صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف - كاسل مدينة تقع في وسط المانيا, تتبع ولاية هسن تحتل مساحة 106,77 كيلومتر مربع , في عام 1800 كانت تعتبر من أجمل مدن أوروبا الوسطى وسميت بباريس الصغرى تم فيها افتتاح أول متحف في أوروبا واول مسرح في المانيا, تم تدميرها تحت قصف القاذفات البريطانية في نهاية الحرب العالمية الثانية, بعد سنوات قصيرة نهضت من تحت الأنقاض ووجدت في الفن احدى وسائل جذب وتنشيط نشاطها الاقتصادي والثقافي,حيث اطلقت مشروع ثقافي ضخم تحت اسم دوكومنتا,ملتقى فني وثقافي يقام كل خمس سنوات يشارك فيه العديد من الفنانين من مختلف انحاء العالم, هذا الملتقى ليس معرض تجاري لبيع اللوحات الفنية بل منتدى مفتوح لكل الأعمال الفنية المعبرة عن هموم ومعاناة البشرية وكذلك تطلعاتها نحو مستقبل أفضل.
في دورته الأولى التي انطلقت في عام 1955 أراد مؤسسها ارنولد بودي تعريف الجمهور وخاصة الطبقة العاملة بالفن الانحطاطي ( Degenerate art) في الرسم والنحت التي كانت سائدة في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين ,هذا المصطلح تبناه النظام النازي في المانيا الشعبوية في اشارة للفن المعاصرالمرفوض من قبلهم وتم منعه, في المقابل اعطت أهمية وقيمة إضافية للفن البطولي الذي يمجد النظام في تلك الفترة.خلال الدورات اللاحقة لدوكومنتا تطورت العديد من الأفكار والتوجهات الفكرية للفنانين والقائمين على هذا المشروع الثقافي بغض النظر عن جنسياتهم وانتماءاتهم السياسية ومنحتها حيوية وتواصل وتم تجسيدها في الأعمال الفنية المعروضة. في دورته الرابعة عشر ولأول مره تم اقامة هذا الملتقى في العاصمة اليونانية أثينا في الفترة من 10 أبريل الى 16 يوليو وفي كاسل مقرها الرئيسي من 10 يونيو الى 17 سبتمبر 2017 بمشاركة 250 من الفنانين تحولت فيها المدينتين الى ملتقى للفن والفنانين شهد حضور عالمي كبير من جميع القارات الأعمال الفنية تم عرضها في العديد من المباني والصالات الفنية وبعض المتاحف والساحات العامة, من حين ضخامة وعدد الزوار لملتقى دوكومنتا يكمن مقارنتها ببينالي البندقية والذي يقام كل سنتنين يتم فيه اختيار الأعمال الفنية عبر الدول ومرتبطة بالاسواق الفنية وضروريات تمثيل لكل بلد حسب قدراتة الاقتصادية في المقابل ملتقى دوكومنتا يكرس للفن المفاهيمي وهي مزيج من الأفكار والمعاني والأهداف وهي من اولوياته متجاهلا الربح المادي والجمالية التقليدية. لفت إنتباهنا لجودة الأعمال المعروضة في كاسل ,منها عمل فني عبارة عن خيمة من قماش للفنانة الفلسطينية المولودة في بيت لحم إملي جاسر مدونة عليها اسماء 418 من القرى الفلسطينية التي تعرضت للاحتلال والتدمير من قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948 وظلت خالية من سكانها الأصليين, هذا العمل من مقتنيات المتحف الوطني للفن المعاصر في أثينا,اما العمل الثاني يحمل عنوان بارثينون من كتب بمقياس 19.5x29.5x65.5متر للفنانة الأرجنتينية مارتا مينوخين عبارة عن معبد إغريقي تم تشييده من تلك الكتب التي دخلت في خانة الممنوعات والحظر وتم منع تداولها في بعض الدول. ان من أهداف الفن والثقافة هو كسر الحواجز والقيود وفتح قنوات التواصل بين البشرية في عالم يسوده الاحترام المتبادل والتسامح والسلام. |