صنعاء نيوز - تصوير عبدالله ناصر بجنف

السبت, 25-مارس-2017
صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
اتفاقية باريس الموقعة في 18 ابريل1951بين بلجيكا,فرنسا,إيطاليا,لوكسمبورغ, ألمانيا الغربية وهولندا وهي الدول المصدر للفحم الحجري والفولاذ كانت اللبنة الأولى نحو تحقيق المشروع الأوروبي والتي تم ترجمتها في معاهدة روما الموقعة في 25 مارس 1957 لانشاء سوق أوروبية مشتركة والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 يناير 1958 هدفه إرساء السلام وفتح قنوات التعاون بعد معاناة هذه القارة من الدمار الكبير التي خلّفته الحرب العالميّة الثانية.
شكل تأسيس الأتحاد الأوروبي بداية مرحلة طويلة تم فيها وضع الأسس لمرحلة جديدة من التقارب والاندماج في كافة المجالات بين أعضائه, هذا التجمع القاري الهام والذي يعتبر من أنجح التجمعات الاقتصادية حقق نجاحات كثيرة بالرغم من وجود عراقيل وصعوبات واجهها في السنوات الماضية. خلال ستة عقود تمكن في ترسيخ التكافل بين اعضائة والاسهام في النهوض الاقتصادي لبلدانه في الوقت الذي فشلت فيه العديد من التجمعات والتكلات الإقليمية نتيجة غياب رؤية واضحة ترعى مصالح الشعوب بدرجة أساسية, قادة الأتحاد الأوروبي يتميزون بلقائهم ومشاوراتهم الدائمة وحضورهم الكامل على كافة المستويات بدوت تخلف لانهم حريصون في التواصل فيما بينهم. يضم في عضويته 27 دولة بعد ان قررت بريطانيا مغادرتة منها 18 دولة تستخدم اليورو
ويبلغ عددالسكان 508 مليون نسمة محتلة المركز الثالث عالميا بعد الصين والهند ويعيشون على مساحة تقدر ب ٤,٥ مليون كيلو
متر مربع وتاتي في المرتبة الرابعة عالميا بعد روسيا والولايات المتحدة الامريكية والصين ويتحدثون 24 لغة.بريطانيا انظمت لهذا الأتحاد في عام 1973 وقررت الانسحاب منه في عام 2016 بعد استفتاء شعبيّ كانت نتيجته مفاجاءة للجميع , لندن لم تكن منسجمة مع سياسيات أغلبية هذا التجمع واحتفظت بعملتها وخلال الفترة القادمة ستنطلق مفاوضات خروجها النهائي وستكون شاقة وصعبة من أجل البحث عن نقاط تجمع بين الطرفين أساسها التعاون ولكن بشروط ترعى مصالح شعوب الأتحاد الأوروبي والشعب البريطاني

أبرز انجازات هذا الأتحاد

حرية التنقل المواطنين والعمل
روح التضامن بين دولها والتي اسهمت في تجديد البنية التحتية لاغلب الدول وخاصة الواقعة في شرق أوروبا
التبادل التعليمي عبر برنامج اراسمو
سهولة تنقل البضائع والرقابة على جودة المنتجات
سن بعض القوانين والتي اسهمت في تحسين المستوى المعيشي
نوع من الاستقلاقية في سياساتها الخارجية

الأتحاد الأوروبي يصارع عاصفة وهي عبارة عن كوكتيل من الأزمات المفتوحة في الجوانب الاقتصادية وموجات المهاجرين الفارين من نيران الصراعات الدموية. ويبقى السؤال عن كيفية وقف بيع وتصديرالأسلحة الى تلك الدول التي تشهد حروب أهلية؟ وموجات العمليات الارهابية بالاضافة الى خروج بريطانيا المفاجي من مؤسسات الأتحاد الأوروبي ولكن المشكلة الكبرى تتمثل في حالة التذمر وغياب الحماس من قبل مواطني هذا التجمع نتيجة تراكم الكثير من االمشاكل وخاصة في الجانب الاقتصادي والتي تهدد بصمود وبقاء هذا الكيان على المدى البعيد اذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لانعاش الإقتصاد وإيجاد فرص عمل وتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية ووضع معالجات لانتشار الشيخوخة في هذه المجتمعات, تم طرح فكرة اوروبا بسرعتين تقودها المانيا وفرنسا
واخرى تضم بعض الدول الواقعة في شرق وجنوب اوروبا. كما يواجه تحديات مصيرية وخاصة بعد وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض والذي يحمل راية الخطاب الشعبوي كما أبدى تأييده القوي لخروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبي وشكك بفعالية حلف شمال الأطلسي وانتقد المانيا لاستقبالها للاجيئين وكل يوم جديد أوروبا والعالم يتفاجأ بتخبطات ترامب وقد تكون فرصة مواتية لدول
الأتحاد الأوروبي التحرر من الوصايا الأمريكية. بروز التيار اليميني المتطرف في النمساء وهولندا وفرنسا والذي يحمل الخطاب الشعبوي والعداء للأجانب له تأثيره على مستقبل هذا الاتحاد وقد ادرك قادة الأتحاد لهذه المخاطر من خلال مواجهتة باعتباره يهدد باستمرار هذا الكيان وقد حقق نتائج مثمرة تمثلت في فوز الاحزاب ذات التوجه الأوروبي في النمساء وفي هولندا اما فرنسا قادرة على إيقاف اليمين المتطرف في الإنتخابات الرئاسية التي ستقام جولتها الأولى في 23 ابريل والجولة الثانية في 7 مايو2017

البابا فرنسيس, بابا الفاتيكان في لقائة مع قادة الأتحاد الأوروبي في العاصمة الايطالية روما يوم الجمعة 24 مارس 2017 حذر من موت هذا الأتحاد في حالة غياب روح التضامن والتجانس والتعاون بين دولها والوقوف مع الضعفاء في اشارة الى التوجهات بسد الأبواب على اللاجئين وفي نفس الوقت اشار بان الشعبوية تساهم في نمو الأنانية وتضعنا في دائرة مغلقة وخانقة.
بالرغم من الصعوبات والعراقيل والتحديات فان الأتحاد الأوروبي قادر على تجاوزها بالإرادة السياسية والعزيمة والإصــرار
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 06-يونيو-2025 الساعة: 08:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-50802.htm