صنعاء نيوز - - شَاعِرُ الأجْيَال -
في رثاء الشاعر الكبير "نزار فباني " - ( في الذكرى السنوية على وفاته )
( شعر : حاتم جوعيه – المغار - الجليل - )
شاعرَ الأجيالِ قدْ طالَ الثوَاءُ = لا مجيبٌ ولكمْ عزَّ اللقاءُ//
وربيعُ الشرقِ أضحَى مُقفرًا = وذوى وردُ المُنى..زالَ السَّناءُ//
وعذارى الشعرِ تبكي جزعًا = منذُ أن غابَ عنِ الدوح ِ الغناءُ//
ما لقاسيون َ تلظَّى واكتوَى = ودمشقُ العربِ يحدُوها البكاءُ//
يا كنارَ العربِ قدْ ضاقَ المدَى = جَفّتِ الادمعُ ..ما أجدَى العزاءُ //
رائد التجديد في عصر ذوى = فيه روضُ الشعر..جاء الدخلاءُ//
يانبيَّ الشعر ِ فَي عصرِالدُّجَى = نُكّسَ الشعرُ وماتَ الأنبياءُ//
كم دموع ٍ سُكبتْ في الغوطتي ن ِ كبحر ٍ..ماؤه ُ الجاري دماءُ //
أيُّها السَّيفُ الدمشقيُّ ائتلا = قا ً وفي الغربِ امتشاقٌ ومَضَاءُ//
أمَويٌّ تُهْتَ فخرا ً وندًى = يا سليل َالعُرب ِ ِمنْ فيكَ الشذاءُ//
لكَ فوقَ النجم ِ صرحٌ شاهقٌ = وبرُكنَيْه ِ لقدْ حَفَّتْ سماءُ //
فربيعُ الشرق ِ ولى وانقضى = منذ أن غبتَ خريفٌ وشتاءُ//
ووهادُ الروح ِ ثكلىَ اقفرَت ْ = لفهَا الليلُ وأضناها العناءُ//
مجلسُ اللهوِ منَ الأنس خَلا = واختفى الصحبُ وولى الندماءُ//
جنة ُ الدنيا غدت ْ ملتاعة ً = إيهِ سوريا أرَّق َ الجفنَ الشقاءُ//
إيهِ سوريا ليسَ من بعدِ النوى = غيرُ ثوبِ الحزن..ماعادَ انتشاءُ//
"برَدَى " ما عاد َ عذبا ً ماؤُه ُ = رنقا ً صارَ وَعزَّ الاستقاءُ//
وحمامُ الشام ِ قدْ بُحَّ فما = من هديلٍ ومنَ الدوح ِ خلاءُ
والدي في الشعر..أستاذي وَنِبر= راسُ دربي.. وليَ الحرفُ اقتداءُ//
لغة ُ القيثارِ والحُبِّ سَتبْ = قى، وأنتَ الحلمُ فينا والرَّجَاءُ//
شاعرُ المرأةِ قد صوّرتهَا = ببديع ِ الفنِّ.. . حلاها البهاءُ//
فتجَلى الحبُّ في أسمى ضيا = ء ٍ وتاهتْ في أغانيكَ الظباءُ//
أنت َ للسمراء ِ تبقى هاويا ً = أنا للشقراءِ حبٌّ ووفاءُ//
وبحبٍّ وحشيش ٍ قمرٌ = أنتَ للتجديد فيه الإبتداءُ//
أنت فوق الفَرقدين ِ النيِّرَيْ = نِ سناءً وائتلاقا.ً.. لا مِرَاءُ//
أنت َ ربُّ الفنِّ والشعرِ ورب ُّ = النهى والفكر ِ... يكفيك َ الثناءُ//
لفلسطينَ رسمتَ الشعرَ مَل ْ = حَمةَ الخلدِ وكم كانَ العطاءُ//
ولأطفالِ فلسطينَ شَدَ وْ = ت َ..خيوطُ الفجرِ دومًا والفداءُ//
لقنوا المحتلَّ درسا ناجعًا = بنضالٍ...منهُ للأرض ِارتواءُ//
ثورة ُ الاحجار ِ قدْ واكبتهَا = بلهيبِ الشعرِ...هبَّ النُّجَباءُ//
بدم ِ الأبطالِ... من آلامِهمْ = كُتِبَ التاريخُ قد زالَ الخفاءُ//
