صنعاء نيوز - شفشاون ,المغرب, تصوير عبدالله ناصر بجنف

السبت, 22-يوليو-2017
صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
شفشاون مدينة لها تاريخها المتميز حيث شهدت هجرات مختلفة في عهد الفينيقيين والرومان والقرطاجيين والوندال، في عهد الفتح الإسلامي للمغرب، تحولت الى مركزا لتجمع الجيوش وفي عهد الأدارسة (القرن التاسع)، أصبحت المنطقة تحت حكم عمر بن إدريس الثاني الذي جعل من فاس عاصمة لإمارته. تقع شفشاون على ارتفاع 564 متر عن سطح البحر، وهي ذات مناخ جبلي جاف على العموم، ترتفع فيها درجة الحرارة لتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من أربعين درجة مئوية، وتنزل إلى دون الصفر أحيانا أخرى في فصل الشتاء، تبعد عن مدينة سبتة بمائة كيلومتر. تحتل مساحة 4،20 كم² وعدد سكانها 35.709 نسمة (عام 2004) وصلنا اليها عبر مدينة تطوان والتي تبعد عنها مسافة 67 كم تقريبا, ظلت مدينة شفشاون مغلقة في وجه الأجانب بعد سقوط الأندلس حتى عام 1920، يتكون إسم المدينة من كلمتين "شوف" و"شاون"، وهو إسم بربري معناه أنظر القمم، ويبدو أن اسمها جاء من موقعها بين قمتي الجبلين المحيطين بها, انسحبت منها إسبانيا التي كانت لها نفوذ على مناطق في شمال وجنوب المغرب بينما بقية مناطق المغرب خضعت لسيطرة فرنسا, المغرب نال استقلاله من فرنسا في 2 مارس 1956ومن اسبانيا في 7 أبريل من نفس العام ,منذ عقد الثلاثينيات من القرن العشرين اختارت شفشاون اللون الأزرق بدلا من اللون الأبيض ,مدينة زرقاء بامتياز ويتم تجديدة باستمرار مما يمنحها الجمال والتميز بين المدن المغربية, عرفت ايضا بغرناطة الصغيرة, جوهورة الشمال ,مدينة هادئة تداعب احلامها الابدية,تقع في أقصى شمال المغرب على سلسلة جبال الريف ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط بواجهة بحرية تمتد على ما يفوق 120 كلم وجنوبا إقليمي وزان وتاونات وشرقا إقليم الحسيمة وغربا إقليمي تطوان والعرائش, ينتمي الإقليم جهويا إلى جهة طنجة تطوان. تجولنا في احيائها وازقتها العتيقة والضيقة ذات الالوان البيضاء والزرقاء , منها حي السويقة والذي يعتبر ثاني أقدم تجمع سكني بني بعد القصبة، ضم في بدايته ثمانين عائلة أندلسية قدمت مع مولاي علي بن راشد وكذلك حي الاندلس , بني من اجل إيواء الفوج الثاني من المهاجرين الأندلسيين الذين قدموا إلى هذه المدينة في عام 1492م .شفشاون مثل غيرها من المدن التاريخية تتميز بامتلاكها لعدة أبواب والتي كانت بمثابة منفذ دخول وخروج الى المدينة العتيقة وفي نفس الوقت وسائل حماية ودفاع امام الغزوات الخارجية ومنبع راس الماء أساس بناء مدينة شفشاون ولايزال المزود الوحيد للمدينة بالمياه الصالحة للشرب والزراعة. فهو المكان الذي يشهد توافد السواح المغاربة والاجانب ,تمتزج فيه زخات المياه مع الطبيعة الخضراء التي تحيط على ايقاع أنغام الموسيقى والرقص الشعبي ,مدينة شفشاون مدرجة منذ عام 2010 في قائمة التراث الثقافي الغير المادي الإنساني من قبل منظمة اليونسكو ,تنفرد بمنظر خلاب يجمع بين الأبيض والأزرق، كذلك تعد وجهة سياحية بامتياز طبيعتها وفنها المعماري جعلها محط انظار السواح من داخل وخارج المغرب. شفشاون ,جوهرة الشمال والمدينة النائمة بين احضان الجبلين.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-53921.htm