أن "جحجح", و"كليب" سبق وأن اعتقلا مع "ماجد" وزج بهما في سجن "الفتح" بالتواهي.
يقول ماجد محسن فريد: قادوني مباشرة إلى سجن الأمن السياسي بلحج, ومكثت 3 أيام دون تحقيق أو اتهام. يضيف ماجد أن مسئولين أمنيين جاءوا ليقولوا له: أنت بريء, وسيتم الإفراج عنك قريبا.
يؤكد أن مدير أمن المحافظة عقلان القدسي, ومدير الأمن السياسي فيها عبد القادر الشامي قررا الإفراج عنه, لكن مدير أمن الحوطة عرقل ذلك استنادا إلى القضية السابقة التي يفند "ماجد" اتهامه بها جملة وتفصيلا.
وحسب المعلومات التي بحوزة "ماجد" فإن الإفراج عنهم سيتم بعد انقضاء خليجي عشرين الذي تستضيفه اليمن في الفترة من 22 نوفمبر وحتى 5 ديسمبر 2010. سمع ذلك من مدير أمن المحافظة. وهو يستغرب أن يتم استقبال البطولة الرياضية باعتقال الشباب والزج بهم في السجون لحتى انتهائها.
حين حضر والده "محسن فريد" جلسة محاكمته في المحكمة الجزائية بعدن في الـ10 من شوال, أثار حنق القاضي الذي أمر بسرعة إحضار "ماجد", وحين عَلِم بسجنه حرر مذكرات للجهات المعنية في الحوطة بضرورة إحضاره الجلسة الختامية لمحاكمته, لكن أيا من تلك المذكرات لم تجد لها أي تجاوب على ما يبدو.
والاثنين المنصرم, ونتيجة لمحاكمة المتهمين بتفجير نادي الوحدة بالشيخ عثمان, أجل قاضي المحكمة الجزائية الجلسة الختامية لمحاكمة "ماجد" إلى الاثنين المقبل, الأول من نوفمبر, وحينها سيكون قد أمضى 80 يوما خلف القضبان دون تهم واضحة.
"ماجد محسن فريد" أكمل الثانوية العام قبل الماضي, ويتأهب حاليا لدراسة الحاسوب في كلية التربية/ عدن, جامعة عدن, لكنه يتساءل كيف يمكنه ذلك؟
إلى منظمات حقوق الإنسان
الأسبوع الماضي, حملني "ماجد" إيصال مناشدته إلى منظمات حقوق الإنسان, ومنها "منظمة" هود, بالاطلاع على قضيته, فالاستمرار في سجنه بهذه الطريقة سيؤدي إلى حرمانه من تعليمه الجامعي, في حين كان قد حرم من دخول كلية الطب في وقت سابق هذا العام؛ نتيجة سجنه في الفترة السابقة.
وهو يتساءل عما إذا كان سيتمكن من مواصلة تعليمه الجامعي, أم لا. لكنه يأمل بوقوف منظمات حقوق الإنسان, وعلى رأسها "منظمة هود", إلى جانبه. الأكثر من الأمل أن تستجيب تلك المنظمات لـ"ماجد".