رايةُ الشعرِ فمَنْ بعَدكَ يَرْ = فَعُهَا؟ .. يزهو المَدى ثم الفضاءُ//
يا اميرَ الشعرِ منْ غيرِ مِرَا = ء ٍ أنا بعدكَ قال َ الخلصاءُ//
إنَّ عرشَ الشعرِ ِمنْ بعِدكَ لى = ذاك حقىِّ وليخزَى السُّفهَاءُ//
إننا في الداخلِ صرنا مثلا ً = كم عميل ٍ آبقِ فيه ِ الدهاءُ//
كمْ خؤُونٍ شعره الزبلُ وأدْ = نىَ ..نشازٌ صوتهُ دوماً عواءُ//
يستغلُّ المنبرَ الهشَّ لَيَط ْ = عنَ بي ..لكنَّ مسعاهُ خواءُ//
وقلوبٍ أترعَتْ الحقدِ والْ =غَدْرِ.. نحوي لا ودادٌ لا صفاءُ//
وحثالاتٍ غدَتْ بالزِّيفِ قا = دَتِنا .. منهم فلا يُرْجَى الرجاءُ//
لبسوا ثوبَ نضالٍ زائفٍ = وقريبًا عنهمُ ينضُو الطلاءُ//
صحفٌ صفراءُ تبقى لهمُ = إنها الخزيُ لشعبي والَوَباءُ//
حاربوا كلَّ أبيٍّ صادقٍ = خدمُوا الاعداءَ ..غابَ الامناءُ//
وَضعُوا حولي سياجاً شائكاً = إنهُمْ أعداءُ شعبي العملاءُ//
زرعُوا الألغامَ في دربي وكمْ = منعُوا يأتي نسيمٌ ورَخاءُ//
وعلى شعري لكمْ ُهمْ عتموا = خسئوا لنْ يحجبَ الشمسَ غطاءُ//
أنا ربُّ الشعر ِفي الداخل ِ رُغ ْ = مَ الاعادي ولأشعاري البقاءُ//
رافعُ الهامة أبقى شامخاً = ولغير الربِّ ما كان ولاءُ//
جندُوا الاوغادَ كلَّ الآبقي = نَ فلن يثني انطلاقي الجبناءُ//
ثابت ٌ رغم مَتاهاتِ الردى = عن حياض الحقِّ هيهاتَ جلاءُ//
أنا صوت ُالحقِّ أبقى، والضَّمِي = رُ لشعبي .. وليخزى الخلعاءُ//
فيسارٌ عندنا مثلُ يمينٍ = كلهُمْ في حقِّ شعبي لسَوَاءُ//
لن يمرُّوا سوفَ أصليهم أنا = بلهيب ٍ... وغدًا يأتي النداءُ//
إنني الحقُّ تجلّى ساطعا = وهمُ في نظرِ الشعبِ حذاءُ//
يا بلادًا رتَّلتْ أنغامَهَا = مهجُ الاهلِ وَروَّاها السخاءُ//
يا بلادي أنت روحي ودمي = فوق أحضانِكِ كم طابَ الفداءُ//
نحنُ أقسمنا يميناً للفدا = لبزوغ ِ الفجرِ إنّا رقباءُ//
شاعرَ الأجيالِ تبقَى علمًا = إننا في الشرق ِ دوما أوفياءُ//
نحنُ من بعدِكَ نمضي للعلا = بك َ حقا نقتدي ...أنت َ اللواءُ//
بدأ الشعرَ امرؤُ القيس ِ ففي = ه ِ ارتقى الشعرُ وفيهِ الازدهاءُ//
عصرُ شوقي قبله عصرُ أبي الط = يِّ ب الكنديِّ .. نورٌ وارتقاءُ//
ونزارٌ لخَّصَ الشعرَ بعَصْ = ر ٍ غدا فيه ِ ركيكا.ً.. لا طلاءُ//
وأنا منْ بعدهِ جدَّدْتُ في الشِّع ْ = ر ِ وأحدثتُ وما عادَ التواءُ//
وتقمَّصْتُ الحضاراتِ وَجئ = ت ُ بما لم ْ َيسْتطعْهُ العظماءُ//
أنا للشعبِ ورودٌ وشذا = وأنا للأرض ِ التحامٌ والتقاءُ//
قادمٌ منْ مدنِ الأحزانِ وَح ْ = دِي فغنِّي واهتفي لي يا سماءُ//
شعراءُ الجاهليينَ ارتقوا = ببديع ِ النظم فنًّا ..كمْ يُضَاءُ//
وسُموط ٍ عُلّقتْ في كعبةٍ = تُرْجمَتْ في الغربِ أحلى ما نشاءُ//
