صنعاء نيوز -
قال لي الأستاذ عبدالولي المذابي -حين التقيته صباح اليوم- مداعباً: "شيّبت يا أوس"، وهذا جوابي عليه الذي تأخر:
شيّبتنا ولا نزال شبابا
ثَلَّةٌ تحكم البلاد اغتصابا *
جرّعتنا العذابَ كأسَ مَنونٍ
وسقتنا من الدموع شرابا
خضّبتنا كأننا في زفافٍ
إنما استخدمت دمانا خضابا
عطّشتنا وواعدتنا بماءٍ
كان في آخر المطافِ سرابا
ورمتنا بجعبةٍ من سهامٍ
وأسنّت سيوفها والحرابا
حرمتنا من المعاش فصرنا
بعد أن حكمت نسفُّ الترابا
استحلّت بلادنا وهْيَ صَرْحٌ
فاستحالت بعد البناء خرابا
أرجعتنا إلى الوراء عقوداً
أعجزت في عدِّ السنين الحسابا
فتسآلنا والتساؤلُ ضعفٌ
يغتلي الشكُّ في الجوابِ ارتيابا
هل يطلُّ الصباحُ من بعد ليلٍ
طالَ حتى أمسى علينا عقابا؟
فتمنّينا للظلامِ زوالاً
وتمنّينا للسؤال جوابا
والتمنّي للمُبتلى محضُ عجزٍ
إنما تؤخذُ الحياة غلابا
* الثُّلَّة (بضمّ الثاء) الجماعة من الناس لكنني كتبتها (الثَّلَّة) بفتح الثاء ولي فيها غرض.
#حكم_أوسية