صنعاء نيوز/ محمد جبار - لأهمية البحث في مثل هذه المواضيع التاريخية التي لابد من كشف اللثام عنها تم أختيار هذا الموضوع لكي نطلع على بعض أمور المجتمعات الغابرة وندرس الأسباب الرئيسية التي أدت إلى سقوطها وتلاشيها ، ولعل أهم هذه الأسباب هو الظلم والفساد الذي أتسم به القادة والحكام فعلى الرغم من أن تاريخ الحضارة الإسلامية تاريخ عريق حافل بالأمجاد وحضارتنا هي الشمس التي أشرقت على العالم في وقت كانت الحضارات الأخرى ترزح تحت الظلام والجهل والفساد ، ولكن مع الأسف هذ التاريخ لم يكن دائماً بهذا البياض الذي يحاول البعض أن يصوره لنا ، بل كانت هناك نقاط سوداء مظلمة مخجلة فيه , فالمطلع على سيرة بعض سلاطين الدول الإسلامية يعرف بكل وضوح أنهم لم يكتفوا بممارسة الأعمال الاجرامية كالظلم والقتل والتهجير بل مارسوا أعمال بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام والفطره الإنسانية تمثلت في المجون وممارسة اللواط مع الغلمان داخل القصور، كما فعل حكام بني أمية وبني العباس وسلاطين الدولة الأيوبية ، والمشكلة والطامة الكبرى أن أئمة التيمية حاولوا اخفاء أو تجاهل أو التقليل من أهمية هذه الإنحرافات الأخلاقية التي تمارس في تلك الدول وبحضور أئمتهم المارقة المتسلطين وأعيانهم فقاموا باخفاء وتدليس كثير من الحقائق فجعلوا سياق الكلام يحتمل أكثر من وجه ، هذه الحقائق وغيرها الكثير بينها الأستاذ المحقق الصرخي خلال المحاضرة الـ( 39 )من بحث (وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) حيث قال في المورد 20:
شبيه الشيء منجذِب إليه ، عودة إلى ابن تيميّة ومنهجه المقدّس ودولته الناصريّة القدسيّة وأقباسها الأقدسيّة التي لا تُحصى، وأترك لكم المجال في تصوّرها بعد أن أذكر لكم ما يمكن ذكره مع تحرجي واستحيائي واعتذاري الشديد جدًّا جدًّا عن ذلك، وهنيئًا للمارقة التكفيريّين بأقباسهم المقدّسة القدسيّة الأقدسيّة :
أـ في البداية والنهاية13: قال ابن كثير: {{وممَّن تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ(656هـ) مِنَ الْأَعْيَانِ: النور أبو بكر بن محمد بن محمد بن عبد العزيز ابن عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رُسْتُمَ الْإِسْعَرْدِيُّ: الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ الخليع، كان القاضي صدر الدين بن سناء الدَّوْلَةِ قَدْ أَجْلَسَهُ مَعَ الشُّهُودِ تَحْتَ السَّاعَاتِ، ثمّ استدعاه الناصر صاحب البلد فجعله مِنْ جُلَسَائِهِ وَنُدَمَائِهِ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ خِلَعَ الْأَجْنَادِ، فَانْسَلَخَ مِنْ هَذَا الْفَنِّ إِلَى غَيْرِهِ،
وتساءل سماحته : (( هل يقصد ابن كثير بكلامه هذا، أنّ النور الإسعردي قد تاب؟ ولكن هل هذه التوبة أتت من ذاته أو أتت لأنّه أرسل عليه الخليفة وبسبب مجالسة الخليفة ومنادمته ونصح وهداية الخليفة له؟ لاحظ هذا التدليس والتغرير، يستخدم عبارات تحتمل أكثر من وجه لخداع الآخرين، لكن الحقيقة قد دعاه الخليفة لمجلس الشراب والفسوق والرذيلة )).
فرغم أن مجالس الخمور والفُجور التي يقيمُها الملك السلطان الناصر صلاح الدين(الثاني) بن العزيز(محمد) بن الظاهر(غازي) بن صلاح الدين الأيوبيّ مع غلمانه وندمائه إلا إنه مع ذلك يبقى أمير المؤمنين ؟؟؟ ويسمى ولي الأمر؟؟؟ حسب الفكر والمعتقد التيمي الداعشي المنحرف في حين نجدهم يكفرون الآخرون ويقيمون عليهم الحدود ويستباحون دمائهم وأموالهم وأعراضهم لأبسط وأتفه الأسباب كالتدخين أو حلق اللحى أو ممارسة الرياضة أو العمل في أجهزة الدولة الأمنية ويتناسون أن أئمتهم وقادتهم أولى بذلك حيث كانوا يرتكبون أعظم الفواحش والكبائر فلم يكتفوا بالزنا بالنساء والجواري بل كانوا يأتون بطاقم كامل من الخدم أغلبهم من الغلمان الأوروبيون ويستخدمونهم بأعداد موائد الخمر والشذوذ واللواط .
أخيراً أقول لم يكن قصدنا من هذا المقال هو تشويه التراث الإسلامي الأصيل بل على العكس كان القصد هو نزع ثوب القداسة ورفع تلك الهالة المزيفة التي صبغت بها سيرة بعض سلاطين الدولة الإسلامية بحيث جعلوهم أنبياء وأئمة فيفجر السذج والأغبياء أنفسهم بين الناس في الأسواق والمقاهي والتجمعات استناداً لهذا الفكر والعقيدة المنحرفة الفاسدة لذلك كان لزاماً علينا بيان ذلك وإيصالها للجميع حتى لا يتم التغرير بهم مرة أخرى فالمعركة مع الإرهاب معركة فكرية قبل أن تكون عسكرية .
للمزيد من المعلومات نرفق للقراء الكرام
المحاضرةُ التاسعة والثلاثون من بحث (وَقَفات مع.... تَوْحيد ابن تَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري)
https://www.youtube.com/watch?v=8ZsM0PjDEcU
|