صنعاء نيوز - كما جرت العادة للأمم المتحدة سقوط جديد وصفعة قوية من داخل دهاليزها ومكتب الأمين العام الجديدة انطونيو غوتيريش بشأن انحيازه وخضوعه كأسلافه للإبتزاز الإسرائيلي والأمريكي والسعودي بوقف المساعدات عن المنظمة، الصفعة هذه المرة وجهت من الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لشرق آسيا التي قدمت استقالتها بسبب ما وصفته بالابتزازات الوقحة لإدارة ترامب المتعلقة بوقف المساعدات.
ارتهان الأمم المتحدة للدول الكبرى إما بسبب المساعدات التي تقدم لبرامجها أو بسبب الضغوط السياسية يقوض استقلاليتها وحياديتها في مختلف القضايا المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين وقضايا الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية.
وخارج أروقة الامم المتحدة تقف الأخيرة متغاضية أمام قضايا الإجرام والعدوان المتواصل على اليمن بدءأ بارتكاب جرائم وقتل للمدنيين وتدمير للبنية التحتية والاعتداء على سيادة بلد مستقل وصولا إلى استمرار الحصار ـ السبب الرئيس في تفاقم الأزمة الإنسانية التي وضعتها الأمم المتحدة ضمن القضايا الإنسانية الأبرز لكنها لم تقدم شيئا لوقف أسبابها المتمثلة بالعدوان والحصار فضلا عن إخفاق مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في اختراق أي نجاح على طاولة المفاوضات بسبب تعنت دول العدوان وإفشال أي خطط مقبولة للحل السياسي.
ورغم انطلاق تحذيرات دولية وحقوقية من استهداف ميناء الحديدة المتنفس الوحيد المتبقي لملايين المواطنين إلا أن العدوان مستمر في استهدافه بغارات يومية بهدف تعطيله بشكل تام دون إدانة من قبل الأمم المتحدة التي تكتفي بالتعبير عن القلق من الوضع الإنساني المتفاقم، وعلاوة على ذلك فإن عدداً من السفن الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ممنوعة من الوصول إلى اليمن منذ عدة أشهر، وامتناع تحالف العدوان من إعطائها تراخيص للعبور في أسوأ صور الضعف للمنظمة الأممية.
هذا التغاضي تجاه ممارسات تعتبر وفق القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية ضمن جرائم الحرب غير مفهوم سوى في سياق واحد وهو الخضوع لابتزاز دول العدوان، وزيارة الأمين العام غوتيريش في فبراير للسعودية كشفت جزءاً من الاتفاق على التغاضي، ابتداء باستمرار دعم المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ بعد وقت قصير من رسالة المكونات الوطنية لغوتيرتيس بشأن عدم نزاهة مبعوثه وانحيازه لطرف العدوان مرورا بصمت الأمم المتحدة عن جرائم السعودية وتحالفها في اليمن.
المسيرة نت - طالب الحسني |