إنما الشعرُ غدا في يومِنا = كالنفايات أتاه ُ البلهاءُ//
طلسَمُوا أقوالهم منْ دونِ معنى = وعافَ الشعرَ حتى البُسَطاءُ//
" فنزار" و" أنا " و"المتنبّي " = و"شوقي " نحنُ منهُمْ لبَرَاءُ//
نمْ قريرَ العيننِ لا تحفلْ أسى = في بلادٍ قدْ فداها الشرفاءُ//
جنة ُ الدنيا شآمٌ لم تزلْ = إيهِ يا شامُ لكَمْ طالَ الثوَاءُ//
ولنا موعِدُنا فوقَ ذُرَى الشَّيْ = خ ِ حيثُ الثلجُ سحرٌ وغواءُ//
ورُبَى الجولانِ للعربِ فدًا = يرجعُ الجولانُ...يأتي الأقرباءُ//
كانتِ الأحلام ُ في أكتوبر = عرسُ تشرينَ لهُ الغربُ انحناءُ//
قُّرَّة ُ العين ِ شآم ٌ في دمي = هيَ للأعرابِ نبضٌ ودماءُ//
ليتني أغفوُ أنا فوقَ رُبا = ها، زهورُ الروض قبري والشذاءُ//
"فصلاحُ الدين ِ" يغفوُ هانئا = في دمشق ِ العرب ِ ثمَّ الأولياءُ//
كم شهيدٍ راقدٍ تحتَ ثرَا = هَا وأزهار ٍ سقاهَا الشهداءُ//
يا أميرَ الشعر ما بعدَ النَّوَى = غيرُ حزنٍ وعويل ٍ..لا التقاءُ//
لم تزلْ بلقيسُ في وجدانِنا = وردة ُ الطهرِ وحَلاهَا النقاءُ//
إنها في جنةِ الفردوس منْ = حولها الحورُ العذارى والظباءُ//
بعدك الحبُّ يتيما قدْ غدا = في ربوع ِ الشرقِ ، والغيدُ إماءُ//
كمْ فتاةٍ دمعُها الدّرُّ، ازدَهى = هاجَها الحزنُ وما أجَدى النِداءُ//
يا رسولَ العشق كم من غادةٍ = أنتَ قدْ حرَّرْتهَا...زالَ العَناءُ//
من قيودِ القهرِ قدْ أطلقتها = عَرفَتْ كيفَ العلا والإرتقاءُ//
يُحشرُ العشاق من تحت لوا = ئِكَ...في ظلك كمْ يلقى العزَاءُ//
أنت َ مَنْ أمسكتَ شمسًا بيَمي = ن ٍ وفي الأخرى نجيماتٍ تضاءُ//
كذبَ النقادُ فيما غُرِّرُوا = كلُّ ذمٍّ فيكَ قالوا َلهُرَاءُ//
ومسوخُ النقد ِ في الداخلِ هُم ْ = كحذائي قولُهُمْ عندي هبَاءُ//
أنتَ فوقَ النقدِ..فوقَ الشعرِ..فو = قَ النهَى ..للعربِ مجدٌ وسناءُ//
والذي جئتهُ يبقى خالدا = لو مضى مليونُ جيلٍ لا انتهاءُ//
وشعوبُ الأرض ِفيكَ انبهرُوا = أنت َ عملاقٌ وصرحٌ وعلاءُ//
أنتَ "دونجوانُ" جميع ِالغيدِ دَوْ = مًا.. وحلمُ الغيدِ حَقًّا وبهاءُ//
وأنا بعَدك أمضي قدما ً = أحملُ الراية َ يحدوني الإباءُ//
تهتُ في الكون ِ سناءً وسنا = وتهادَى في خطايَ الخيلاءُ//
فالعذارى في هوانا تُيِّمَتْ = نحنُ أحلى منْ تغنيهِ النساءُ//
وَضَمْمَنا المجدَ منْ أطرافهِ = وتسامَى الفنُّ فينا وَرُوَاءُ//
يا أميرَ الشعرِ هلْ أجدَى العزاءُ = عجزَ الحرفُ وأعيَى الخطباءُ//
رائدَ التجديد ِ تبقىَ ملكا ً = فوقَ عرشِ الشعرِ أنتَ الإبتداءُ//
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
|